بين الاحتلال القديم والحديث استراتيجية واحدة، ترمي إلى قتل الشعوب ونهب ثرواتها، فبعد انتهاء الاحتلال القديم، دخلت من البوابة الأخرى بريطانيا التي أوجدت رعاة الغنم بدءاً من السعودية، مروراً بالإمارات التي أنشئت عام 71م، وكذلك (إسرائيل) للبسط على المضائق المائية بدءاً بباب المندب وانتهاء بمضيق هرمز، مع إضافة بعض المساحيق في القوانين الدولية التي في ظاهرها الرحمة وباطنها السرقة والتنكيل والتجويع لاركاع الشعوب المقاومة وخنقها اقتصاديا، من خلال الحصار المفروض براً وبحراً وجواً وإقامة قواعد عسكرية أمريكية إسرائيلية، من أجل البسط على الأراضي والجزر والموانئ، وتحويلها إلى كنتونات يسهل بلعها والسيطرة على ثرواتها تحت يافطة الديمقراطية الهشة وحقوق الإنسان التي لا توجد إلا في عقول أولئك الرعاع.
يتشدقون بالديمقراطية وحقوق الإنسان ويمارسون أبشع الجرائم في حق شعوبهم والشعوب المقاومة ..يتغنون بما يسمى بالشرعية التي انتهى عمرها الافتراضي منذ سنوات فأصبحت شرعية الفنادق والانبطاح للكيان الصهيوني، بالتطبيع المجرم إنسانياً، فخلال سبع سنوات -ونحن في الثامنة- استخدمت افتك الأسلحة المحرمة دوليا ضد النساء والشيوخ والعزل والأطفال الذين انتزعوا من تحت الركام أشلاء، فالكيان الصهيوني، وبريطانيا وأمريكا ومن خلفهم أذيالهم من السعودية ودويلة الإمارات الزجاجية اللتان تتفقان ثروات شعوبهما من أجل الحماية وشراء صفقات الأسلحة المحرمة دولياً بالإضافة إلى تفريخ القاعدة وداعش في دول المقاومة ومنها اليمن ومن أجل إخفاء هذه الجرائم قام العدوان بقطع التواصل مع العالم الخارجي بضرب وسائل الاتصالات، كما حدث مؤخراً في مبنى اتصالات الحديدة، والضحية أطفال أبرياء كانوا يلعبون بجوار المبنى وموظفون قضوا نتيجة العدوان والقصف.
ليظهر (تركي المالكي)، ناطق ما يسمى بالتحالف، ليكذب ويبرر تلك الأعمال الإجرامية، وعندما تتكشف الحقائق من خلال الضربات الموجعة من الجيش واللجان الشعبية مدعومة بالأدلة يتراجع المدعو المالكي، ولكن بعد الاعترافات، وآخرها كان اعتراف هز العالم بمحرقة السجن الاحتياطي بصعدة، فتواجدت المنظمات الحقوقية إلى مسرح الجريمة، وكان التخبط السعودي الإماراتي (إن ذلك كان خطأ بالرغم من أن الضحايا من الشهداء والجرحى الذين اقتضت بهم المستشفيات وصل عددهم إلى خمسمائة قتيل وجريح … فاين العالم الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، لماذا لم يرف له جفن !!؟ فالقلق الأممي الذي رفع الإحداثيات لا يعيد الموتى إلى الحياة وفي ظل هذه الحقبة الإعلامية تُحلب بقرة بني سعود الصهيونية وأختها (العنزة) الإماراتية من أجل الارتقاء باقتصاد الدول البائعة للأسلحة والقاتلة للبشر باستراتيجياتها العفنة وإجرامها القذر ضد الشعب اليمني وشعوب المقاومة، وحين طافت المسيرات، وسقطت على مواقع استراتيجية في أبها قامت الدنيا ولم تقعد، وظهر الحقد الدفين (حقد البعير) بالتوعد والوعيد لشعب الإيمان والحكمة الذي يدافع عن أرضه وعرضه وعزته وكرامته واستقلاله .
نقول للصوص البن اليمني بأنهم ليس لديهم هوية، ولصوص الجزر والثروات: لن تحميكم أمريكا، فجنودها الأمريكيون بعد ضرب قاعدة الظفرة اختبؤا في الملاجئ كالجرذان، وكانت الرسالة واضحة لا أمريكا وإسرائيل ودويلة الإمارات الزجاجية بعد استقبالهم للرئيس الإسرائيلي ..
ولأن الدويلة الكرتونية الزجاجية حشرت وتحشر أنفها في دول المقاومة فإن الضربة التي لحقتها بالمسيرات انطلقت من العراق، من لواء الحق والعدل، والقادم اعظم .
فاليمن المقاوم الصامد لم يعد وحيداً، بل هناك مقاومات ودول تقف إلى جانبه، ومصير دويلة الإمارات أن تعود إلى ما قبل 1971م.
آخر الكلام: الخيال الهوليوودي يا أحفاد بني صهيون سيرتد عليكم وبالاً إذا لم ترفعوا أيديكم عن الشعب اليمني واليمن أرضاً وإنساناً، واسمحوا بإدخال المشتقات النفطية ورفع الحصار الجائر وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة لإدخال الأدوية والأدوات الصحية اللازمة للمشافي، والا فشعب الجبارين سيكون لكم بالمرصاد، لأنه شعب الحضارة والتاريخ، قد خسر كل شيء ولم يتبق ما يخسره، وقد أعذر من أنذر، وعلى المنظمات الدولية وحقوق الإنسان أن تعيد دورها الحقيقي الذي أنشئت من أجله، وأن تكون حيادية في مواضيع الحرب الكونية على اليمن.