السابع من ديسمبر .. تدشين مرحلة ردع جديدة

منير الشامي

رداً على تصعيد تحالف العدوان ومرتزقته خلال الأسابيع الأخيرة وعودة قصف طيران العدوان على العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، التي نتج عنها عدد من المجازر البشعة في حق الشعب اليمني سقط فيها عشرات الشهداء والجرحى من أبناء الشعب اليمني الأبرياء أطفالاً ونساء ورجال، نفذت قواتنا المسلحة عملية السابع من ديسمبر في عمق أراضي العدو السعودي على أهداف حساسة في الرياض وجد] والطائف ونجران وجيزان وعسير بـ25 طائرة مسيرة مختلفة وعدداً كبيراً من الصواريخ الباليستية من منظومات مختلفة
تأتي هذه العملية الكبيرة، كأول عملية بهذا الحجم من بداية العدوان سواء من حيث أهدافها الحساسة أو من حيث حجم أسلحة الردع التي نفذت بها، أو من حيث أهداف العملية الكثيرة التي شملت أهدافاً عسكرية واقتصادية للنظام السعودي في ست محافظات (أو مناطق حسب تسمية النظام السعودي) فهي بحق عملية عظيمة وواسعة ومباركة وتضمنت دلالات كبيرة ومحورية أهمها ما يلي:
أولاً: جاءت هذه العملية المباركة من باب مواجهة “التصعيد بالتصعيد” حسب ما كشف عنه المتحدث الرسمي للدفاع اليمنية وفي الوقت الذي يدعي تحالف العدوان أن غارات طيرانه استهدفت معامل إنتاج الطائرات المسيرة ولم تستهدف منازل مدنيين أبرياء وهو ما ما يجعل من هذه العملية كشفاً لزيف ما يدعيه تحالف العدوان من جهة، ومن جهة أخرى تأكيد لقوى العدوان أن قواتنا المسلحة تمتلك اليوم مخزوناً استراتيجياً ضخماً من أسلحة الردع المسيّر والصاروخي.
ثانياً: نفذت هذه العملية بـ25 طائرة مسيرة وعدد كبير من الصواريخ الباليستية، ربما يفوق عدد المسيرات، وهذه الكمية تؤكد الأهمية العسكرية لهذه العملية، وتؤكد أيضا أن أهدافها أهداف حساسة وهامة ومنتقاة بعناية فائقة جدا وهو الأمر الذي يشير إلى أنها أول عملية من عمليات الوجع الكبير التي حذرت قيادتنا العدو السعودي مراراً وتكراراً.
ثالثاً: توزعت أهداف هذه العملية المباركة في ست مناطق مترامية الأطراف في العمق السعودي، ما يجعل من تنفيذ هذه العملية دليل على تفوق نوعي وكفاءة عالية في التنفيذ لأبطال الصاروخية والمسير، وهذا بحد ذاته يعد إنجازاً استراتيجياً كبيراً في مجال بناء القدرات والتطوير الحربي والعسكري على الواقع الميداني.
رابعاً: تنفيذ هذه العملية العظيمة في هذا التوقيت وبهذا الحجم يؤكد أن قيادتنا دخلت مرحلة تنفيذ العمليات الواسعة وهذه أول عملية منها وأن ما بعدها ستكون أكثر اتساعاً وأشد وجعاً وإيلاماً للعدو السعودي، وهو ما ينبغي أن يأخذه في الحسبان ويفرض عليه إعادة حساباته جيداً وله أن يسأل نفسه، ماذا لو كانت هذه العملية نفذت على هدف واحد كوزارة الدفاع مثلاً أو الميناء النفطي برأس تنورة؟
خامساً: إن هذه العملية من الناحية العسكرية لم تصّنف ضمن عمليات توازن الردع، وهو الأمر الذي يؤكد أنها لم تنفذ على سبيل مواجهة التصعيد بالتصعيد فحسب، بل تؤكد على تحول نوعي في المواجهة والردع وأنها تشير إلى مرحلة ما بعد توازن الردع، وهو ما يدركه الخبراء العسكريون ومراكز البحث العسكري المتخصصة في العالم .

قد يعجبك ايضا