تتزايد حسرات مناضلي وشرفاء الوطن على نضالهم الذي أهدرته عصابات7/7 الدموية التي باعت نفسها لشيطان الريال السعودي والدرهم الحماراتي.
عشية الذكرى 54 للاستقلال الوطني لجنوب الوطن الذي تحقق بالعرق والدم يتبجح السفير السعودي الحاكم الفعلي للاحتلال في عدن، ويصول ويجول وتحت جزمته تنبطح عصابات الارتزاق، تسبح بحمد الريال السعودي والدرهم الإماراتي، ومن بقي على قيد الحياة من المناضلين الممسكين بجمر المبادئ يعانون شظف العيش؛ مقطوعة رواتبهم، بل إن هذه الرواتب لم تعد تفي بقيمة الخبز الجاف.
اليوم، لم يبق من الاستقلال والتضحيات التي قدمها ثوار التحرير إلا الحسرات والندامة، فالمحتل وعصابات الارتزاق أجهضوا كل شيء على مستوى اليمن بكاملها، حتى مقابر الشهداء وأضرحة المناضلين تم الاعتداء عليها، كما تم تصفية كل المكاسب التي بناها الكادحون اليمنيون بالجهد والعرق والدم، وتحويلها إلى فيد لرؤساء العصابات التي انقلبت على الوحدة وسهّلت عودة الاستعمار والاحتلال، ومحت الهوية الوطنية الثورية لليمن شماله وجنوبه.
في الذكرى 54 للاستقلال المجيد نتذكر أولئك الشهداء الأبطال الذين رووا بدمائهم أرض الوطن وسقوا شجرة الحرية وعمدوا الاستقلال بالدم، كل تلك المنجزات التي اجترحها جيل الثورة فرّط بها الأقزام الذين شربوا لبن الخيانة من أعداء الوطن، واتبعوا الشهوات، وأوصلوا الوطن إلى ما هو عليه اليوم من تمزق وهوان وعيشة ضنكا، واحتلال جاثم على الصدور، وقتل ودمار.
ضاع الاستقلال وضاعت السيادة والحرية، وسقط مشروع الاستقلال والدولة الوطنية والسيادة.
اليوم، محتاجون إلى أكثر من ثورة لاستعادة ما فقده الوطن وإخراج المستعمرين الجدد الذين دمروا البلاد وقتلوا العباد وأنهكوا الاقتصاد وصنعوا كارثة الجوع والتجويع.
كان ثوار أكتوبر وسبتمبر يتسابقون على التضحية والنضال واجتراج المآثر البطولية؛ واليوم أبناء الجيل المسخ يتسابقون على الارتزاق والعمالة وقتل إخوانهم وأبناء جلدتهم، وتقبيل أحذية الاحتلال والسقوط تحت نعال أمراء وأميرات النفط.
بعد سنوات من الكفاح ونيل الاستقلال، وبعد 54 عاماً من هذا الاستقلال ها نحن نعود إلى نقطة الصفر، وإلى احتلال جديد هو أوسخ وألعن من سابقيه.
كل ذلك بسبب التآمر السعودي الذي وجد له مجاميع حقيرة من المرتزقة تمد أيديها، وتبيع شرفها؛ أرضها وعرضها.
وما كان هذا ليتم، أو نصل إلى هكذا وضع لولا هذه الشراذم الحقيرة التي تخلت عن كل القيم الوطنية والدينية وارتمت في أحضان الأعداء.
كانت حرب 94 هي الكارثة التي أوصلت اليمنيين إلى هذا الوضع الأكثر من كارثي.
اليوم معظم اليمنيين يعيشون على التسول، ولا يقدرون على إعالة أنفسهم، ولولا صدقات المنظمات الدولية لكان الكثير من الناس قد ماتوا جوعا.
وفوق هذا تمتد أيادي المرتزقة لسرقة الإغاثات والتحايل على مخصصات الفقراء.
انتهى الاستقلال وانتهت السيادة، وأصبح اليمن ممزقاً بين أكثر من عصابة وفوق هذا تسمع من يدّعون تمثيل اليمنيين وينعقون باسم الاستقلال وذكرى الاستقلال وبدون حياء والبلد محتل وممزق، والكارثة لم تستثن أحداً.
لقد غيّب الريال السعودي والدرهم الإماراتي عقول المرتزقة فلم يعودوا يفكرون تفكيرا سليماً.
إنجّروا وراء الأهواء في طريق له أول وليس له آخر.
سبع سنوات من القتل والدمار والحصار والتجويع ومازال البعض مصراً على المضي في طريق الباطل، وإلى أن يصحو هؤلاء يكون الوطن قد خسر الكثير من القدرات والإمكانيات.. فهل من مدكر؟!