مع احترامنا وتقديرنا لكل الاحتفاءات والتكريمات التي لقيها منتخبنا الوطني للناشئين (وهم يستحقونها) ولكنها تبقى حالة تعبيرية عن النشوة بالفرح، وعاطفية بالمقام الأول، وهي رغم أهميتها(في بعض الأوقات) غير أنها لا تؤسس لاستدامة الإنجاز.
الرياضة أصبحت علما يدرس في كل دول العالم، وأي ظاهرة سواء أكانت إيجابية أو سلبية يتم طرحها للبحث، فإن كانت إيجابية معرفة مكامن القوة لمضاعفة ما تحقق للارتقاء في النتيجة، وإن كانت سلبية؛ الوقوف على نقاط الضعف؛ قصد تلافيها.
وحده مدرب الناشئين قيس محمد صالح اقتنص الفرصة، وبحكم أنه طالب دكتوراه في كلية التربية الرياضية بجامعة صنعاء، فقد اتفق هو والمشرف الرئيس على رسالته للدكتوراه ، أ.د أحمد محمد جاسر، في دراسة “مؤشرات الانتقاء وعلاقتها بمستوى الإنجاز الرياضي لناشئي كرة القدم في الجمهورية اليمنية” وهي رسالة علمية جاءت من المعايشة الميدانية، بحكم أن الكابتن قيس هو مدرب المنتخب المتوج بكأس غرب آسيا، ومشرفه أحد المدربين المتخصصين فنيا وأكاديمية.
الدراسة مهمة؛ كونها مرتبطة بواقع ميداني، ولنتائجها بدون شك الأثر البالغ في عملية الانتقاء لقطاع الناشئين، الذي تتميز به بلادنا، وستكون فائدتها كبيرة لكرة القدم اليمنية.
التأهيل العلمي للجانب النسوي لا يقل أهمية، كون هذا القطاع مكمل للرياضة اليمنية (ذكور وإناث) ولهذا فإن وصول الأستاذة غيداء صلاح لمرحلة الدكتوراه، عبر رسالتها “الحوكمة الإدارية بوزارة الشباب والرياضة وعلاقتها بالأداء الإداري” تحت إشراف الأكاديمي المتخصص أ.د حسين جعيم، والدراسة مهمة كونها تمس الوزارة المسيِّرة للقطاع الرياضي، والحوكمة هو ما تسير عليه الوزارات المماثلة لها في مختلف الدول، وهنا تكمن أهمية الدراسة ومخرجاتها.
فخور جدا أني من هذا المنبر ناديت كثيرا بافتتاح برنامج الدكتوراه في كلية التربية الرياضية بجامعة صنعاء، وها هو البرنامج يسير بخطوات ثابتة، والأجمل أن طلابه من المدربين والقائمين على الأنشطة الرياضية في الأندية والاتحادات، وهنا نشيد بدور الكلية ممثلة بعميدها أ.د عبد الغني مطهر ونائبيه الدكتورين نجيب جعيم ومحمد الخولاني، وإلى جانبهم كل الزملاء الأفاضل، الذين يعملون في ظروف جدا صعبة، ومن أبرزها انقطاع المرتبات.
نأمل أن تفتتح برامج الدكتوراه في جامعات: الحديدة، عدن، حضرموت. كون مخرجات الماجستير أصبحت كثيرة وتحتاج لمواصلة الدكتوراه.