نســاء: نحاول تغيير الروتين ولكن أزواجنا لا يريدوننا ونفكر بالانفصال

أزواج: المرأة تدمر الحياة عندما لا تعرف متى تشكو وتصرخ

ضغوط الحياة – الأرق- القات.. أهم الأسباب

تحقيق : زهور السعيدي

صمت .. فتور .. رتابة زوجين بلا أرواح أو عواطف يعيشان مع بعضهما حياة جافة تفتقر للكثير من الجوانب العاطفية التي من شأنها إطالة أمد السعادة .
. بيوت تفتقر إلى الضحك أو السرور .. زوجان لا يتكلمان مع بعضهما .. الظروف فقط هي من تجبرهما على العيش تحت سقف واحد وسط اجواء من الصمت الرهيب
هكذا تبدو الكثير من المنازل اليمنية بسبب انشغال أربابها رجالا ونساء على حد سواء وعدم إعطاء كثير من الأزواج لهذه الجوانب الاجتماعية أي أهمية. إضافة إلى افتقار بعضهم لثقافة الحب والرومانسية ما يجعل الفتور طاغيا على الزوجية ومصدر دائم لخطر يتربص شرا باستقرار البيوت والعائلات

“حياة مريرة “
” كل ما يجمعني به وجبة الغداء أو مشكلة سببها الأطفال أو حاجة ألبيها له , لم اعد اعرف شكل الابتسامة منه ولم يعد يسألني عن احتياجات الأبناء أو المنزل .. تقاسيم وجهه توحي بالغضب الدائم. وقته في المنزل يقضيه أمام التلفاز .. تكاد الكلمات تنحصر من أربع إلى خمس كلمات بيننا في اليوم بأكمله ” .
كلمة طيبة
بهذه الكلمات البسيطة والمعبرة تلخص فاطمة اسعد حياتها الزوجية وتضيف هذه السيدة وهي في العقد الثالث من العمر: بعد مرور 10 سنوات على الزواج باتت حياتنا الزوجية أشبه ما يكون بمشهد درامي مكرر بشكل يومي ممل.
وتستطرد فاطمة وهي أم لأربعة أولاد : أحاول الاعتناء بزوجي والظهور إمامه بأحسن هيئة ممكنة وإصلاح علاقتنا الزوجية ولكن لا اعلم ما حدث له أصبح دائم العبوس والغضب وعندما انتقد هذا منه يقول ” الأوضاع والمشاكل في البلاد وقلة العمل كلها تبعث على ذلك وكيف تريدين أن أضحك وابتسم وأسر¿” يأتيني بالعديد من الأسباب التافهة فيسكتني بها وقد أصبحت حياتنا في غاية الصعوبة لدرجة إني أصبحت أظن انه لا يريدني وأولاده .
أما اروى العديني وهي ربة بيت وأم لطفلة فتقول : خمس سنوات هي فترة زواجي وأفكر بالانفصال عنه فلا تكاد تجمعني به كلمة طيبة يدخل من البيت يصيح ويلعن ويخرج في نفس الحال حتى الأكل لا يريد أن يأكل معي ومع ابنته التي تبلغ 3 سنوات لم أتوقع منه هذه المعاملة فقد كنا سعيدين جدا تغمرنا الفرحة والسعادة وإذا به شيئا فشيئا يتغير ولا يطيق الجلوس في المنزل وان جلس فإنه يمارس هواياته “السب والشتم بلا أسباب” وكثيرا ما ينتابني شعور بأني لم استطع أن أكون ربة بيت ناجحة ولم اقدر على المحافظة على زوجي بما انه بهذا الطبع السيئ. أحاول أن أكون صبورة والبي كل ما يطلبه ولكن دون فائدة فأخلاقه السيئة في تطور كما ان علاقتنا بدأت بالانتهاء تماما ..
تصرفات المرأة
محمد غانم-تربوي- فيرجع أسباب الفتور والملل بين الزوجين إلى المرأة نفسها ويتهمها بأنها مقصرة ولا تستطيع التعامل الصحيح مع الرجل ويقول : اعتقد ان المرأة هي من توصل الرجل إلى التصرفات السيئة والخبيثة فمثلا أعود من المدرسة بعد قضاء وقت طويل من التعب والإرهاق والصياح في المدرسة ثم أصل إلى المنزل لأجد قليلاٍ من الراحة والهدوء فيما تستقبلك المرأة بالمشاكل مشاكل الأطفال وطلبات المنزل كأنك تقابل وحشا أمامك تنهار عليك بوابل من الأسئلة ومن الطلبات فكيف ستكون مبتسما سعيدا مع كل ذلك ¿ وكيف سينبعث السرور إليك .
ويوافقه في الرأي علي سليمان سائق تاكسي : أحيانا المرأة تكون سببا لدمار الحياة الزوجية وتحطم العلاقة الأسرية فهي لا تعرف الوقت المناسب للمزاح ولا للصياح فتريدك دوما في المنزل متناسية المشاغل الجمة التي تقع على عاتق الرجل والتي من شانها تكون سببا لغضبه وضيق صدره.
نوم وأرق
أكدت الدراسات الحديثة أن الحرمان من النوم والأرق الشديد يصنع حالة من الفتور والملل بين الأزواج بينما يكون الشركاء الذين ينعمون بقسط وافر من الراحة وليال طويلة من النوم الهادئ أكثر قدرة على التفاهم وتشجيع بعضهم البعض.
ويشير الدكتور أبو امجد السعيدي أخصائي علم النفس من قسم الإرشاد النفسي بجامعة صنعاء إلى أن الفتور والملل بين الزوجين قد يؤدي إلى نهاية الحياة الزوجية لأن الرتابة بينهما إذا لم تعرف أسبابها ويتم تفاديها فإنها تؤدي إلى الكثير من المشاكل الكثيرة التي ستعصف بالحياة الزوجية وبالعلاقات الأسرية ويحدث ذلك بعد تراكم المشكلات بين الزوجين وعدم قدرة الطرفين على حلها وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى فتور العلاقة بين الزوج والزوجة منها الانشغال الكبير من قبل الزوج أو الزوجة أيضا فمثلا تجعل الزوجة وقتها كلها لأطفالها متناسية زوجها الذي يريد أيضا بعض الاهتمام بحيث يشعر الزوج في هذه الحالة أن المرأة أصبحت لا تهتم به أيضا فإن شغل الرجل وغيابه الدائم عن البيت قد يكون سببا رئيسيا في الرتابة والفتور بينه وبين شريكة حياته فإنه طوال الوقت غائبا ومنشغلا ثم يعود للنوم متناسيا أن الزوجة أمانة لدية وعليه المحافظة عليها ومراعاتها وشكرها والثناء عليها بالكلام الجميل فالمرأة ان وجدت كلاما رائعا وشكرا من الزوج فإنها ستعطيه سعادة لا حدود لها .
القات يدمر الأسرة
ويضيف : يعتبر القات أيضا سببا رئيسيا لدمار العلاقة بين الزوجين فتجد الزوج مثلا لا يطيق من يتحدث اليه بعد القات حيث يؤدي مفعوله إلى كثير من الهواجس التي تصيب من ابتلعه وكذلك فإن الشخص المدمن على القات يصبح في غاية الغضب والعصبية ويتحول في معظم الوقت إلى وحش صامت قد يتفجر في أي لحظة. أيضا فالعلاقة السيئة بين الزوجين تؤثر تأثيرا كبيرا على الأطفال فيتجه الطفل إلى العنف والسرقة والتصرفات السيئة وتولد لديه مشاكل كبيرة فيحس بعدم الاستقرار والأمان كما تشير الدراسات إلى ان هناك الكثير من العواقب التي تولدها الظروف غير المستقرة بين الزوجين على الأطفال ويتولد لديهم حرمان وإحباط وصراع ويصبحون أكثر عرضة للانحرافات السلوكية والاضطرابات النفسية
حلول ومعالجات
الاختلاف أساس الحياة
المستشارة الأسرية حنان احمد سالم قالت أن مسألة الفتور والروتين هي المشاكل الأغلب في البيوت اليمنية وتقول : هناك الكثير من الحالات اليومية الكثيرة التي تأتي إلى طالبة الحلول لهذا الروتين الرتيب في منازلهم.. ولا بد أن يدرك الزوجين أن الاختلاف هو أساس الحياة ولكن الخلاف الذي يستمر ويكبر ويؤدي إلى المشاكل المستمرة التي من شأنها أن تجعل الرتابة والإحباط هي الرباط بين الزوجين بدلا من الحب والرحمة فإن هذا ينذر بكارثة حقيقية على استمرار السعادة والحياة بين الزوجية وعلى الزوجين أن يتفاديا ذلك الفتور بحيث يحاولا تجديد حياتهما الزوجين بالعديد من الطرق أولها أن يجلسا إلى بعضهما ويتيح كل للآخر فرصة للكلام وشرح جوانب التقصير بحيث يتقبل كل منهما خطأه ويتفاداه وعلى الزوج أن يجعل للمرأة الفرصة لكي تتكلم وتخرج ما في قلبها وان لا يسكتها حتى تنتهي من حديثها كما أن السفر وتغيير المكان من أهم الحلول تجاه الفتور الزوجي فإما أن يسافرا معا إلى أي مكان أو احدهما بحيث يتيح للآخر التفكير ومساحة من الحرية التي يعيد فيها التفكير مع نفسه. أيضا على المرأة أن تحاول الهدوء واستيعاب الزوج ومعرفة الوقت المناسب للطلبات وعليها أن تغير من نفسها وتتزين لزوجها قدر استطاعتها وعلى الزوج أيضا أن يجعل تقديرا المرأة أمام عينيه فالمرأة هي الأم وهي المربية وهي المدرسة وتتحمل الكثير من الأعباء فعليه أن يحترمها ويحسن معاملتها ويطريها بالكلام الجميل ويشعرها انه مهتم بها .
و على الزوجين ان يتساعدا معا لإنجاح حياتهما الزوجية والمحافظة على أطفالهم وبيتهم من الضياع فعلى الطرفين التنازل والصبر ومراعاة الآخر والقناعة .

قد يعجبك ايضا