الغذاء العالمي:حياة جيل بأكمله من أطفال اليمن على المحك

المنظمات الأممية تقول ولا تفعل!

 

سبع سنوات من الصمود الأسطوري في وجه العدوان والحصار تلقى اليمن فيها صنوف ويلات الحرب التي تشن عليه وحصارا خانقا لم يشهد له العالم مثيلا.
عدوان سعودي أمريكي وتجويع متعمد على مرأى ومسمع العالم.. وهنا تأتي شهادات المنظمات الأممية لتؤكد تلك الغطرسة العدوانية لكنها لا تفعل الكثير من أجل وقف العدوان والحصار.
في السياق أطلق برنامج الغذاء العالمي تحذيره الأخير في تقرير أشار فيه إلى أن ملايين اليمنيين معرضون لخطر المجاعة إضافة إلى أن نصف السكان يواجهون جوعا حاداً في بلد لا يزال يشكل إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية حسب وصفه.
الثورة/ زهور عبدالله

ولا تزال مراكز سوء التغذية بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات مكتظة بالأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد والوخيم وتبدو على أجسادهم آثار المجاعة ويعانون التقزم وضعف في النمو وسط معاناة تعيشها الأسر اليمنية التي تتردد على المراكز الصحية للحصول على بعض التغذية الخاصة بالأطفال التي تصرفها المنظمات بين الحين والآخر فالعدوان والحصار ألقى بظلاله على حياة اليمنيين الاقتصادية والاجتماعية.
ويقول خبراء اقتصاديون بإن على المجتمع الدولي التوجه بجدية للضغط على قوى العدوان لرفع الحصار عن الشعب اليمني ووصول الغذاء والدواء دون قيود وبعيدا عن استثمار معاناة الشعب اليمني للحصول على تمويل من الجهات المناحة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن عبر “تويتر”: “نتيجة نقص التمويل، تضطر وكالات إغاثية إلى إيقاف أو تقليص برامج إغاثية حيوية، بما في ذلك برامج في مجالات الغذاء والتغذية والصحة والمياه”.
وأضاف: “هناك حاجة عاجلة إلى التمويل لضمان استمرار تدخلات منقذة للأرواح للملايين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية”.

أوبئة ومجاعة
ويعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج 80 % من الشعب اليمني- أي أكثر من 24 مليون شخص- إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية، فيما يعيش 50 ألف يمني في ظروف شبيهة بالمجاعة، فيما 5 ملايين على بعد خطوة واحدة منها، حسب الأمم المتحدة.
وتسبب العدوان على اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف من اليمنيين فضلاً عن نزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض.
وحذرت الأمم المتحدة، من تأرجح اليمن على حافة الانهيار الكامل، داعية إلى توفير التمويل العاجل لمساعدة أكثر من 80 % من السكان، مؤكدة أن عدم وجود الطعام الكافي سيقود إلى أعلى مستويات من انعدام الغذاء الذي يشهده اليمن وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة انه يتم تجويع اليمنيين بسبب عدوان يدفع بالبلاد نحو المجاعة إلى جانب اقتصاد ينهار وتمويل أقل بكثير من المطلوب.
من جهتها وصفت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” بأنه قد يكون أخطر مكان على وجه الأرض يكبر فيه الأطفال وأن طفلا يموت كل عشر دقائق بسبب مرض يمكن الوقاية منه.
مضيفة: الاقتصاد في حالة يرثى لها ولم تعد الأسر قادرة على التكيف أما أنظمة الدعم والبنية التحتية من المستشفيات والمدارس والمياه والصرف الصحي فهي على حافة الانهيار.

كارثة مقبلة
وأمام كل ما يحدث للشعب اليمني من قتل وتجويع يدق برنامج الغذاء العالمي ناقوس الخطر حيث قال إن كارثة مقبلة ستضع حياة جيل بأكمله من أطفال اليمن على المحك، وأكد في تقريره أن سوء التغذية الحاد لدى الأطفال وصل إلى أعلى مستوياته.. محذراً من أنه في حال لم يتدارك المجتمع الدولي الأمر فإن البلاد ستقع في شراك مجاعة مدمرة خلال أشهر قليلة.
ممثل منظمة اليونيسف في اليمن فيليب دوميل، طالب بدوره المجتمع الدولي بمزيد من التمويل والدعم المالي، فخلال الآونة الأخيرة توقفت العديد من المشاريع الإغاثية، بما في ذلك المساعدات الغذائية الطارئة وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، بسبب نقص التمويل، كذلك دخلت برامج علاج سوء التغذية أيضاً دائرة الخطر بسبب قلة الموارد والأموال.
وقال منسق الإغاثة الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن الأزمة في اليمن منذ سبعة أعوام تتواصل بلا هوادة، مع نزوح آلاف الأشخاص، فيما يقف الملايين “على بعد خطوة من المجاعة”.

انهيار النظام الصحي
وقال وكيل الشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس “لقد وصل اقتصاد البلاد إلى أعماق جديدة من الانهيار، وتهدد موجة ثالثة من الجائحة بانهيار نظام الرعاية الصحية الهش بالفعل في البلاد”.
فيما شدد على أن الفئات الأكثر ضعفا دائما ما “تتحمل أعلى تكلفة” للأزمة، وقال إن النساء أكثر عرضة للجوع أو المرض أو التعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي. ومع قلة فرص الحصول على الخدمات الأساسية، يناضل الملايين من النازحين داخليا يوميا من أجل البقاء على قيد الحياة.
وحذر من أنه “بدون تمويل إضافي، سيتعين تخفيض أشكال الدعم الضروري لإنقاذ الحياة وغيرها – بما في ذلك المساعدة الغذائية – في الأسابيع والأشهر المقبلة”.
وطالب منسق الإغاثة التابع للأمم المتحدة قادة العالم بمواصلة دعم العملية الإنسانية في اليمن بسخاء؛ واحترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، ومعالجة الأسباب الجذرية للأزمة بما في ذلك القيود على الواردات والتي ترفع أسعار السلع الأساسية.
وحثهم على فعل “كل ما في وسعنا لوقف هذه الحرب”، قائلاً: “في نهاية المطاف، السلام هو ما سيوفر لليمنيين أكثر أشكال الإغاثة استدامة”.
وقالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف: “كل يوم، يتسبب العنف والدمار في إحداث دمار في حياة الأطفال وأسرهم”.
ورسمت صورة قاتمة لـ 1.7 مليون شاب نازح، و11.3 مليون شاب يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة و2.3 مليون دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد – ما يقرب من 400،000 منهم معرضون لخطر الموت الوشيك.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، إنه في بلد يبلغ عدد سكانه 30 مليون نسمة، هناك حاجة إلى حصص غذائية بمقدار 12.9 مليون دولار؛ ويحتاج 3.3 مليون طفل وامرأة إلى تغذية خاصة، بالإضافة إلى 1.6 مليون طفل في المدارس.

قد يعجبك ايضا