بالصواريخ والطائرات المسيِّرة.. الإمارات غير آمنة ولو استنفر الغرب والشرق وأمريكا وإسرائيل كل قواهم إلى جانبها
افتتاحية الثورة
انضمت أمريكا أمس إلى قائمة المواسين لدويلة الإمارات بعدما جاء الصهيوني برئيسه قبل أيام إلى أبو ظبي محرضا وباحثا عن مخارج لحماية أتباعه وحلفائه في دويلة الإمارات ، العدو الصهيوني الذي يعد وعودا يومية لدويلة الإمارات بالدعم قال أمس إنه سيوفر لها بعض الدعم وليس كله وبما لا يضر بتفوقها التكنولوجي ، وسريعاً التحقت به الإداراة الأمريكية حينما أعلنت بالأمس إرسال مدمرة إلى الخليج وتحريك طائرات إف 35 ، لمساندة الإمارات القابعة تحت الضربات اليمانية بالصواريخ والطائرات التي تستهدفها.
أميركا التي كانت من قبل قد خاطبت مملكة العدوان السعودية: «لا تنتظروا منَّا شيئا سنفعله وعليكم أن تحموا أنفسكم» في إشارة لفشلها في القيام بأي فعل ينقذ السعودية من ضربات قواتنا الصاروخية والجوية التي تصاعدت على مملكة العدوان وقضَّت مضاجعها طيلة السنوات الماضية وإلى الوقت القريب ، هي ذاتها بحالة العجز حين ترسل مدمرتها إلى الخليج ، تجري مناورة في البحر الأحمر ، تعلن إرسال طائرات إف 35 ، كل ذلك لا يضيف شيئا للإماراتي ولن يوفر له الحماية ولن يمنع عنه الضربات الجوية والصاروخية من اليمن.
كل ما صدر عن الإدارة الأمريكية لن يحمي دويلة الإمارات وكل ما تفعله لن يجعل منها آمنة أبدا ، ذلك لأن أمريكا تقود العدوان أساسا على اليمن ، وأن الإمارات وحتى قبل الإعلان الأمريكي الأخير مليئة بالقواعد الأمريكية ، ومليئة بالجنود والضباط ، وأمريكا أساسا تسلِّح وتذخِّر دويلة الإمارات مقابل مليارات الدولارات ، ولا جديد في ما صدر عنها أمس ، إلا في أن ذلك يعتبر دفعا للإمارات إلى مزيد من التوريط والمكابرة ، وتوريط يضاعف ورطتها في العدوان على اليمن أساسا.
لقد نفذت القوات المسلحة عملية إعصار اليمن الأولى ، ثم العملية الثانية ، ثم العملية الثالثة ، فماذا عملت أمريكا للدويلة الإماراتية ، هل فعلت شيئا في الثانية لم تفعله في الأولى وهل فعلت في الثالثة شيئا لم تفعله في الثانية ، لا جديد ، ولن يكون هناك جديد مضاف في الرابعة والخامسة وما بعدهما ، لكن أمريكا وبحالة الإفلاس راحت تحرك متحدثيها العسكريين لإحداث الصخب والضجيج بإعلان إرسال المدمرة وحاملة الطائرات ، وطائرات إف 35 ، وتصريحاتها الكثيفة تفضحها بأنها باتت تغطي العجز بالإدعاءات والتصريحات والبروباغندا النفسية ، وقد تيقنت بما بددتها عمليات إعصار اليمن من فشلها في عمل شيء لدويلة الإمارات ، لكنها بحاجة إلى دفع الإمارات نفسها إلى المكابرة والعناد وعدم الاستسلام.
بكل المعايير والحسابات ، لا يمكن للإمارات أن تكون آمنة أبدا ، قد تكون كذلك فقط إذا ذهبت إلى إعلان وقف العدوان على اليمن وسحب مرتزقتها وجيوشها على الأرض ، وإذا بقيت على رهاناتها ووهم أن أميركا وإسرائيل لن يَتخليا عنها وسيحققان لها الحماية ، فقد تصبح حطاما ، ولن تدرك خطورة المكابرة إلا بعد فوات الأوان ، وأنها إنما ورطت في العدوان على اليمن وبقدر لا تحتمل نتائج ورطتها.
أوصلت أمريكا مدمراتها كلها أم لم توصلها ، استنفر كيان العدو الصهيوني بكل قواه إلى جانب دويلة الإمارات أم لم يستنفر ، لن يَتغير شيء لجهة ضرب دويلة الإمارات وتكسير أبراجها وجعلها غير آمنة أبدا ، لا أمن لاستثمارات ولا لسياح ولا لاكسبو ولا لشركات أعمال ولا لحركة طيران ولا لملاحة جوية أو بحرية في دويلة الإمارات أبدا ، إلا بتوفر الأمان للشعب اليمني وتوقف العدوان عليه.
ولن يتمكن الغرب ولا الشرق ولا أميركا ولا الصهاينة من منع الشعب اليمني من تدمير دويلة الإمارات ورد الصاع صاعين عليها ، نحن في خِضم مرحلة جديدة نقفل فيها سنوات العدوان على اليمن بمرحلة الوجع الكبير وضرب مكامن الوجع وبما لا يخطر على بال أحد ، ربما لا يكفي تحالف العدوان وعلى وجه أخص دويلة الإمارات أن تتفقد حالها أين تقف؟ بل أن تبحث عن المصير والمآلات النهائية.
والمتاح اليوم أمام دويلة الإمارات هو التعامل مع الواقع القائم وما هو متاح اليوم لن يكون متاحا غدا، كانت الفرصة قبل وصول الصواريخ والطائرات المسيرة إلى أبو ظبي ودبي أفضل مما هي الآن..
والفرصة كانت أوسع قبل تصعيدها العدوان على اليمن..
والفرصة اليوم أوسع مما ستكون عليه في قادم الأيام..
قبل خراب مالطا والأثمان الباهظة على الإمارات التعامل مع الواقع والانصياع للسلام..
هي من ستخسر وهي من ستكون أمام مخاطر وجودية تتعلق بمصائرها ، هي من ستتوجع وهي من ستقصف وهي من ستشتعل بالنيران وهي من ستخسر اقتصادها واستثمارها وهي من ستفقد ركائز وجودها.
الإمارات ليست آمنة ستتعاظم المخاطر عليها ، وستتراكم الخسارات وتتضاعف ، لا الوعود الصهيونية ستجنبها مخاطر المصير تحت وقع الضربات التي ستتواصل حتما عليها من كل حدب وصوب ، ولا الرهانات على المساعدات الأمريكية الممولة بمليارات الدولارات من خزائن الدويلة نفسها ستكون مربحة لها.
رئيس التحرير / عبدالرحمن الأهنومي