الثورة / محمد صالح حاتم
بهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي والتقليل من الاعتماد على الاستيراد، بدأت بعض المبادرات في تبني إنشاء معامل صناعة مشتقات الألبان في اليمن.
الأستاذة سلمى الأشموري -مديرة مركز خيرات لتدريب الأسر المنتجة تحدثت عن مبادرة عطاء لإنتاج وصناعة الألبان بقولها إن فكرة المشروع كانت عبر اللجنة الزراعية والسمكية العليا التي تمد المعمل بالحليب الطازج يوميا من مزارع البان اليمن في ذمار، وكذلك هي من قامت بإعداد الدراسات للمشروع وهي من نفذته، وتبرعت بتزويد المعمل بالحليب لمدة ثلاثة إيام مجانا ً، وأضافت الأشموري أن الداعم الأول لمعمل عطاء هي مؤسسة بنيان التنموية والتي قدمت قرضاً لشراء أصول المعمل.
وأضافت الأستاذة سلمى أن المعمل يحتوي على خزان سعة 350 لتراً، وحضانة، وثلاجة تبريد صغيرة، وأشارت إلى أن الطاقة الإنتاجية للمعمل 700علبة يوميا سعة 500 ملم، وأن عدد العاملات اللاتي يعملن متطوعات 14عاملة..
وأردفت بالقول إنه تم افتتاح فرع جديد (عطاء 2) في شارع تونس بالشراكة مع أحد المستثمرين، وتبلغ طاقته الإنتاجية 600علبة يوميا.
وأوضحت الأشموري أن المواد الخام الحليب تأتي يوميا من مزارع البان اليمن في ذمار، مؤكدة أن منتج حقين العطاء طبيعي 100 % خالٍ من أي مواد حافظة أو مضافة، وأن فترة الصلاحية سبعة أيام.
واكدت أن عملية الإنتاج تمر بعدة مراحل بداية ًمن نقل الحليب صباحا ًمن مزارع البان اليمن في ذمار، بعدها يتم استقبال الحليب في المعمل من قبل العاملات اللائي يقمن بفحصه وفلترته، ومن ثم نقلة إلى خزان البسترة سعة (350) لتراً، يبقى مدة أربع ساعات حتى يصل إلى درجة حرارة 90 درجة مئوية، ثم إضافة البادي وتعبئة الحليب في علب مخصصة، ووضعه في الحضانة لمدة أربع ساعات، وبعدها ينقل إلى الثلاجة لمدة ثمان ساعات، وفي صباح اليوم الثاني يتم وضع الملصقات(الليبلات) على العلب وتوزيعه على البقالات.
وأكدت مديرة مركز خيرات أن هناك إقبالاً كبيراً من قبل المستهلك اليمني على شراء منتجات العطاء (الحقين والشطة والمنظفات) ويبلغ عدد نقاط البيع ما يقارب من 100 نقطة في العاصمة، مؤكدة أن الطلب على حقين العطاء كل يوم في تزايد.
وأوضحت الأستاذة سلمى أن الصعوبات التي تواجههم تتمثل في قلة الإمكانيات وعدم وجود داعمين للمشروع، وأكدت أن من اهم الصعوبات هي التسويق والترويج للمنتج.
ودعت مديرة مركز خيرات التجار ورجال المال والأعمال والحكومة إلى دعم الأسر المنتجة وتذليل الصعوبات والعوائق التي تواجههم، وشكرت الاشموري اللجنة الزراعية والسمكية العليا ومؤسسة بنيان التنموية على ما تقدمانه لمركز خيرات ومعمل العطاء، وكذلك شكرت وزارة الصناعة والتجارة التي تجاوبت معهم في عملية تسجيل المنتج والفحص والتأكد من مطابقة منتجات عطاء للمواصفات والمقاييس.
وأشارت الأستاذة سلمى إلى أن خططهم المستقبلية هي التوسع في الإنتاج لتغطية كافة مديريات أمانة العاصمة، وذلك من خلال نقل المعمل من مكانه الحالي إلى مكان أوسع ، وشراء طابعة للواصق (الليبلات) وكذا توفير قالب بلاستيك للعلب ، بحيث تكون لمعمل العطاء علب خاصة به تناسب المنتجات ، وعليها علامة العطاء كعلامة تجارية خاصة بمركز خيرات ، والتوسع في إنتاج الشطة بنوعيها الحار وبالطماط ، وإيجاد آلة تغليف خاصة للشطة لتغليفها في أكياس صغيرة ، وزجاجات خاصة بمعمل العطاء ،مشيرة ً إلى أن من ضمن خططهم المستقبلية افتتاح فروع لمعامل العطاء محافظات أخرى.
المهندس علي حنش -مدير معمل الطازج لإنتاج مشتقات الألبان أوضح من جانبه أن مشروع الطازج لإنتاج مشتقات الألبان مشروع يسعى للمساهمة في توفير منتجات الألبان المحلية الطبيعية، وأكد أن منتجات الطازج هي (اللبن، والسمن، والزبدة) وهي منتجات طبيعية 100 % خالية من أي مواد إضافية أو حافظة، ومدة الصالحية خمسة أيام بالنسبة للبن محفوظا ًداخل الثلاجة، وسنة للسمن، أما الزبدة فصلاحيتها أكثر من عام بشرط حفظها في ثلاجات.
وأشار إلى أن مراحل الإنتاج تبدأ من وصول الحليب من إحدى المزارع الخاصة وبعدها يتم ترويبه وخلطه بحليب سابق، وخضبه بواسطة خضاب صناعة محلية، وبعدها نزع الدهون يدويا ً، وتعبئة اللبن يدويا ً في علب خاصة بذلك، والسمن في علب خاصة.
وأوضح المهندس حنش أن الطاقة الإنتاجية تتراوح ما بين 400 – 500لتر يوميا ً، مؤكدا أن إقبال المستهلك لا بأس به، والسبب هو غياب الوعي لدى المستهلك اليمني الذي يفضل شراء المنتجات المستوردة، معتبرا ذلك إحدى الصعوبات التي تواجههم، داعيا ًالمستهلك اليمني للإقبال على شراء المنتجات المحلية الطبيعية، والابتعاد عن المنتجات المستوردة التي هي عبارة عن بودرة ومواد حافظة وصناعية.
وأشار المهندس حنش إلى أن خططهم المستقبلية تتمثل في التوسع في الإنتاج في حال زاد الطلب على منتجاتهم من قبل المستهلك اليمني.
بدورها الدكتورة بشرى المتوكل -مالكة منتجات المرعى للألبان، أوضحت أن فكرة المشروع جاءت بهدف إيجاد البدائل في ظل الحرب والعدوان والحصار الذي يفرض على بلادنا من قبل تحالف العدوان، فكانت فكرة وهدف المشروع من اجل المساهمة في تخفيف الأعباء على المستهلك اليمني وإيجاد بدائل محلية وعدم الاعتماد على المستورد.
وذكرت المتوكل أن البداية كانت من خلال صناعة اللبنة من الحليب المجفف قبل أن يتوفر الحليب الطازج، وبعدها تم الإنتاج من الحليب البقري الطازج من مزارع ألبان اليمن في ذمار، والذي بدأ في عام 2018م، والتي تقوم هذه المزارع بتزويد المعمل يوميا ًبالحليب، والذي يتم منه إنتاج الحقين، واللبنة، والزبدة.
وشرحت الدكتورة بشرى مراحل الإنتاج والذي يمر بعدة مراحل حتى يصل إلى المستهلك، بداية ًباستقبال الحليب القادم من ذمار وبعدها تقوم بغلي الحليب وتركه لمدة ساعتين حتى يبرد، ومن ثم وضع خميرة الزبادي، وإغلاق الأوعية بشكل جيد للمحافظة على درجة الحرارة، وتكون مدة التخمير ما بين خمس إلى عشر ساعات، بعد ذلك يتم نزع طبقة الزبدة التي تكون على السطح، ثم تصفية اللبن وتعبئته في قوارير، وتوزيعه على المستهلك.
-اللبنة: يتم إنتاجها من خلال سكب اللبن إلى قماش للتخلص من الماء، ويترك لمدة 12ساعة، بعدها توضع اللبنة في وعاء ويضاف لها الملح وتمزج بشكل جيد، والمرحلة الأخيرة توزيعها في أوعية بلاستيكية.
الزبدة: البداية رج (نهز) الزبدة التي يتم أخذها من سطح اللبن لمدة نصف ساعة، وبعدها نزع الزبدة من الوعاء وغسلها بالماء للتخلص من اللبن، ووضعها على نار هادئة، ومن ثم تصفيتها بالمشن من بقية اللبن، وأخيرا تفريغها إلى أوعية بلاستيكية.
وأشارت الدكتورة بشرى أن الطاقة الإنتاجية 200قارورة أسبوعيا ً سعة 500ملم، وعدد نقاط البيع 4نقاط، وذكرت المتوكل أن الصعوبات التي تواجههم تتمثل في التسويق والترويج للمنتج، مشيرة إلى أن هناك إقبالاً كبيراً على شراء المنتج سواء ًالحقين أو اللبنة.
وأوضحت الدكتورة بشرى أن خطتها المستقبلية تتمثل في التوسع في الإنتاج من خلال امتلاك معمل متكامل لإنتاج الحقين ومشتقات الألبان.
ودعت المتوكل الدولة ورجال المال والأعمال لدعم الأسر المنتجة، ودعم المنتج المحلي والاهتمام بالثروة الحيوانية والحفاظ عليها..