
تمكن هادي من بسط نفوذ الدولة ودحر الجماعات المتناحرة في العاصمة والمدن الرئيسية
رغم الصعوبات الاقتصادية الكثيرة أعيدت الخدمات الأساسية واستقر سعر الصرف
معركة ” السيوف الذهبية” تدحر الارهاب وتعيد مدناٍ عدة إلى حضن الوطن
إعادة وتسوية أوضاع 5328 ضابطا أحيلوا للتقاعد بشكل إجباري في إطار استرداد المظالم
إعادة هيكلة الجيش والأمن .. قرارات شجاعة عززت الثقة ووحدت القيادة
الثورة / فارس الحميري
عاصمة منقسمة .. جماجم تتدحرج في الشوارع والأزقة جراء أعمال العنف الواسعة.. انقسام سياسي حاد.. مظالم تتراكم كل يوم .. ميزانية بلد مصفرة.. بهذا الوضع تسلم الرئيس الشجاع عبدربه منصور هادي قيادة البلاد.
وفي صورة نالت إعجاب العالم , خرج اليمنيون في 21 فبراير 2012م, من منازلهم وعبروا المتاريس المتخمة بالمسلحين إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم وانتخاب الرئيس هادي رئيسا وقائدا للبلاد, باعتباره المنقذ الحقيقي من تلك الأوضاع التي أزهقت الأرواح وأرهقت الشعب.
ومثلت الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 فبراير قبل عامين, لحظة فارقة في حياة اليمنيين ودشن معها المواطنون عهد جديد, وطويت في هذا اليوم صفحة ماضية كتلحة السواد, ضحى شباب اليمن الطموح للتغيير من اجلها بأرواحهم في كافة ميادين النضال السلمي.
وتوجه اليمنيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب هادي رئيسا لليمن حيث شهدت عدد من المراكز الانتخابية في محافظات البلاد إقبالا كبيرا على صناديق الاقتراع.
وسجل اليمنيون حينها حدثا تاريخيا لبلادهم من خلال مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية لنقل السلطة سلميا في البلاد بعد أزمة سياسية خانقة كادت أن تنزلق معها البلاد إلى شبح الحرب الأهلية.
وبإعلان فوز المرشح التوافقي في البلاد عبدربه منصور هادي رئيسا لليمن في الرابع والعشرين من فبراير 2012م, أسدل الستار عن القائد اليمني القوي, بناء على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية والتي يدعمها قرار مجلس الأمن 2014م وتم التوقيع عليها من قبل الأطراف اليمنية في 23 نوفمبر 2011م.
وأعلنت نتائج الانتخابات الرئاسية في اليمن بفوز المرشح التوافقي في البلاد عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية بنتائج وصفت بالمذهلة ودلت بشكل مباشر على رغبة اليمنيين في التغيير, حيث سجل إدلاء 6 ملايين و635 ألفا و192 موطنا بأصواتهم بما نسبته 99.8% من عدد المصوتين.
تعهد الرئيس ووفاؤه
عند تنصيب الرئيس هادي لمنصب رئيس الجمهورية , تعهد هادي بتحمل المسؤولية الوطنية الثقيلة خلال فترة عمله , وهو ما يراه المواطنون اليوم حقيقة على ارض الواقع.
في كلمة لهادي أمام البرلمان عقب أدائه اليمين الدستورية حمل الأحزاب السياسية اليمنية المسؤولية في أن يعبروا مع الناس بقلوب بيضاء وبخطاب يحمل بشارة الأمل حتى يتمكن الجميع من التعويض على ما فات.
وأضاف: إن ” التحولات لا يمكن أن تصنعها الصدفة والأمنيات مؤكدا أهمية العمل من أجل الوطن بروح مخلصة”.. ونوه حينها بأن” قوة واستقرار أي بلد مرهون بالتماسك الاجتماعي داعيا الجميع إلى إسقاط المشاريع الذاتية والشخصية من أجل الوطن .. مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية المبكرة مثلت جسر عبور للناس من ضفة اليأس إلى ضفة الأمل.
وتعهد بتحمل كامل مسؤوليته الثقيلة خلال فترة ولايته مشيرا إلى أهمية فتح صفحة جديدة “ناصعة البياض” لكي يستطيع الجميع بناء اليمن الجديد.
التفاف وطني حول الرئيس منذ البداية
بحكمته المعهودة وشجاعته الفريدة تمكن الرئيس هادي من لملمة الصفوف وحل الخلافات بكافة أشكالها , ومخاطبة الناس بصفاء مما جعل الجميع يقفون إلى صفه لقيادة المرحلة .
وعقب توليه مقاليد الحكم, أكدت الأطراف اليمنية مساندتها الكاملة ووقوفها إلى جانب الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي خلال فترة حكمه للمرحلة الانتقالية.
وذكر يحيى الراعي رئيس البرلمان حينها أن مهام وطنية كبرى أمام الرئيس مضيفا: ” سنكون معك في تجسيد المهام الوطنية كعملية تضامنية بين كافة السلطات والقوى في بناء اليمن الجديد والحفاظ على آمنه واستقراره “.
وعبرت حينها الأحزاب السياسية الرئيسة في اليمن عن وقوفها ومساندها الكاملة للفترة الانتقالية التي سيقودها عبدربه منصور هادي.
وأعلن حزب المؤتمر الشعبي العام مساندته للرئيس عبدربه منصور هادي خلال الفترة الانتقالية التي سيقودها.. مؤكدا دعمه ومساندته للرئيس هادي , وأنه بكافة أعضائه وكوادره وأنصاره وحلفائه كانوا وما يزالون وسيظلون معه داعمين ومساندين له لتنفيذ واجباته الدستورية والقانونية في خدمة الشعب اليمني خلال الفترة الانتقالية وبما يساهم في تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة ويخرج اليمن إلى بر الأمان ويحافظ على أمنه واستقراره ووحدته وسيادته واستقلاله.
من جانبها أكدت أحزاب اللقاء المشترك, وقوفها ومساندتها للرئيس هادي, و بأنهم ملزمين سياسيا وأخلاقيا التعاون الكامل مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال فترة عمله.
وبهذا التأييد الذي حظي به الرئيس هادي منذ البداية تمكن من الإمساك بزمام المرحلة والخروج باليمن واليمنيين من منزلقات الخطر إلى رحاب الحوار على كافة القضايا الخلافية.
إعادة التوازن السياسي
والاقتصادي والأمني في البلاد
تحمل الرئيس هادي مهمة عظيمة تمثلت في إعادة التوازن السياسي والاقتصادي في البلاد عقب انهيار الوضع سياسيا واقتصاديا ودخول البلاد مأزق متعددة.
ويتذكر الجميع عندما وقف الرئيس في هذا الاتجاه ووجه الحكومة بإعادة التوازن السياسي والاقتصادي والأمني في البلاد, وبنأي حكومة الوفاق عن المكايدات السياسية والحزبية والتركيز على مهامها الحقيقية لإعادة التوازن السياسي والاقتصادي والأمني لحياة المواطن., وصولا إلى النجاحات التي تعيشها بلادنا اليوم وتوافق الجميع على رؤى واضحة ومحددة للحاضر والمستقبل.
وقاد كافة الأطراف السياسية المتناحرة الى طاولة حوار شفاف , كما خلق حالة من التوازن السياسي في البلاد
وخلال مسيرته تمكن هادي من إعادة التوازن الاقتصادي الذي كان في حالة انهيار كلي , وأعاد للناس الخدمات الأساسية, وحافظ على سعر الصرف , وتمكن من توجيه المجتمع الدولي من المانحين إلى دعم المشاريع في بلادنا بحوالي 7.9 مليار دولار.
امنيا .. تمكن هادي من بسط نفوذ الدولة ودحر الجماعات المسلحة المتقاتلة في العاصمة والمدن الرئيسية الأخرى , بالإضافة إلى نشر الأمن بعد أن كانت البلاد تعيش حالة أمنية فوضوية خطيرة.
الحوار الوطني الشامل ..
محطة ملهمة بنكهة يمنية خالصة.
يعد الحوار الوطني الشامل إحدى أهم المحطات الرئيسية التي قادها الرئيس هادي والتي أخرجت الأطراف المتقاتلة من المتاريس إلى طاولة الحوار , وناقش على مدى عشرة أشهر كافة القضايا الوطنية العالقة والتي كانت محكومة بالكتمان.
وانطلق مؤتمر الحوار الوطني الشامل في 18 مارس 2013م, في خطوة مهمة لاستكمال بنود التسوية السياسية التاريخية ..ومثل افتتاح مؤتمر الحوار بصنعاء انطلاقة جديدة ووضع اللبنة الأساسية لبناء يمن المستقبل.
وانخرطت كافة الأحزاب الفعاليات السياسية والمنظمات الجماهيرية والأطراف الفاعلة في الساحة في حوار شامل لحل قضاياهم العالقة للتأكيد على تمسك الشعب اليمني بخيارات السلم ومحاولة الخروج من الوضع الذي تعيشه البلاد.
وناقش مؤتمر الحوار الوطني الذي كان يرأسه الرئيس هادي العديد من القضايا الوطنية بشفافية مطلقة أهمها القضية الجنوبية وقضية صعدة ووضع دستور جديد للبلاد وأسس بناء الجيش والأمن والحقوق والحريات وكذلك التنمية الشاملة والمستدامة وغيرها من القضايا الوطنية الهامة.
وولجت بلادنا المؤتمر والذي بدوره حدد ملامح الحكم في هذا البلد الذي عانى كثيرا من الصراعات المسلحة والقهر والظلم وقدم خيرة شبابه وقودا للوصول إلى هذه المرحلة.
وتزامن انطلاق مؤتمر الحوار في 18 مارس مع الذكرى الثالثة لمجزرة “جمعة الكرامة” التي سقط فيها 52 قتيلا وأكثر من 100 جريح من شباب ثورة الربيع اليمني ليمثل بذلك انطلاقة مهمة نحو مستقبل اليمن واليمنيين رغم الجراح الغائرة التي عانت منها البلاد لعشرات السنين.
ويتذكر اليمنيون حفل التدشين ووقوف الرئيس هادي , ليؤكد أن اليمنيين بدأوا كتابة صفحة بيضاء جديدة في تاريخهم المعاصر ويطوون فيه صفحات كالحة السواد كادت أن تجعلهم أشتاتا متفرقين مؤكدا على ضرورة مغادرة الماضي بكل تفاصيله.
وذكر حينها أن هذه لحظة تاريخية ومفصلية لن يكون اليمن بعدها كما كان قبلها بكل تأكيد فإما أن يمضي اليمنيون نحو فجر جديد ومستقبل مشرق أو العودة إلى نفق مظلم لا تقوم لهم بعده قائمة ولا يجدون منه مخرجا ولا مفرا.
كما ويتذكر اليمنيون عندما وقف هادي ليقول ” ليس أمام هذا المؤتمر سوى خيار واحد هو خيار النجاح والنجاح فقط لبناء يمن جديد موحد وآمن ومستقر” وهو ما أكده في حفل الختام عندما احتفل اليمنيون بهذه التجربة الفريدة في المنطقة والعالم.
وعرج مؤتمر الحوار , المحطة السياسية الأبرز في تاريخ اليمن والمنطقة, بالعديد من العقبات والصعوبات والتحديات التي تم تجاوزها بحكمة يمنية منقطعة النظير.
ومؤخرا أقر مؤتمر الحوار الوطني الشامل وثيقته النهائية وألقى الرئيس هادي كلمة خلال الجلسة وصف فيها الوثيقة بـ”التاريخية” مشيرا إلى ” أنها منتج يمني خالص يحظى بدعم إقليمي دولي وأنجزت بتوافق جميع الأطراف والمكونات اليمنية “.
وذكر حينها أن ” إقرار الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار يعد نجاحا وطنيا مهما فالشعب والعالم ترقب هذه اللحظة ” معتبرا أن الوثيقة “تطوي صفحة الماضي بكل صراعاته وتؤسس ليمن جديد”.
ورسميا اختتم مؤتمر الحوار الوطني بعد عشرة أشهر على انطلاقه بموجب اتفاقية الانتقال السياسي حضره الرئيس هادي ومسؤولون خليجيون ومن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية , ليحتفل بذلك اليمنيون والعالم بهذا الانجاز العظيم والمهم.
وألقى الرئيس هادي كلمة أكد فيها أن “المؤتمر حقق نجاحا منقطع النظير وتجاوز العوائق”.. معتبرا أن اختتام المؤتمر يعد “انجازا عظيما” وتعهد بـ”المضي بجدية وصدق في تنفيذ مخرجات الحوار للوصول إلى يمن مستقر ومزدهر.. ليؤكد أن هذا اليوم سيكون علامة فارقة في حياة هذا الشعب العظيم التواق إلى مستقبل أفضل وأكرم وأجمل يستحقه بعد أن حرم من تحقيقه عقودا بل ربما قرونا طويلة”.. لتمثل مخرجات الحوار “دليلا كاملا لمسار المرحلة القادمة”.
هيكلة الجيش..
جهود وطنية وقرارات شجاعة
مضت إعادة هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية بصورة ايجابية رغم العقبات التي وقفت أمام كافة التوجهات الوطنية للرئيس هادي.
ومثلت إعادة هيكلة الجيش والأمن هاجساٍ مهماٍ منذ تولي هادي رئاسة البلاد في ظل جيش وامن منقسمين, حيث اصدر قرارات شجاعة عززت من ثقة الشعب بقيادته , ومتجاوزا كافة التحديات.
واصدر هادي منذ توليه الحكم في البلاد عدداٍ من القرارات الجريئة والشجاعة والتي أقالت عددا من القيادات العسكرية والأمنية البارزة , وسجل خطوات مهمة في الطريق الوعر لإعادة هيكلة المؤسستين الدفاعية والأمنية.
وتضمنت حزمة القرارات توحيد الجيش المنقسم في البلاد وأزاح بمقتضاها العديد من أقطاب الصراعات , وقوبلت تلك القرارات بارتياح شعبي واسع وترحاب دولي منقطع النظير, معتبرين تلك الخطوات بأنها تجمع الوحدات العسكرية بمختلف مسمياتها تحت قيادة واحدة في البلاد.
استرداد مظالم لنحو 5328 ضابطا
في إطار استرداد المظالم اصدر الرئيس هادي قرارا بإنشاء لجنة لمعالجة قضايا الموظفين المبعدين عن وظائفهم في المجال المدني والامني والعسكري بالمحافظات الجنوبية.
ومنذ إنشاء اللجنة مطلع 2013 م, صدرت عدد من القرارات بإعادة وتسوية أوضاع 5328 ضابطا أحيلوا للتقاعد بشكل إجباري من الخدمة بالجيش والأمن وتوزع الضباط على عدد من الوحدات والأجهزة الأمنية والعسكرية.
وجاءت هذه القرارات في إطار توجهات القيادة السياسية اليمنية في اتجاه حلحلة القضايا الوطنية العالقة في البلاد وفقا لبرنامج المرحلة الانتقالية بناء على بنود التسوية السياسية وكذلك وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل.
وبهذه القرارات التي استردت مظالم مواطنين شملتهم عمليات الإقصاء المتعمد خلال السنوات الأخيرة فإن الرئيس هادي يكون بذلك أعاد للناس مظالمهم وأسس لقيم العدل والإنصاف.