ترجمة عملية لمضامين الأهداف والمقاصد التي أنشأت الهيئة العامة للزكاة من أجلها ، العاصمة صنعاء خاصة والمحافظات اليمنية الحرة عامة تشهد هذه الأيام الكرنفالات الاحتفالية لاحتضان فعاليات مهرجان العرس الجماعي الأكبر من نوعه في تاريخ اليمن والذي يشمل 7200عريس وعروسة في تقليد سنوي دأبت على القيام به الهيئة العامة للزكاة ضمن المبادرات المجتمعية التي تندرج في سياق التصدي للحرب الناعمة التي ترعاها وتمولها قوى العدوان في محاولة منها لمسخ الشباب وضرب نفسياتهم واستهداف الهوية الإيمانية اليمانية والقيم والمبادئ التي نشأ وتربى عليها أبناء المجتمع اليمني ، علاوة على كونها تصب في جانب تعزيز التكافل الاجتماعي في أوساط المجتمع وتمكين من تقطعت بهم السبل وجار عليهم الزمن من إكمال نصف دينهم وتحصين أنفسهم من كافة أشكال الإغراء والإغواء التي تعد من الأساليب الخبيثة للحرب الناعمة التي يشتغل عليها العدوان وأدواته القذرة تحت عناوين ومسميات مختلفة.
7200عريس وعروس إنجاز كبير يحسب لهيئة الزكاة التي أثبتت صوابية وبعد نظر ورجاحة عقل القيادة الثورية والسياسية التي نجحت في إعادة الاعتبار للزكاة وتفعيل دورها وتوجيهها لتصرف في مصارفها الشرعية الثمانية التي تضمنتها الآية القرآنية ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم) بعد أن كانت عرضة للنهب والفيد والاستغلال والعبث ما بين الإيرادات المحلية والمشتركة بخلاف ما أمر الله به عز وجل في الآية الكريمة سالفة الذكر .
باتت الزكاة اليوم بفضل الله وحكمة وحنكة القيادة تصرف للمستحقين لها وهو ما أزعج بعض الأصوات النشاز التي ظلت صامتة عندما كانت إيرادات الزكاة تذهب إلى جيوب النافذين ويتقاسمها رموز الفساد والتسلط الذين جعلوا منها غنيمة ، واليوم وبعد أن بدأ الجميع يلمس أثر الزكاة وتغطيتها للمصارف الثمانية التي أمر بها الله عز وجل تعالت تلكم الأصوات النشاز لتنطق كفرا بعد أن صمتت دهرا، لتهاجم الهيئة العامة للزكاة وتذهب للتقليل من أهمية الأعراس الجماعية التي تقيمها الهيئة والتي تستهدف الفئات الأشد فقرا والأكثر حاجة للعون والمساعدة للزواج ولا أعلم ما هي الخطيئة التي قامت بها الهيئة العامة للزكاة بتبنيها لمشاريع تزويج الشباب من الفقراء وأبناء الشهداء والجرحى والنازحين وغيرهم من الشرائح المستهدفة بحسب المصارف الشرعية ؟!!
شاهدنا العديد من الفقراء الذين تجاوزوا مرحلة الشباب دون أن يتمكنوا من دخول عش الزوجية بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة البعض وصلت أعمارهم إلى ما يقارب الخمسين عاما ، وجاءت الهيئة العامة للزكاة من خلال مهرجانات الأعراس الجماعية لتخرجهم من حالة اليأس والإحباط التي هم فيها والأخذ بأيديهم لتحقيق حلمهم الذي طال انتظاره ، وإنهاء معاناتهم التي طال أمدها ، وهذه نعمة تشكر القيادة الرشيدة وهيئة الزكاة عليها ، ولا يوجد في هكذا مشاريع ما يستدعي مهاجمتها والتقليل من أهميتها ودورها على الإطلاق ، ولا يوجد ما يبرر الهجمة المسعورة التي تشن على الهيئة وقيادتها وخصوصا إذا ما توقفنا بإمعان أمام قائمة المشاريع والمبادرات المجتمعية التي تنفذها وتقوم بها هيئة الزكاة والتي دائما ما تصب في تعزيز عوامل التمكين الاقتصادي والتكافل الاجتماعي للمستحقين للزكاة .
بالمختصر المفيد، شاهدنا هيئة الزكاة من خلال مشاريعها ومبادراتها الفاعلة والملموسة ، شاهدناها حاضرة في دعم المؤلفة قلوبهم في المناطق التي تم تطهيرها من دنس المرتزقة ، ومن خلال دعم المعسرين من السجناء والغارمين ، ومن خلال دعمها لمن تقطعت بهم السبل من طلاب العلم أصحاب المنح والمرضى العالقين في الخارج ، وشاهدناها من خلال مشاريع التمكين الاقتصادي للشباب والفقراء ودعمها ورعايتها للمبتكرين والمبدعين ورعايتها لمهرجانات الأعراس الجماعية ضمن جهودها لتيسير المهور وتحصين الشباب، وشاهدناها في دعم القطاعات والمجالات الخدمية المرتبطة بصحة وحياة المواطنين وفي مقدمتهم أصحاب الأمراض المزمنة من الفقراء وذوي الدخل المحدود ، وهي تدخلات تشكر عليها القيادة والهيئة ، ولا عزاء للمأزومين وأصحاب الأصوات النشاز من ( لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب) .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، ووالدينا ووالديكم ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله