نمارس حقنا المشروع.. فَمَنْ يُهَدِّد الملاحة البحرية ومَنْ يحميها؟!
أفتتاحية الثورة
بكل الاعتبارات السياسية والعسكرية وبجميع المعايير الدولية المتعارف عليها- لا يمكن النظر إلى عملية القوات البحرية في ضبط السفينة العسكرية الإماراتية في مياهنا الوطنية، إلا باعتباره عملاً مشروعاً نفذته قوات الجمهورية اليمنية ضد سفينة عسكرية معادية اخترقت المياه الوطنية ومارست أعمالاً عدوانية ضد اليمن.
وبكل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية- التي تنظم حماية البحار والسواحل والممرات ، وتنظم علاقات الدول وحقوقها في السيادة والحماية لأراضيها- لا يمكن لأحد في هذا الكون أن يسلب اليمن الحق في ممارسة سيادته على أراضيه ومياهه البحرية وبسط سيطرة الدولة اليمنية على سواحلها وجزرها.
لا تعنينا الترهات التي يطرحها تحالف العدوان والتضليل الذي يمارسه إزاء عملية ضبط السفينة العسكرية الإماراتية ، ولسنا معنيين بالبيانات التي تصدر من هنا وهناك مدفوعة الثمن ، فقواتنا البحرية قامت بعمل مشروع ودفاعي يكرس سيادة اليمن على مياهه، وهذا ما لا تريد أن تتقبله دول تحالف العدوان ومن معها من المحتشدين، إقليمياً ودولياً بمواقف مدفوعة الثمن.
ودعونا نُلامس الوقائع الواضحة التي لا تَخفى : السفينة (روابي) سفينة شحن عسكرية تحمل على متنها معدات عسكرية «زوارق ، وناقلات جند ، وأسلحة ، وقذائف ، ومعدات أخرى، وهي عسكرية بحتة تحمل علم دويلة الإمارات، التي تعتدي على بلادنا ، وقد ضبطت في المياه اليمنية على مسافة 20 كم ، أي إحدى عشر ميلا بحريا ومياه اليمن تصل إلى 12 ميلاً بحرياً في عمق البحر..
علاوة على أنها ضبطت قرب جزر الطير والزبير وكمران، وهذه الجزر يمنية وليست إماراتية ولا سعودية ولا أمريكية ولا غيرها ، علاوة على أن السفينة تم ضبطها وهي تمارس مهام عدوانية على شعبنا وعلى مقدراتنا وعلى منشآتنا المدنية وتشترك في حرب عسكرية على الجمهورية اليمنية.
الوقائع أعلاه، ليست ادعاءات مفبركة، بل هي حقائق مثبتة بالصور والمشاهد والخرائط ، فقد نشر إعلامنا الوطني والحربي مشاهد الأسلحة والمعدات العسكرية التي كانت تحملها السفينة الإماراتية المسلحة (روابي) وشاهدها العالم بأسره ، أما مكان ضبط السفينة، فالمواقع المتخصصة كشفت النقطة التي ضبطت فيها بدقة وأثبتت أن السفينة كانت تعربد في المياه اليمنية، لا الإماراتية ولا السعودية ولا في المياه الدولية علاوة على أن السفينة ، فيما يخص هويتها، فهي إماراتية تتبع دولة تشن عدواناً عسكرياً على الجمهورية اليمنية منذ سبعة أعوام.
الوقائع الواضحة- والمثبتة بالأدلة التي تقطع الشك باليقين- كافية لتدلل على أن قواتنا البحرية مارست حق اليمن السيادي ، وقامت بعمل دفاعي مشروع مكفول لكل من يتعرض لعدوان وغزو ولكل دولة ذات سيادة ، لا ينطوي على أي تهديد للملاحة الدولية ولا يزعزع الأمن البحري ولا غيره ، بل يكرس حقوق الشعوب والدول في الدفاع عن النفس ، ويحمي سيادة اليمن على مياهه الإقليمية ، ويضع حداً لعربدة من يهددون الملاحة الدولية وأمن البحار بإشعال الحروب وشن الغزوات على الآخرين ومحاصرتهم ونهب ثرواتهم البحرية وجرفها وممارسة كل أنواع العبث والتعدي وبغطرسة لا نظير لها.
وأما استرسال التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي المأزوم والمهزوم في سرد الأكاذيب المتعلقة بعملية ضبط السفينة ومحاولة إلباسها ثوبا غير ثوب الحقيقة من خلال القول، بأن ما حدث يهدد الملاحة الدولية ، فهي محاولة يسعى من خلالها قادة العدوان إلى استنقاذ مشروعهم الاحتلالي الذي فشل في اليمن بعد أن ظلوا يعتبرونها بلادا مستباحة لا حق فيها لليمنيين، بل للإماراتيين وللسعوديين ولبقية أركان التحالف، يريدون تقاسمها بينهم كما قطعة الحلوى.
والاسترسال كذلك لا يغادر خانة الدعايات المضللة التي أطلقها هذا التحالف الإجرامي على الشعب اليمني منذ اليوم الأول لشن الحرب العدوانية على اليمن، وكلها حملات فجور مارسها وما يزال التحالف الأرعن والمارق لتحصيل أي مستوى من الدعم «الدولي-الإقليمي» لجرائمه وفظائعه وتكوين مشروعيات مزيفة لحربه الإجرامية على الشعب اليمني ، ولوضع اليمنيين بين حدي الرضوخ لحربه وحصاره والاستكانة لإجرامه وطغيانه ولما يمارسه في اليمن من عدوان وحصار وقتل واحتلال وغزوا ونهب للثروات ، أو التخلي على الأقل عن ممارسة حقه كشعب يمني وكدولة ذات سيادة والدفاع عن النفس.
وإذا كانت بعض الدول العربية للأسف تذهب مذاهب دول تحالف العدوان وتنساق مع أكاذيبها وتأخذها إلى حيث لا ينبغي لها الذهاب باتجاهه ، وانجرت وراء الحملة التضليلية لتحالف العدوان وأصدرت بيانات ومواقف تدين المدافع عن نفسه لحساب المعتدي، فإن العديد من الأسئلة الكُبرى ستُحاصره، بل ربما ستنطبق عليه الكثير من المَقولات، أقلها “عَميت عينٌ لا ترى ولا تريد أن ترى ، وصمت أذن لا تسمع ولا تريد أن تسمع”.
ما عجزت عن تحقيقه دول تحالف العدوان المأزوم ، بالحرب العسكرية ، والحصار الشامل ، وبالقتل المتعمد للمدنيين بالطائرات والبارجات والمدافع والدبابات والحشود والغزوات والاحتلال المباشر ، وبالتدمير لمنشآت الغذاء والوقود والأسواق وكل مقومات الحياة ، وبالحصار الشامل المطبق على كل ضروريات الحياة ، لن تنجح فيه بالابتزاز، والتضليل بتسول المواقف والإدانات ، بممارسة كل أشكال النفاق ، وعملية الأمس الأول بطولية تسحق الهيمنة والغطرسة والبلطجة التي يتصف بها المعتدون..وإلى نصر قريب بعون الله.