رئيس النقابة العامة لعمال البلديات والإسكان لـ”الثورة”:تنفيذاً لتوجيهات السيد عبدالملك الحوثي أعددنا برنامج عمل لحملات النظافة لإظهار العاصمة بالشكل الذي يشرّف كل اليمنيين

4000 عامل نظافة في أمانة العاصمة لا يكفي.. لأن العدوان فاقم من أزمة النزوح
أعمال النظافة تسير بوتيرة عالية على مدار 16 ساعة.. ويومياً يتم ترحيل 1500 طن من القمامة
لا تزال هناك عوائق أمام التأمين الطبي لعمال النظافة .. ولا بد من تعاون كل الجهات المعنية
سنضع براميل قمامة.. لكن على المواطنين الالتزام بوضع مخلفاتهم فيها

رغم التداعيات الصعبة الناتجة عن استمرار العدوان الأمريكي السعودي على اليمن.. إلا أن نقاط الضوء التي تشع وسط العتمة من خلال استمرار أعمال النظافة في كافة أحياء وشوارع العاصمة صنعاء تعكس صمود اليمنيين فعُمال النظافة يواجهون التحديات، ورغم ما يعانون من سوء الأحوال المعيشية يعملون بجد وتفان في رفع المخلفات ولا يبالون بالقصف والتدمير وكل ظروف الحرب، وهم عنوان للتضحية والصمود الذي يسطره شعبنا اليمني العظيم ويستحقون من الجميع الوقوف إلى جانبهم والتعاون معهم في هذه الظروف الاستثنائية لرفع مستوى النظافة لعاصمة تشرّف كل اليمنيين..
“الثورة” التقت محمد علي المرزوقي – رئيس النقابة العامة لعمال البلديات والإسكان وطرحت عليه العديد من الأسئلة حول حملات النظافة واستمرارها في أمانة العاصمة .
حوار / رجاء عاطف

في البداية حدثونا كيف يقوم عمال النظافة بعملهم داخل أمانة العاصمة بشكل يومي رغم استمرار العدوان؟
أعمال النظافة مستمرة بشكل يومي على مدار 16 ساعة دون أي توقف حيث يتم ترحيل 1500 طن من القمامة من المناطق والأحياء السكنية وكذا الأسواق والمحلات التجارية، والنظافة بشكل عام مرتبطة بأكثر من عامل ولا بد من تكاتف أكثر من جميع المكاتب التنفيذية مع جهودنا ولا بد من تحسين مستوى النظافة ومستوى الأرصفة والطرقات والكثير من هذه العوامل تكون مساهمة في رفع مستوى النظافة بالشكل المطلوب.
عمال وموظفو النظافة يضربون أروع الأمثلة في التفاني والمثابرة في مواجهة التحديات فبالرغم من مما يعانون من سوء الأحوال المعيشية إلا أنهم مستمرون في العطاء ويعملون بجد في رفع المخلفات ولا يبالون بالقصف والتدمير وكل ظروف الحرب، فعمال النظافة بحق عنوان آخر من عناوين التضحية والصمود الذي يسطرها شعبنا اليمني العظيم ويستحقون من الجميع الوقوف إلى جانبهم إجلالاً وتقديراً لدورهم الهام الذي يقومون به في هذه الظروف الاستثنائية.
فأعمال النظافة تأخذ طابع الاستمرارية والتوسع وفي كل يوم تزيد المخاطر التي تحدق بهم فهم معرضون لكافة الأمراض والأوبئة والإصابات والحوادث اليومية كما انهم يعيشون وضعا صحيا صعبا للغاية.

كم عدد عُمال النظافة في أمانة العاصمة؟
-عدد عُمال النظافة في أمانة العاصمة ما يقارب 4000 عامل ومع الموظفين 6000، تم تثبيت 3000 عامل في العام 2013م والآن توفي حوالي 500 عامل لعدة أسباب إما مرضى أو كبار سن أو وفاة طبيعية أو بسبب قصف العدوان.. حيث كان في السابق يتم فصلهم أما الآن نترك مرتباتهم لإعالة أسرهم وتقديراً لجهودهم.

ما الذي قامت به النقابة من أجل التأمين على صحة حياة عُمال النظافة؟
-هناك تأمين صحي خفف من العبء على العمال إلا أنه ما زال أمامه عوائق لأن عامل النظافة البسيط لا يملك إلا قوت يومه فهو لا يستطيع دفع نسب التحمل القانونية المفروضة عليه وكذلك دفع قيمة المستلزمات التي لا يغطيها التأمين الصحي.
فالتأمين الصحي لُعمال النظافة أمر هام إلا أنه يواجه الكثير من الصعوبات والمعوقات وموارده لا تكفي لمواجهة الضغط الكبير والإقبال المتزايد لأن التأمين لا يلقى أي دعم من الحكومة أو منظمات المجتمع المحلية والدولية تعينه على مواجهة الأعباء ما يوجب مشاركة الجميع كمسؤولية اجتماعية ودينية ووطنية من أجل حماية العمال والحفاظ على صحتهم التي يضحون بها من أجل المجتمع.. ونحن مستمرون في المطالبة بتحسين وتطوير التأمين الصحي كرد للجميل.

هل يمكن أن تحدثونا عن حملة النظافة الحالية وإلى متى ستستمر؟
الآن نقوم بحملة نظافة تستهدف كافة الشوارع والمديريات في أمانة العاصمة وتأهيل الجزر الوسطية بمشاركة مكاتب النظافة والزراعة ومركز التوعية البيئية، مع التوعية بإرشادات وضوابط النظافة وأهمية إخراج المخلفات في مواعيدها المحددة، وستستمر الحملة لمدة شهرين وكل مديرية ستكون فيها حملة لمدة خمسة أيام من السبت إلى الأربعاء.

لماذا لا نجد استمراراً للحملات طوال العام؟
– ربما نجعل الحملة تستمر طوال العام إلا أن ذلك يتطلب الكثير من الإمكانيات وموازنة الصندوق لا يستطيع توفيرها بسبب العدوان.

بماذا تفسرون اختفاء براميل النفايات من بعض الشوارع والحارات وتواجدها في مناطق أخرى؟
– نحن نعتمد على جمع مباشر ومعدات وبرنامج معين فمناطق يتم جمع المخلفات فيها في الصباح ومناطق بعد الظهر ومناطق عصراً وهكذا..
والآن هدفنا أن نضع براميل لكن نرجو من المواطنين أن يضعوا النفايات داخل هذه البرميل.

مخلفات البناء تشوه المنظر العام داخل العاصمة ما تعليقكم؟
– قمنا في هذه الحملة برفع مخلفات البناء والسيارات التالفة والتي تسبب عوائق في الشوارع وكذلك مخالفات الأسواق العشوائية.. والصنادق وباعة القات والبقالات والعربيات التي تحتل أرصفة الشوارع وهذه الحملة من أجل رفع كافة المخلفات وللتوعية أيضاً.

كيف تجدون تعاون المواطنين في مجال النظافة؟
– لازال الكثير من المواطنين غير ملتزمين بالنظافة ويرمون النفايات في جُزر الشوارع.. ونحن نمنع وضع المخلفات وسط الجزُر لأنها وضعت لمزهريات وأشجار والمواطنين جعلوها للنفايات.. وهذه الحملة أيضا للتوعية بذلك ونتمنى الإحساس بالمسؤولية من الوطن .

ماذا عن يوم 12/12 المخصص للنظافة؟
– بناءً على اللقاء الموسع وتنفيذاً لتوجيها السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله واهتمامه بالنظافة وإظهار العاصمة بمظهر كل اليمنيين وتنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية ممثلة برئيس المجلس السياسي مهدي المشاط فقد قمنا بإعداد برنامج عمل حملات نظافة من تاريخ 17/11/2021م وتنتهي في 19/1/2022م وهي حملة متكاملة ومستمرة في الشوارع الرئيسية، و مع المرور والأشغال والزراعة والنظافة والإعلام، ونحن نستعد لحملة 12/12 التي أسسها الشهيد عبدالقادر هلال و يعتبر هذا اليوم يوم تكريم لعامل النظافة وقد بادر أحد فاعلين الخير بتقديم خمسة آلاف وجبة غذاء ستوزع لعمال النظافة في نفس يوم الحملة.

لو تطرقنا إلى الأضرار الناجمة عن العدوان فيما يخص النظافة ماذا ستقولون؟
– مشروع النظافة أكثر قطاع تضرر من العدوان أولاً بسبب الكثافة السكانية ووجود النازحين، كما تسبب في خسائر كبيرة وتدمير نهائي لمنشأة كانت تقريباً جاهزة وقيد الافتتاح مرتبطة بالمخرجات الخطرة أو الطبية بشكل عام، كما تم قصف المقلب بشكل مباشر والمباني وكذا مشروع النظافة، إضافة إلى تضرر بعض السيارات الخاصة بالنظافة وأيضا باستشهاد بعض من السائقين والعمال، رغم ذلك صمد قطاع النظافة لأنه مرتبط بحياة ومعيشة الناس، وبالتالي نحن نعمل مع قيادة أمانة العاصمة والمجلس المحلي لثبات هذه المؤسسة واستمرار عملها بشكل يومي حتى لا يتأثر المواطنون بأضرار (القمامة) وتراكمها في الشارع العام.

ما هي الصعوبات والإشكالات التي تحد من القيام بأعمال النظافة في أمانة العاصمة على أكمل وجه؟
-موضوع النظافة يسير بشكل جيد إلا أن هناك الكثير من العوائق التي مازالت تحد من الدور المطلوب والتي تتمثل في قلة العمال والمعدات المستخدمة بسبب ارتباط ذلك بوزارة المالية والإجراءات التي تُعرقل الكثير من الأشياء بسبب الموازنة.
فمثلاً عند وفاة عامل لا نستطيع استبداله بعامل آخر إلا بعد موافقة وزارة المالية لاعتماده بأرقام مالية وفي نفس الوقت نتابع تثبيته، والمعدات لدينا ما يقارب 130 معدة وفرامة معطلة في مشروع النظافة تتم صيانتها أولاً بأول ولم تتم استبدالها والعمالة تتقلص والكثافة السكانية تتوسع.

ما هي الخطط المستقبلية للنقابة في مجال تحسين النظافة؟
-من خططنا المستقبلية أولاً زيادة العمالة وتوزيعها على مستوى الشوارع في الأمانة لأنه يوجد توسع وكثافة سكانية، حيث كان سكان أمانة العاصمة حوالي ثلاثة ملايين والآن حوالي سبعة ملايين مع الأحداث.. والعمالة هي نفس العمالة.
كما نطالب بإنشاء هيئة أو مؤسسة لصناديق النظافة لتكون لها الصلاحية الكاملة في النظافة بدون إشراف وزارة المالية.

كلمة أخيرة توجهونها؟
نتمنى تضافر الجهود والاهتمام بالنظافة العامة واستمرارها في الأحياء والحارات والشوارع للحفاظ على المظهر الجمالي والحضاري للعاصمة، كما ندعو الجميع والجهات المعنية المشاركة في حملة النظافة والتعاون في إنجاحها وإعطائها الأولوية في كل شيء.
ونتمنى من المواطنين الالتزام بإخراج المخلفاتهم في الأوقات المحددة أو وضعها في الأماكن المخصصة لها ونرجو من وزارة المالية عدم عرقلة احتياجات النظافة خاصة إصلاح المعدات وتوفير العمالة والمعدات لأن العمالة تتقلص ولا يوجد أي تجاوب أو عمالة مكانها.

قد يعجبك ايضا