حسن قرمة.. وجع التحكيم المستمر

د. محمد النظاري

 

 

في كل الدنيا ، أن تعطي لبلدك عصارة جهدك… فهذا يعني التكريم اللائق بك، وأنك ستجد ما قدمته أمامك في حالة اعتزالك، أو لأسرتك في حال رحيلك.
هذا الأمر ينطبق على حكام كرة القدم في مختلف الدول، التي تهتم بالحكم الرياضي وتعطيه الوضع الذي يستحقه، كقاض يحكم بين المتبارين، تماما مثل القاضي الذي في المحكمة، والذي يحمل كل الامتيازات.
رحيل الكابتن حسن قرمة رحمه الله، بأي طريقة كانت، ولن أناقش في هذا العمود، لا أسباب الرحيل ولا طريقته، بل سأركز على ما ترتب عليه.
رحيل حكم دولي سابق ومقيم ومراقب حكام (أمثاله يعدون بالأصابع في اليمن)، يفترض أن يقع هذا الأمر موقع المهم، على الأقل في إطار اللعبة كاتحاد أو كلجنة عليا للحكام.
للأسف وسائل الإعلام الرياضي، لم تعطى هذا الرحيل الحزين حقه، باستثناء تخصيص صحيفة شووت لصفحة كاملة، وحيزاً معتبراً في البرنامج التلفزيوني (أهل الرياضة) وقد أكدا أن الوزارة والاتحاد واللجنة العليا للحكام، لم تقم حتى في مواقعها الرسمية بنشر برقيات العزاء، وكأن الرجل كان يتبع قطاعا آخر.
في برنامج أهل الرياضة أكد رئيس اللجنة العليا للحكام الكابتن أحمد قايد، أنهم وبتكليف من الاتحاد قدم واجب العزاء لأسرة المرحوم، ردا على سؤال وجه إليه بخصوص عدم وجود أي تعزية في وسائل الإعلام التابعة للاتحاد واللجنة، وعند سؤاله عن التواصل كرئيس لجنة بالمرحوم، باعتباره حكماً دولياً سابقاً ومقيم حكام، بيّن رئيس اللجنة: أن التواصل كان منذ فترة طويلة. وهذا قد يكون بسبب قلة النشاط الكروي الرسمي.
أي حكم جديد كان يرى الحكم الدولي قدوة كبيرة له، سيصاب بالصدمة، وهو يجد انعدام الاهتمام بقدوته، حتى وهو يرحل بطريقة مفزعة، وهذا هو وجع التحكيم المستمر والمتمثل بعدم الاهتمام بالكادر التحكيمي.
الحكم الدولي والرياضي هو شخصية اعتبارية، لهذا يفترض بالجهات الرسمية توضيح سبب وفاته، أولا لكون المرحوم من الشخصيات الهادئة والمحترمة (وقد لامست ذلك من خلال قربي منه أثناء التحكيم سويا أو في الدورات التحكيمية للمراقبة الفنية) وثانيا كون الرحيل يحمل شبهة الجريمة، وحتى لا يكثر الكلام ويخرج عن نطاقه، كان يفترض بالجهات الأمنية، عرض نتائج التحقيق على وسائل الإعلام الرياضي، قطعا لأي تأويلات أو تكهنات قد تكون صحيحة أو غير صحيحة.
رحم الله الزميل حسن قرمة وأسكنه فسيح جناته ،وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان..إنا لله وإنا اليه راجعون.

قد يعجبك ايضا