يحتدم النقاش داخل كيان الاحتلال ويستعَر بين مؤيّدي شنّ العدوان على إيران لتدمير برنامجها النوويّ وبين أولئك الذي يُعارضونه، وأكثر من ذلك، فقد نُشِرت في الأيّام الأخيرة مقالات في الإعلام العبريّ تُشكّك إلى حدٍّ كبيرٍ في قوّة الردع الإسرائيليّة، رغم أنّها تمتلك الأسلحة غيرُ التقليديّة.
المُحلِّل روغل ألفير قال في تصريح لصحيفة (هآرتس) العبريّة: إنّ النوويّ الإسرائيليّ لم يردع حزب الله بتاتًا، وأضاف أنّه وفقًا للسواد الأعظم من الخبراء والمُحلِّلين المشهورين والمعتمدين في “إسرائيل” فإنّها بحاجةٍ لعدّة سنواتٍ حتى تكون قادرةً على اللجوء للخيار العسكريّ ضدّ إيران، وللتدليل على ذلك، أوضح أنّ الخبير العسكريّ الإسرائيليّ عاموس هارئيل، المُقرّب من دوائر صُنع القرار في تل أبيب، أكّد أنّه في حال وصول الكيان إلى جاهزية العدوان ضدّ إيران، فإنّه حينها يتحتّم عليه دراسة أبعاد وتبعات الهجوم على الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية وفرص نجاحه، لافِتًا إلى أنّ العدوان سيؤدّي إلى حربٍ إقليميّةٍ، والتي سيكون فيها العمق الإسرائيليّ “عاريًا” بالمرّة أمام عشرات آلاف الصواريخ التي سيُطلِقها حزب الله والتي ستتسبّب بأضرارٍ جسيمةٍ وغيرُ مسبوقةٍ للعمق الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره.
وانتقد المحلل ألفير الإعلام العبريّ الذي يُوهِم الإسرائيليين بأنّ العدوان على إيران بات جاهزًا وحاضرًا، إذْ أنّه منذ أسبوعيْن يؤكّد الإعلام العبريّ، أوضح المحلل، أنّ تل أبيب تقوم بالتحضير والاستعداد للهجوم على إيران عندما تفشل إيديولوجية الدبلوماسيّة التي يتبنّاها الرئيس الأمريكيّ جو بايدن، لافِتًا إلى أنّ الإعلام نفسه يُخفي عن سُكّان الكيان الحقيقة الدامغة والمُثبتة بأنّ العالم لا يمنح أيّ وزنٍ لهذه التهديدات الفارِغة، كما قال عنها المحلل العسكريّ هارئيل بأنّها تهديدات بمُسّدسٍ فارغٍ من الرصاص، على حدّ وصفه.
ألفير أضاف أنّ الإعلام العبريّ يُواصِل تمجيد سلاح الجوّ الإسرائيليّ وكأنّه بقرةً مُقدّسةً، موضحًا أنّ السبب الحقيقي وراء هذا التصرّف نابع من عوامل داخليّةٍ لا أكثر ولا أقّل.
وخلُص المُحلِّل الإسرائيليّ إلى القول إنّه يتحتّم على وسائل الإعلام العبريّة على مُختلف مشاربها أنْ تقول الحقيقة وكلّ الحقيقة للناس في الكيان: إذا أرادت إيران التحوّل لدولةٍ نوويّةٍ فهي قادرة على ذلك، جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) وسلاح الجوّ في الكيان لن يقدِرا على منعها من تحقيق هدفها بالوصول إلى القنبلة النوويّة، إيران هي التي تُقرِّر وليس “إسرائيل”، كما قال.
في السياق عينه، كشف الخبير العسكريّ عاموس هارئيل في صحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن محافل أمنيّةٍ وازِنةٍ، كشف النقاب عن “أنّه كان من الممكن ربّما القيام بهجومٍ إسرائيليٍّ ضدّ إيران قبل حوالي عقدٍ من الزمن، أمّا اليوم فإسرائيل ليست قادرةً وليست جاهزةً لتنفيذ هذا الهجوم”.