كورونا وما بعده أوميكرون تعمَّق انتكاسات التنمية العالمية

59.8 مليون شخص إجمالي الإصابات بكورونا في العالم والوفيات 409 آلاف

 

 

أمريكا تتصدر العالم من حيث الإصابات وعدد الوفيات بكورونا

الثورة /
أظهر عام 2021م، أن تأثير جائحة كوفيد-19 بعيد المدى ويطال كل مجال ممكن من مجالات التنمية، ومع تحمل الفئات الفقيرة والأشد احتياجاً لوطأة الجائحة، توجه الجائحة نكسة حادة أمام القضاء على الفقر وتعزيز الرخاء المشترك، ولكن الأمور ليست قاتمة بالقدر الذي قد نتصوره. بأن هناك بعض التطورات الإيجابية فقد نما الاقتصاد العالمي، وانتعشت تجارة السلع، وبدأت أسعار السلع الغذائية في الاستقرار، وشهدت تحويلات العاملين في الخارج تعافياً قويّاً.
وفي الوقت نفسه، ومع شروع بعض البلدان في رسم معالم تعافيها بأن ذلك يمثل أيضاً فرصة لها لتحقيق نمو اقتصادي دائم دون الإضرار بالبيئة، ورسم معالم تعافٍ أخضر وقادر على الصمود وشامل للجميع، من خلال تحقيق الاستقرار الاقتصادي والنمو، والاستفادة من الثورة الرقمية، وجعل التنمية أكثر مراعاة للبيئة وأكثر استدامة، والاستثمار في البشر.
تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات، تليها الهند ثم البرازيل وفرنسا وروسيا وإسبانيا وبريطانيا وإيطاليا والأرجنتين وكولومبيا والمكسيك وألمانيا وبيرو وبولندا وإيران، كما تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث أعداد الوفيات، تليها البرازيل والهند والمكسيك والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا.
وأعلنت منظمة تابعة للأمم المتحدة أن جائحة كوفيد-19 كلفت السياحة العالمية خسائر بتريليونَي دولار خلال عام 2021م، وهو مبلغ مماثل للعام الماضي، واصفة تعافي القطاع بأنه “بطيء” و”هش”.
وتأتي هذه الاحصائيات الصادرة عن منظمة السياحة العالمية التي تتخذ مدريد مقراً لها، في وقت تكافح أوروبا زيادة في الإصابات بكوفيد-19 ويواجه العالم متحورة جديدة أطلق عليها اسم أوميكرون.
وكان قطاع السياحة العالمي قد خسر تريليونَي دولار (1.78 تريليون يورو) العام الماضي بسبب الجائحة وفقًا لمنظمة السياحة العالمية، ما يجعله أحد أكثر القطاعات تضرراً من الأزمة الصحية. وحرمت كورونا باريس ومنطقتها من عائدات سياحية تقدر ب15,5 مليار يورو في 2020م، فيما يرى تقرير دولي أخر أن انهيار السياحة قد يكلف الاقتصاد العالمي أكثر من أربعة آلاف مليار دولار.
وأظهرت بيانات جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية، أن إجمالي الإصابات فيروس كورونا عبر العالم اقترب من 59,8 مليون نهاية ديسمبر 2021م.
كما أظهرت إحصائية الجامعة التي تعتبر من أبرز المراجع في تتبع تفشي جائحة كورونا، أن عدد المتعافين يقترب من 38,3 مليون، بينما تجاوز عدد الوفيات المليون و409 آلاف.
ووفقا لتقارير دولية متعددة المصادر فقد كان لجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) تأثير غير متناسب على الفئات الفقيرة والأشد احتياجاً في عام 2021م، من تفاوت مسارات التعافي الاقتصادي إلى عدم تكافؤ فرص الحصول على اللقاحات؛ ومن اتساع خسائر الدخل إلى التفاوت في التعلّم. إذ تتسبب الجائحة في انتكاسات في مسار التنمية، والجهود الرامية إلى إنهاء الفقر المدقع والحد من عدم المساواة. كما أدت إلى ارتفاع معدل الفقر المدقع في عام 2020م للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً، حيث يعيش الآن نحو 100 مليون شخص آخـر على أقل من 1.90 دولار للفرد في اليوم.
مسارات التعافي
كما هو الحال بالنسبة للحصول على اللقاحات، هناك فجوة ناشئة في التعافي الاقتصادي بين الاقتصادات مرتفعة الدخل، والاقتصادات منخفضة ومتوسطة الدخل.
حيث أشار عدد يونيو من تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية إلى أنه على الرغم من توقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 5.6 % في عام 2021 وهو أقوى نمو له بعد الركود الاقتصادي الذي حدث منذ 80 عاماً، فإن مسارات التعافي سيكون متفاوتة. ومن المتوقع أن تسجل الاقتصادات منخفضة الدخل معدل نمو لا يتجاوز 2.9 % في عام 2021م، وهو أبطأ نمو لها في السنوات العشرين الماضية، بخلاف عام 2020م، ويُعزى ذلك جزئيّاً إلى بطء وتيرة التطعيم. ومن المتوقع أن يتم تحديث تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية في يناير.
خسائر الدخل
أصبح هذا التفاوت في التعافي جليّاً، وذلك عندما يتعلق الأمر بالخسائر في الدخل، كما هو مبين في هذه المدونة، رُغم تكبد جميع الأشخاص بمختلف فئات دخلهم خسائر خلال الجائحة، فقد شهد أفقر 20 % من السكان الخسارة الأكبر. ففي عام 2021، انخفضت مستويات دخلهم أكثر، في حين بدأت الفئات الأغنى في وقف تلك الخسائر. ويُعزى ذلك إلى أن أفقر 40 % من السكان لم يبدأوا في تعويض خسائر دخلهم. وقد أدى انخفاض مستوى الدخل إلى سقوط نحو 100 مليون شخص آخر في براثن الفقر المدقع.
ولا غرابة في أنه كان ثمة اختلاف ملحوظ في تداعيات هذه الأزمة على الرجال والنساء. ويُظهر استعراض للبيانات أجراه البنك وشركاء آخرون أن المرأة قد خسرت أكثر من الرجل، وذلك فيما يتعلق بالوظائف والدخل والسلامة.

قد يعجبك ايضا