من المهم جدا أن يكون المجتمع بكل شرائحه وفئاته وأفراده وبكل مؤسساته ومنظماته العامة منها والخاصة مدركآ وعلى ارفع مستوى من الوعي بما للشهداء من حقوق عظيمة علينا جميعا، وأن يعلم الجميع أن أداء هذه الحقوق فرض واجب علينا لا فرض كفاية، ولا يسقط عن أي شخص، وأداء حقوقهم مسؤولية نتحملها جميعا، وهي كثيرة ومتنوعة، منها ما هو مادي ومنها ما هو معنوي، ومنها ما هو آني ومنها ما هو دوري ومنها ما هو حق مستمر بصفة دائمة وينتقل من جيل إلى آخر، فلهم على الدولة حقوق مادية ومعنوية حاضرا ومستقبلا، ولهم على الشعب (منظمات وأفراد)، حقوق أيضا مادية ومعنوية حاضرا ومستقبلا، وسبب وجوب هذه الحقوق هو انهم ضحوا بأغلى ما يملكون وهي أرواحهم ودماءهم من أجلنا وليس من اجل انفسهم، ومن أجل عزتنا وكرامتنا وذودا عنا وعن أرضنا وعرضنا فهم من دفعوا الثمن، ونحن من استلم ثمار الثمن الذي دفعوا ثمنها، وتنعمنا بها وهم من دفعوا رؤوس الأموال ونحن من جنى أرباحها، وسوف أوجز اهم حقوق الشهداء علينا في أربعة هي أهم حقوقهم علينا وهي كما يلي :
١ـ حق الرعاية الكاملة والكفاية الدائمة لأسرهم ولأبنائهم لأنهم فقدوا من كان يمكن أن يعيلهم ويغنيهم، وتضرروا من فقده بعكس المجتمع الذي استفاد من تضحياتهم استفادة مباشرة ومتعددة الجوانب، ولذلك فيجب أن يقوم كل طرف بدوره لأداء هذا الحق الدولة من جانب والمجتمع من جانب، وبشكل دائم ومستمر، بحيث تشمل الرعاية لهم مختلف جوانب حياتهم وتغطي كافة احتياجاتهم ولا تقل عن توفير مستوى الحياة الكريمة لهم وعلينا أن نتذكر أنه لولا مبادرتهم وشجاعتهم وتضحياتهم لخسرنا جميعا كل شيء، وهذا فيما يخص الحقوق المادية لهم وهي واجبة على الدولة بشكل خاص وعلى كل مقتدر وذي سعة من المال بشكل عام وتقدم بشكل مباشر لأسر الشهداء أو بشكل غير مباشر بتسليمها لمؤسسة رعاية أسر الشهداء لتتولى توزيعها
٢ـ حق الدعاء لهم باستمرار وذكرهم ونشر مناقبهم وزيارة روضاتهم وهذا الحق معني به كل يمني ويمنية دون استثناء.
٣ـ حق الوفاء لدمائهم وأرواحهم .
وهذا الحق للشهداء واجب على الشعب، كله بنظامه ومؤسساته ومنظماته وأفراده ذكورا وإناثا، رؤساء ومرؤوسين موظفين وعمال، وهو أول الحقوق المعنوية واهمها ويكون الوفاء للشهداء بتحرك الجميع صفا واحدا لتحقيق الأهداف التي ضحى من أجلها الشهداء في التمسك بمبدأ الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين وللوطن والمعاداة لأعداء الله ورسوله وأعداء المؤمنين وأعداء الشعب والسعي لبناء الوطن وتقديم مصلحته على كل المصالح وبذل الجهود في سبيل عزته ورفعته،
وأن يكون الجميع مدركين أن مخالفة ذلك خيانة لدماء الشهداء ولأرواحهم وتفريط واستهانة بها.
٤ـ حق الاعتراف بفضل الله وفضل الشهداء علينا وبمعروفهم الكبير وجميلهم العظيم تجاهنا وهذه ثاني حقوقهم المعنوية علينا، وهي أمور جلية وواضحة عشناها في واقعنا ولمسناها بالأمن والأمان والعزة والكرامة، طوال سبع سنوات، في كل محافظاتنا الحرة التي دفعت بخيرة شبابها إلى أقدس ساحات وأشرف ميادين، وفي المقابل رأينا الجحيم الذي عاشه ويعيشه أبناء المحافظات المحتلة التي دفعت أبناءها إلى صف الغزاة والمحتلين وما حصل في عدن فقط يكفي الجماد ليقر بفضل الشهداء وبمعروفهم.
وهذا هو اقل ما يجب علينا تجاه الشهداء، وأداؤه هو ابسط اقتداء منا بإيمانهم وعطائهم وجودهم وكرم نفوسهم، وعلينا أن نتذكر جميعا أن ما قاموا به لم يكن واجبا عليهم وحدهم بل كان وما يزال وسيظل واجباً علينا جميعا وأننا مهما قدمنا لا يمكن أن نفيهم حقا أو نرد لهم شيئا يذكر مقابل جميلهم لنا ومعروفهم علينا، فسلام الله على شهدائنا العظماء ،وعلى الذين انجبوهم.