طوى العام 2021 صفحاته بعد أن عاش العالم العديد من الأحداث السياسية والاقتصادية المهمة والتي جاءت في سياق عالمي استثنائي خاصة بعد انتشار كوفيد 19(فيروس كورونا) الذي تسبب في أزمة صحية غير مسبوقة وغيرها من الأحداث التي هزت العالم كاقتحام أنصار الرئيس السابق لأمريكا دونالد ترمب مبنى الكابيتول وتنصيب بإيدن رئيسا لأمريكا وسيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان، ورغم التوقعات بأن تكون أيام وشهور عام 2022م حافلة بمجريات أكثر تفاؤلاً من التي جرت في 2021م، إلاّ أنه لا يمكن التنبؤ بما يخبئه القدر من مفاجآت ويأتي في مقدمة ما قد يحمله العام الجديد ، بداية انتهاء غمة وباء كورونا، وانفراجة اقتصادية واسعة، وعودة السياحة والسفر لسابق عهدها، بالإضافة لحل الأزمات السياسية والحروب التي ما زالت مشتعلة في العديد من بقاع العالم.
«الثورة» ترصد أهم الأحداث التي عاشها العالم عام 2021م، إلى التفاصيل:تقرير / قاسم الشاوش
البداية من راعية الإرهاب والديمقراطية الزائفة الولايات المتحد الأمريكية حيث كان العنف في الكونجرس أولى نتائج تحريض ترامب، حيث تشهدت أمريكا حصاد الأكاذيب التآمرية.. وإستراتيجية الأرض المحروقة التي مارسها الرئيس المنتهية ولايته برفض نتيجة الانتخابات أدخلت الديمقراطية الأمريكية في أزمة دستورية خطيرة..تويتر فيسبوك وإنستغرام يجمّدون حسابات ترمب بعد اقتحام الكونغرس
مشهد غير مسبوق
فالعنف في الكونجرس هو أولى نتائج تحريض ترامب.. ففي مشهد غير مسبوق في تاريخها على مدى السنوات القليلة الماضية أنه سيأتي من يقتحم الكونجرس إلا أن مناصري ترامب والحشود التي تدعمه اقتحمت مبنى الكونغرس الأمريكي واستخدمت العنف لإلغاء العملية القانونية التي يختار من خلالها الرؤساء وتمكنت هذه الحشود من زعزعة سيادة القانون وتم تعليق العمل في مبنى الكونجرس مما أدت إلى استقالات عدد من موظفي الإدارة الأمريكية احتجاجا على قيام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب باقتحام مبنى الكابيتول أثناء جلسة مشتركة للكونجرس بغرفتيه للمصادقة على فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة.
أجواء من التوتر
وفي 20 يناير تولى بايدن مقاليد الحكم في مراسم تنصيب أقيمت بأجواء من التوتر، فيما قررت منصتا «تويتر» و«فيسبوك» للتواصل الاجتماعي حجب حسابات ترامب الذي كان يصر على أن خسارته في الانتخابات جاءت نتيجة الاحتيال .ولم يحضر ترامب مراسيم التنصيب في سابقة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
خروج مذل
من واشنطن إلى كالول، حيث مرت أفغانستان خلال العام المنصرم بأحداث أكثر دراماتيكية في تاريخها، حيث تمكنت حركة «طالبان» من العودة إلى الحكم بعد حرب أمريكية استمرت 20 عاماً وصرفها أموالاً طائلة، إلا أن خروجها كان «مذلاً»، كما يصفه معارضو بايدن الجمهوريون.
ومنذ انقضاء الموعد المتفق عليه أصلا، شنت «طالبان» هجوما واسع النطاق على مواقع قوات حكومة الرئيس أشرف غني، بالتزامن مع شروع واشنطن في سحب قواتها من البلاد.
طالبان تعود للحكم
وتفاقم الوضع بشكل حاد اعتباراً من أواخر يوليو، حين سيطرت «طالبان» خلال أيام معدودة بزحف خاطف، على معظم أراضي البلاد دون مواجهة أي مقاومة تذكر، ودخلت في 15 أغسطس العاصمة كابول، بعد فرار الرئيس أشرف غني وكبار المسؤولين في إدارته من البلاد.
التشبث بطائرات الغرب
وتابع العالم المشاهد الدراماتيكية الصادمة لعملية الإجلاء الفوضوية التي نفذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون، حيث احتشد مئات الأفغان في مطار كابول وحوله آملين الرحيل على متن طائرات القوات المنسحبة، حيث لقي عدد منهم مصرعهم بعد محاولتهم التشبث بطائرات الغرب أثناء إقلاعها ووضع عملاء قوات الاحتلال الأمريكي في (مطار كابول) بين عجلات طائرات أسيادهم الأمريكيين.
وبلغت التوترات الأمنية في كابول ذروتها في 26 أغسطس عندما خلفت سلسلة تفجيرات تبناها تنظيم «داعش» الإرهابي في محيط المطار أكثر من 200 قتيل، منهم 13 عسكريا أمريكيا في أكبر خسارة يومية لقوات الولايات المتحدة منذ 10 سنوات.
ورداً على هذا الهجوم الدموي، نفذ الجيش الأمريكي قبيل انتهاء عملية الإجلاء غارة خاطئة استهدفت سيارة في كابول كان سائقها موظفاً إغاثياً، كما أودى هذا الهجوم بأرواح تسعة مدنيين منهم سبعة أطفال .
وبعد استكمال عملية الإجلاء الغربية من كابول، ظلت ولاية بنجشير لفترة وجيزة آخر بؤرة للمقاومة المناهضة لـ«طالبان» في أفغانستان، لكن الحركة استطاعت السيطرة على هذه الولاية أيضا، ثم شكلت حكومة جديدة مؤلفة من ممثلين عنها لم تعترف بها أي دولة بعد.
إحياء اتفاق إيران النووي
وفي ابريل بعد انتهاء ولاية ترامب وتولي بايدن مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، انطلقت في فيينا مباحثات بين الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران حول إمكانية إحيائه.وتركزت المباحثات على نقطتين أساسيتين هما رفع العقوبات الأمريكية عن إيران وعودة طهران إلى الالتزام الكامل بخطة العمل الشاملة المشتركة.
وعلى الرغم من إحراز الأطراف بعض التقدم في مشاوراتها، تعثرت المباحثات وتم تعليقها في يونيو ، بسبب انتخابات إيران التي وصلت إلى الحكم فيها إدارة الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي.
واستؤنفت المباحثات في فيينا في أواخر نوفمبر، بعقد جولة سابعة منها، لكن أطرافها لم تتمكن حتى الآن من تجاوز الخلافات القائمة بينهما، حيث تصر إيران على ضرورة رفع كافة العقوبات الأمريكية عنها بشكل غير مشروط قبل إحياء الصفقة.
تصعيد التوتر بين روسيا والناتو
كما شهد العام المنصرم تصعيدا ملموسا في حدة التوتر بين روسيا وحلف الناتو، لا سيما في ما يحيط بالنزاع الأوكراني، ففي مايو ويونيو نفذ حلف الناتو أكبر مناورات له في أوروبا منذ 30 عاماً بعد أن سبقته روسيا في أبريل بسلسلة اختبارات مفاجئة لجاهزية قوات المنطقة العسكرية الجنوبية وقوات الإنزال الجوي، ومناورات مكثفة شملت مختلف صنوف القوات المسلحة في شبه جزيرة القرم الروسية.
وجاء ذلك على خلفية زيادة عدد الحوادث البحرية والجوية قرب الحدود الروسية، لاسيما في البحر الأسود والمجال الجوي فوقه، وأبرزها في 23 يونيو، حيث خرقت المدمرة البريطانية عمدا الحدود البحرية الروسية قبالة سواحل القرم، ما دفع حرس السواحل الروسي إلى إطلاق عيارات تحذيرية باتجاهها لإجبارها على الابتعاد.
وفي 16 يونيو عقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن أول محادثات رسمية بينهما في جنيف، وتوج اجتماع القمة هذا بالتوصل إلى سلسلة اتفاقات مهمة، منها استئناف المفاوضات حول التوازن الاستراتيجي بين البلدين.
لكن في النصف الثاني من العام ظل التوتر بين روسيا والناتو مستمرا، مع رصد موسكو زيادة أنشطة الحلف في حوض البحر الأسود.
احتدم التوتر بين الجانبين على خلفية تأجيج الوضع في منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا، حيث استخدمت حكومة كييف في أكتوبر لأول مرة طائرة مسيرة تركية الصنع لضرب مربض هاون في جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد في دونباس.
وفي الأسابيع الأخيرة زعم مسؤولون ووسائل إعلام غربيون، أن روسيا تحشد قواتها على حدود أوكرانيا تمهيدا لـ«غزوها»، فيما نفت موسكو هذه الادعاءات بشكل قاطع، مشددة على أن تنقلات قواتها داخل حدودها شأن داخلي ولا يهدد أحدا.
أزمة المهاجرين
هذا التصعيد تزامن مع أزمة المهاجرين على حدود بولندا مع بلاروسيا الحليف الاستراتيجي لروسيا، والبلد الشقيق في اتحاد روسيا وبيلاروسيا، حيث احتشد منذ مطلع نوفمبر عدة مئات من المهاجرين من الشرق الأوسط، طالبين اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي عبر بولندا.
وفي نوفمبر، كلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزارة الخارجية الروسية ببدء العمل على وضع نظام ضمانات أمنية متبادلة بين موسكو والناتو لخفض التوتر الأمني في أوروبا.
وفي ديسمبر، نشرت روسيا مسودتي اتفاقيتين بخصوص الضمانات الأمنية اقترحت على الولايات المتحدة والناتو إبرامهما.
فوز رئيسي
وفي ايران أجريت في يونيو الانتخابات الرئاسية بين المتنافسين حسن روحاني وابراهيم رئيسي الذي فاز بالانتخابات الرئاسية على روحاني الذي طبعت عهده منذ 2013م حتى 2021م سياسة انفتاح نسبي على الغرب أبرزها إبرام الاتفاق النووي عام 2015م.
رحيل ميركل من الحياة السياسية
وفي ديسمبر رحلت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل بعد 16 عاما من وجودها في السلطة، لتنسحب نهائيا من الساحة السياسية وهي في أوج شعبيتها، فبعد 5860 يوما في السلطة، تسلم ميركل البالغة 67 عاما مهامها إلى خلفها الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتز .
تمييز في توزيع اللقاحات
وفي فبراير شهدت العاصمة الارجنتينية بوينس آيرس مظاهرات أمام القصر حيث طالب آلاف المتظاهرين باستقالة أعضاء الحكومة بعد فضيحة التمييز في توزيع اللقاحات ضد فيروس كورونا، وبدأت موجة الغضب في البلاد إثر الكشف عن تلقي العشرات من أصدقاء وزير الصحة اللقاح قبل بدء الحملة الرسمية للتطعيم، وسجلت الأرجنتين وفاة أكثر من 52 ألف شخص إثر الفيروس وإصابة ما يزيد عن المليونين.
تجسس أمريكا
وفي مايو كشفت وسائل إعلام دنماركية عن قيام وكالة الأمن القومي الأمريكية بالتجسس على زعماء وسياسيين أوروبيين بارزين في ألمانيا والسويد والنرويج وفرنسا وذلك خلال 2012 – 2014م. وذلك عبر استغلال كابلات الإنترنت الدنماركية خلال تعاونها مع وحدة الاستخبارات العسكرية، واستطاعت الوكالة الأمريكية الاطلاع على رسائل نصية ومكالمات هاتفية وسجل الإنترنت لعدد من الشخصيات السياسية الأوروبية من بينها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الخارجية الألماني السابق فرانك فالتر شتاينماير.
تعليق عضوية مالي
وفي يونيو أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا- خلال قمة استثنائية، شارك فيها رؤساء ووزراء خارجية في العاصمة الغانية أكرا- تعليق عضوية مالي على خلفية الانقلاب العسكري الثاني الذي شهدته البلاد في ظرف تسعة أشهر فقط. ولم تطالب المنظمة الإقليمية بعودة الرئيس ورئيس الحكومة المعزولين، لكنها طلبت إنهاء الإقامة الجبرية المفروضة عليهما. وكانت المحكمة الدستورية في مالي قد أعلنت يوم الجمعة الماضي الكولونيل غويتا رئيسا انتقاليا للبلاد في تأكيد لسياسة الأمر الواقع.
حريق اليونان
وفي أغسطس نشب أحد أسوأ الحرائق في جزيرة إيفيا القريبة من العاصمة اليونانية أثينا، حيث قُتل شخصان، أحدهما رجل إطفاء، في حرائق الغابات التي خرجت عن السيطرة في أنحاء متفرقة من اليونان.
وتصاعدت سحب ضخمة من الدخان فوق الأجزاء الشمالية للعاصمة اليونانية أثينا، حيث حثت السلطات الناس على مغادرة منازلهم.
كما أُبلغ عن أكثر من 150 حريقا، ووضعت السلطات ستة مناطق في حالة تأهب قصوى.
وفي يونيو أقال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، عددا من كبار المسؤولين بعد حادث «خطير» يتعلق بكوفيد-19، وفق ما أعلن الإعلام الرسمي الأربعاء، ما يؤشر إلى حدوث خرق في دفاعات البلد المنعزل ضد الوباء. ولم تكشف بيونغ يانغ- عبر إعلامها الرسمي أو لمنظمة الصحة العالمية- عن أي إصابات بفيروس كورونا، ومن المرجح أن تواجه كوريا الشمالية صعوبات بالغة في التعامل مع أي تفش واسع للفيروس، نظرا لضعف منظومتها الصحية وغياب الإمدادات الطبية.