هنية: الضفة الغربية تشهد بوادرا انتفاضة
الجهاد الإسلامي: لقاء “التنسيق الأمني” انحرافٌ خطيرٌ عن الإجماع الوطني
غزة/
نددت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين – أمس الأربعاء – باللقاء الذي عُقد الليلة الماضية في المنزل الذي يحتله وزير الحرب “الإسرائيلي” بيني غانتس داخل فلسطين المحتلة – بحضور رئيس السلطة الفلسطينية و2 من قادة التنسيق الأمني، واعتبرته انحرافٌ خطيرٌ عن الإجماع الوطني.
وقالت الحركة في بيان لها، بحسب “فلسطين اليوم”: إن “هذا اللقاء فيه تجاوز لإرادة الجماهير المنتفضة في وجه الإرهاب اليهودي والاستيطاني الذي لم يُبق منطقة في الضفة والقدس إلا وجعلها هدفاً لمشاريع الضم الاستعماري.. وما هو إلا محاولة في سياق مؤامرة خطيرة لا تختلف كثيراً عن “صفقة القرن” التي واجهها شعبنا وأسقطها بوحدته وثباته”.
وأضافت الحركة “لقد جاء هذا اللقاء تكريساً للدور الوظيفي للسلطة التي تبحث عن حلول للخروج من أزماتها وعجزها وفشلها، على حساب مصالح شعبنا وحقوقه وقضيته الوطنية. ”
واعتبرت الحركة، أن لقاء التنسيق الأمني بهذا المستوى يأتي في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لواحدة من أشد الهجمات الإرهابية التي يقودها اليمين المتطرف وينفذها جيش الاحتلال الذي يتلقى التعليمات من “بيني غانتس”.
وتابعت “لم يلتفت رئيس السلطة ومعاونوه إلى الدعوات الوطنية بتشكيل قيادة موحدة للتصدي للاستيطان والإرهاب والتهويد، وراح يسعى للقاء قادة العدو والتودد لهم وتبادل الهدايا معهم والاتفاق على تعزيز التنسيق الأمني مقابل حفنة من الرشاوى المغلفة بالعبارات التضل.
وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس – أمس الأربعاء – إن الضفة الغربية تشهد بوادر انتفاضة ونهوضًا للمقاومة من جديد وعمليات بطولية متواصلة يرصدها القريب والبعيد.
وأضاف هنية في كلمة له – خلال مؤتمر القدس العلمي الخامس عشر، الذي تنظمه مؤسسة القدس الدولية في فلسطين – إن الشعب الفلسطيني الثائر في الضفة كسر كل أطواق الخوف وأفشل كل المخططات الاحتلالية الهادفة إلى بناء ما يسمى “الفلسطيني الجديد” المُنشغل فقط بالوضع الاقتصادي والمعيشي.
وتابع هنية “هناك متغيرات كبيرة وهائلة جدًا تؤكد أننا أمام انعطافة ذات أهمية قصوى في قلبها معركة سيف القدس والانسحاب الأمريكي من أفغانستان ونهوض المقاومة مجددًا في الضفة وعودة الحيوية لدور شعبنا وللمقاومة في الخارج، إلى جانب المواقف العالمية غير المسبوقة الداعمة للقضية”.
وفيما يتعلق بمعركة سيف القدس جدد رئيس حركة حماس تأكيده “لقد كانت من أجل الدفاع عن القدس وتأكيد هويتها الإسلامية وإبرازها مجددًا كمحور الصراع مع الاحتلال”، معتبرًا أنها “معركة استثنائية حملت بنتائجها الأبعاد الاستراتيجية على مستقبل حسم الصراع الطويل وتحرير الأرض والمقدسات”.
وقال هنية “المقاومة بأدائها البطولي في المعركة سجلت ثلاث نقاط في غاية الأهمية، أولها أنها كانت المُبادرة وخرجت من مربع ردات الفعل على ما يقوم به الاحتلال”.
وأضاف “أن تكون المقاومة المبادرة يعني أنها تتحكم بالمعركة وأنها تنتقل من موقع الدفاع والتصدي إلى موقع الهجوم وفرض سيناريوهات المستقبل لأي مواجهة قادمة”.
وتابع “النقطة الثانية أنها كتبت بالدم الخطوط العامة وسجلت قواعد الاشتباك، حيث أنها أدخلت القدس في هذه القواعد على عكس ما كان يعتقده العدو، أن المقاومة تحديدًا في غزة مشغولة بالمعاناة التي خلفها الحصار الظالم وأن قواعد الاشتباك محصورة في قضايا تتعلق بغزة فقط”.
وواصل “النقطة الثالثة أنها رسخت في وعي الأجيال أن المقاومة الشاملة هي الخيار الاستراتيجي للمواجهة مع العدو والطريق الأقرب لإنجاز تطلعات وطموحات الشعب الفلسطيني”، مشددًا على أن المقاومة الباسلة تنطلق دومًا لتعبر عن هوية شعب وإرادة أمة في مواجهة مشروع الاحتلال على أرض فلسطين.
وأشار رئيس حماس إلى أن المعركة أعادت الاعتبار للقضية في بعديها العربي والإسلامي، بعد أن تراجعت في سُلم اهتمام شعوب الأمة نتيجة ما طرأ عليها من أحداث أشغلتها في قضاياها الخاصة، معتبرًا أن القدس البوابة الواسعة لوحدة الأمة والعنوان الجامع للشعوب.
وقال هنية “قضية فلسطين هي جوهر الصراع في المنطقة ومفتاح الاستقرار والهدوء فيها”، منوهًا أن “سيف القدس أعادت بريق القضية على المستويين الدولي والإقليمي، وما نتج خلالها من حراك عالمي غير مسبوق شهدناه من الولايات المتحدة الأمريكية وحتى أستراليا، وبرزت مواقف غير مسبوقة من مستويات حزبية وبرلمانية وشعبية في المجتمعات الغربية”.
وجدد العشرات من قطعان المستوطنين الصهاينة – أمس الأربعاء – اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن الأوقاف الإسلامية في القدس، القول: إن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية منه، تحت حماية شرطة الاحتلال، منتهكين قدسية المكان.
ويتعرض الأقصى يوميا – عدا الجمعة والسبت – لاقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لتغيير الأمر الواقع بالأقصى، ومحاولة تقسيمه زمانيًّا.. فيما تشهد القدس القديمة وبواباتها إجراءات عسكرية مشددة تتمثل بالتفتيش الدقيق للمواطنين والمصلين في الأقصى والاعتداء عليهم.
ونددت لجان المقاومة الفلسطينية – أمس الأربعاء – بلقاء رئيس السلطة محمود عباس مع الإرهابي والمجرم بيني غانتس، واعتبرت هذا اللقاء “جريمة وطنية واهانة لدماء الشهداء وعذابات الأسرى في سجون العدو الصهيوني” .
ونقلت وكالة “فلسطين اليوم” عن لجان المقاومة في بيان لها، القول “استمرار رهان قيادة السلطة على المفاوضات والسلام مع العدو الصهيوني الذي يمارس أبشع الجرائم الفاشية بحق كل مكونات الشعب الفلسطيني هو محاولة لبيع الأوهام من جديد لشعبنا الفلسطيني”.
وأضافت “سلوك قيادة السلطة بالإصرار على جريمة التنسيق السياسي والأمني مع العدو الصهيوني يشرعن ويشجع التطبيع العربي مع الصهيوني.”
وشددت على أن الشعب الفلسطيني سيواصل مقاومته وثورته وقي مقدمتها المقاومة المسلحة ضد العدو الصهيوني حتى العودة والتحرير وتطهير مقدساته.
وأصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح أمس في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي استهدف مناطق عدة في قطاع غزة المحاصر.
وذكرت وكالة معا الفلسطينية أن قوات الاحتلال استهدفت بعدة قذائف مدفعية شرق جباليا وشمال بيت لاهيا وشرق غزة ما تسبب بإصابة ثلاثة فلسطينيين إضافة إلى أضرار في الممتلكات والأراضي الزراعية.
وردت المقاومة الفلسطينية على الاعتداء الإسرائيلي بإطلاق الرصاص على مستوطنين على أطراف القطاع ما أسفر عن إصابة أحدهم.
وتعتدي قوات الاحتلال يومياً على الفلسطينيين وأراضيهم في قطاع غزة لحرمانهم من زراعتها في ظل الحصار الجائر الذي تفرضه عليهم منذ سنوات.