لم يكن غريباً ما حدث، فالعالم الافتراضي لم يستخدم من التكنولوجيا، بطريقة صحيحة، إلا جزءاً فقط.
إن الحياة البدائية للإنسان لم تكن بحجم التوقعات التي في مخيلاتنا، فمنذ فترة، لا تتجاوز ربما عشرة عقود زمنية، لم يكن العالم يعرف الحرب الناعمة، كانت الأرض بطبيعتها هي الحياة التي يتغذى منها ويسير عليها دون رفاهية، لكنه بنى الحضارات وشيّد المعالم التاريخية والأثرية التي يتقاتل عليها الآن أجيال عصرنا الحاضر.
مع مرور الأيام وتتابع عقود الزمن، بدأت أفق التوسع بالحياة بشكل متقطع، فكر الإنسان بصنع شيء غريب وغير مألوف، وبدأ يعمل على ذلك حتى ظهرت العولمة ورُبط العالم ببعضه، وتطورت مع مرور الوقت بشكل واسع..
لم يكن الهدف الأول في صناعة التكنولوجيا هو تدمير الشعوب، بل صنع حياة جديدة تربط العالم لأجل التعايش، لكن اختلاف العقل البشري في التفكير، بدأ يعكس الاتجاهات، وأظهر صورة سلبية في استخدام التكنولوجيا، وصنع منها ما يضر الإنسان ويدمر الحياة..
إن اختلاف التفكير وتفاوته في بني البشر هو من يجعلنا في دوامة المعرفة القاصرة للحياة برمتها، حتى نشبت الحروب فيما بيننا، وتفرقت الشعوب عن بعضها، وهذا لا يجعلنا إلا أشقياء ننظر للحياة بيدٍ مكبلة عن العمل..
لقد استطاع العالم المتطور فرض سيطرته على الشعوب التي صنعت حضارات وخلدت تاريخاً عريقاً على وجه هذه الأرض، فأحدث كل الفتن بوسائله المتطورة وبأسلوب بارد، بدأه بالكلمة ولم يختمه بعد.
إن القلم له رسالة عظيمة، وقد أقسم بذلك المولى عز وجل في كتابه الكريم فقال تعالى {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} الآية.
انتشر العلم، بالقلم فكانت الكتابة مقدسة في الزمن الماضي، أوصلت لنا حياة الإنسان بكل جوانبها، وتطورت بشكل جميل بما كتبه الأقدمون رواد اللغة والأدب والفكر والفلسفة..
لكننا نعيش في دوامة تفكير، فاستخدم الإنسان التكنولوجيا وترك القلم والكتابة جانباً.
وها نحن نعيش أياماً أعادتنا إلى بداية العصور المغلقة فلا تكنولوجيا، وقلة في التواصل والمواصلات، لكننا نملك القدرة على التفكير إن أردنا.