صفعة يمانية للمعتدين.. وفي البحر يَدُنَا هي العُليا بقوة الله

بحسب القوات المسلحة فإن السفينة العسكرية الإماراتية ضُبِطَتْ في مياهنا وهي تمارس مهام عدوانية على شعبنا


نفذت قواتنا البحرية عملية ضبط سفينة عسكرية إماراتية كانت تمارس مهاما عدوانية قبالة سواحل الحديدة، وأتت العملية في إطار عمليات قواتنا المسلحة الدفاعية المشروعة في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي المستمر على الشعب اليمني منذ سبعة أعوام، وجاءت العملية لتضيف نجاحا جديدا لبلادنا في مواجهة الأعداء، ولتكرس معادلة سيادية في البحر التي ظلت تعربد فيها سفن وبوارج التحالف العدواني طيلة سبعة أعوام.
أما الرسالة العسكرية فكانت واضحة في أن القوات البحرية جاهزة ولديها القدرة على مواجهة أي تحرك وتصعيد لقوى العدوان وعلى خوض معركة فاصلة وأن اليد العليا في المياه الإقليمية وفي الجزر هي لرجالنا وقواتنا بحمدالله وبعونه وفضله وقوته، علاوة على أن التصعيد سيواجه بتصعيد متعدد المستويات والمسارات، وأما الرسالة الاستراتيجية فتقول العملية بأن تحالف العدوان بات اليوم محشورا في زاوية ضيقة، لا مخرج له منها إلا بسلام عادل ومشرف يبدأ بوقف العدوان ورفع الحصار وسحب القوات من كافة الأراضي وينتهي بإخلاء مياهنا وجزرنا من أي تواجد عسكري، كما يفرض معادلة استراتيجية أمام قوى العدوان بأن عليكم التعامل مع اليمن باحترام سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه.
ومكبلة اليدين، كونها تبحث عن تثبيت معادلة ردع تُبعد شبح الحرب ضدها عن المنطقة. وباحتجاز «ستينا إمبيرو»، تحاول طهران أن تثبت أن يدها في الخليج هي العليا، وأن ورقتها هذه أكبر من أن يتجاهل الأمريكيون وحلفاؤهم فعاليتها أمنياً وعسكرياً، وأيضاً تأثيرها على الممرات التجارية وسوق النفط العالمي، والذي ارتفع أمس فوراً إلى أكثر من 1 %.
أما في السياسة، فسيكون لعملية الأمس تداعيات في اتجاهين: الأول، باتجاه النظام الإماراتي الأرعن في أن العربدة والاستباحة والعبث بمياهنا البحرية وتدميرها البيئة البحرية لبلادنا والعربدة في جزرنا وإنشاء القواعد والمعسكرات أمر لم يعد متاحاً اليوم، والثاني فيما إذا أخذ الموقف الإماراتي منحى التصعيد فسيكون لذلك الأثمان الباهظة، وكان عليه حينما اختار التصعيد هذه المرة بعدما أعلن انسحابه من اليمن بأن يحسب حساباته ويسأل نفسه إذا كان يستطيع تحمل العواقب، وأن يختار التصعيد ودفع أثمانه، أو الانسحاب والخروج بالسلامة، فإن ما ستجلبه التصرفات الإماراتية التصعيدية هو مزيد من المخاطر عليها وهي التي لا تتحمل بأس اليمن وعنفوانه.
لا خيارات أمام تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي المأزوم في الرد على الصفعة اليمنية، وموقف القوات المسلحة واضح في أن أي مغامرة ستواجه برد قوي، وإذا ما استمر العدوان والحصار فإن الأمور ستزداد تعقيدا على تحالف العدوان كون هذا العام يحمل تطورات أكبر من سابقه، وفي ظل خيارات عسكرية واسعة واستراتيجية متاحة أمام الشعب اليمني، وضيق وانحسار خيارات التحالف الخائب الذي يتجرع الهزائم كل يوم في كل الميادين.
هذه هي المرّة الأولى التي تنفذ فيها القوات البحرية عملية بهذا الحجم والنوع وبهذا المستوى، احتجاز سفينة عسكرية وليس الهجوم عليها فحسب، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة إذا ما أصر تحالف العدوان الباغي على استمرار عدوانه وحصاره على الشعب اليمني، ففي السماء أطلقت القوات المسلحة مسارا تصاعديا لقوات الدفاع الجوي التي أضحت اليوم بمستوى متطور في مواجهة الطائرات العدوانية، وفي الأرض تمكن رجالنا الأبطال من تحرير عشرات آلاف الكيلو مترات والإمساك بزمام المبادرة الميدانية وقلبوا معادلة الحرب إلى الهجوم والاستعادة، وفي البحار تسجل هذه العملية التي تذكر بالبارجة سويفت الإماراتية تطورا نوعيا جديدا في مسار المعركة وفي مساراتها المتواصلة، أما في المنازلة فمعادلات الصواريخ والمسيّرات وما ليس في حسبان تحالف العدوان ليست بخافية وقادم الأيام أعظم إن شاء الله.
أمّا في الركن الآخر من الحرب فيظهر تخبط تحالف العدوان إزاء العملية النوعية، وقبل ذلك صراعاته وحروبه المشتعلة بين أدواته وقطعانه وانقضاضه على بعضه وحالة الفوضى التي تعصف به وما يترافق معها من تقويض لتحالفاته وانقلاباتها رأساً على عقب أزمة بقاء ووجود، وهو إلى اندحار وانهزام بإذن الله وعونه.

 كتب / رئيس التحرير / عبدالرحمن الأهنومي

قد يعجبك ايضا