متى سيتم إنصاف العاملين في شرطة السير

أقول جازما بأنه ليس هناك جهاز من أجهزة الدولة يعاني منتسبوه من الظلم والإجحاف مثل ما هو حاصل للعاملين في جهاز شرطة السير التي يعاني منتسبها من ظلم مزدوج.. ظلم من الجهات الرسمية التي لا تعطيهم ما يستحقونه مقابل العمل الشاق الذي يقومون به على مدار الساعة والظلم من المجتمع الذي ينعت منتسبي شرطة السير بأوصاف لا تتناسب مع ما يقدمه هؤلاء الأفراد من خدمة المجتمع لجميع أفراد المجتمع وكأن هؤلاء الناس قادمون من جزر واق الواق وليسوا من المجتمع اليمني.
إنني هنا أريد أن أوضح أن ما يعانيه رجال شرطة السير خلال عملهم اليومي من مشاكل مع مستخدمي الطريق ليس شيئا سهلا فهم يتعاملون مع جميع شرائح المجتمع تتعدد ثقافاتهم وأخلاقهم والمطلوب من العاملين في شرطة السير أن يكونوا أطباء نفسيين بحيث يتعاملون مع كل شخص حسب نفسيته وأخلاقه وقد لا يدرك البعض أن المطلوب من شرطي السير الوقوف في الشارع لمدة (6) ساعات يوميا بين الشمس الحارقة والبرد القارس وأنه يستنشق كمية هائلة من السموم التي تسبب له الكثير من الأمراض وقد لا يصدق الكثير من الناس أن لدينا أكبر شريحة من الأفراد الذين يعانون من الأمراض الناتجة عن استنشاق هذه السموم التي يتم استنشاقها من قبل رجال شرطة السير بأمانة العاصمة صنعاء ينظر إلى القطع القماشية التي يتم وضعها في الشوارع وينظر إلى سرعة اتساخها واسودادها هذه القطعة القماشية تسود خلال أسبوع ولنا أن نتصور وضع رئة رجال شرطة السير الذين يقفون سنوات طويلة وهم يستنشقون هذه السموم دون أن يجدوا من يقدر هذه المخاطر التي يعانون منها في حياتهم.
إن وجود كادر خاص بالعاملين في شرطة السير أصبح أمرا ملحا ووجود تأمين صحي فعال أصبح أمرا ضروريا لأن الأمور قد زادت عن حدها وليس من المعقول أن يتساوى من يعمل في هذه الظروف مع من يعمل داخل مكتب ويجلس على كرسي ولديه كل وسائل الرفاهية التي تجعله وكأنه في منزله.. إن هذا هو الظلم بعينه.
إننا نأمل من قيادة وزارة الداخلية أن تنظر لهذه الفئة من العاملين فيها نظرة موضوعية وأن تعمل على زيادة العدد للعاملين في جهاز شرطة السير للتقليل من ساعات العمل وصرف مكافأة أو حافز مناسب للعاملين في الميدان حتى يستطيعوا على الأقل شراء قارورة يروون بها عطشهم وبما يخفف عنهم ما يعانون من عطش بسبب الوقوف في الشارع وتلقيهم أنواعا متعددة من المشاكل التي تؤدي بهم إلى تحطيم أعصابهم بفعل التصرفات غير المسؤولة للكثيرين من مستخدمي الطريق الذين يستهترون بكل الأنظمة والقوانين والويل لمن يقف في طريقهم.
إن الأمل في الله ثم في قيادة وزارة الداخلية بأن يكون هناك نظرة منصفة للعاملين في هذا المجال كونهم يمثلون الواجهة الحضارية للوطن ويجب أن يكونوا على قدر هذا العمل الوطني الذي يشرف كل مواطن.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

قد يعجبك ايضا