عبدالفتاح علي البنوس

“ذمار” الثقافة والأدب والإبداع

 

 

ذمار بشعرائها ومثقفيها وأدبائها ونقادها ومبدعيها تمثل قبلة للثقافة والشعر والأدب والإبداع بكل صنوفه ومجالاته الواسعة والمتعددة، وعلى مدى السنوات الماضية كانت ذمار الأولى على مستوى الوطن في أنشطتها وحراكها الثقافي والأدبي الإبداعي في الشعر والقصة والرواية والنقد والفن التشكيلي وغيرها من المجالات، ويجب أن تظل محتفظة بهذه الصدارة، ومحافظة على هذا التميز، خصوصا في ظل استمرار العدوان الغاشم والحصار الجائر .
الحراك الثقافي والأدبي في ذمار يجب أن يستمر وبوتيرة عالية، وبذات الوهج والألق الذماري المتشح عزة وكرامة وشموخا وعنفوانا، ومن غير المقبول عقلا ومنطقا الذهاب نحو التضييق على إقامة المناشط والفعاليات والبرامج الثقافية التي تقوم بها النوادي الثقافية والأدبية والمراكز ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة بالجانب الثقافي تحت أي مبرر كان، هناك جهة مسؤولة معنية بمتابعة وتقييم البرامج الثقافية والأدبية، وهي مكتب الثقافة بالمحافظة، وأي ملاحظات أو وجهات نظر بهذا الخصوص يجب أن تقدم للمكتب للنظر فيها والعمل على معالجة أي أخطاء أو تجاوزات أو هفوات .
عندما قامت ثورة 21سبتمبر كان من أهم أهدافها إسقاط نظام الوصاية ، وكان للأدباء والمثقفين والشعراء الدور البارز في محاربة كافة أشكال الوصاية والتبعية والوقوف في صف الوطن، وإسناد أبطال القوات المسلحة اليمنية في معركة النفس الطويل التي يخوضونها ضد تحالف البغي والإجرام والتوحش السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الإسرائيلي، واليوم وبعد ثماني سنوات من عمر الثورة السبتمبرية الخالدة، ونحن على أعتاب العام الثامن للصمود، لا مجال للقبول بأي وصاية على الفكر والثقافة والشعر والأدب والإبداع ، فزمان الوصاية قد ولى بلا رجعة، ومن يمنّي نفسه بالعودة إلى ذلكم الزمن التعيس فهو كالذي يعوّل على السراب للحصول على الماء .
يقول المثل الشعبي اليمني «لكل حالة مقالة، ولكل دقة برع» وما دامت الفعاليات والمناشط الثقافية والأدبية والإبداعية في ذمار تقام تحت أعين وفي ظل سلطة صنعاء، التي تمثل الشرعية اليمنية الحقيقية الممثلة لإرادة الشعب اليمني، فمن غير المنطقي التضييق على القائمين على هذا الحراك وفرض الوصاية عليهم وتقييد أنشطتهم ، وإذا كان هنالك قصور أو إغفال لبعض القضايا والمواضيع الهامة، فلا مانع من إدراجها ضمن البرامج السنوية الخاصة بالمنتديات والمراكز والنوادي والاتحادات الثقافية، لأننا بدون ذلك سنخدم الأعداء وسنقدم أنفسنا كنموذج يحاكي ما عليه طالبان غداة سيطرتها على أفغانستان، وهذا ما لا تريده القيادة الثورية والسياسية، ولا يتماشى مع توجهات المسيرة القرآنية ومشروعها الرائد في بناء الدولة المدنية الحديثة.
ما زاد عن حده انقلب ضده، وعلينا أن نعي وندرك جيدا بأن المثقفين والأدباء والشعراء والمبدعين يشكلون جبهة عصية من جبهات الصمود اليمني الأسطوري في مواجهة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الإسرائيلي الغاشم، لذا يجب دعم وإسناد وتشجيع هذه الجبهة على المزيد من العطاء والإبداع والتميز الذي نغيظ به أعداء الله والوطن والشعب.

قد يعجبك ايضا