الثورة / وديع العبسي
لم تعد مسألة التصعيد الأمريكي في العدوان على اليمن من باب التكهنات، فإلى جانب ما كشفت عنه تصريحات الخارجية الأمريكية، والمبعوث الأمريكي في هذا الشأن مع تقدم الجيش واللجان الشعبية في جبهة مارب، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال بوضوح عن توجه أمريكي نحو التصعيدِ في اليمن، لمساعدة دولة العدوان السعودية التي تكبَّدت وتتكبد خسائل متواصلة وكبيرة في اليمن.
الصحيفة أكدت أن النظام السعودي يطالبُ الإدارةَ الأمريكية بتقديم المزيد من الدعم، في الوقت الذي واصل فيه المبعوثُ الأمريكي إلى اليمن التحريضَ وتبريرَ استمرار العدوان والحصار.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين سعوديّين طالبوا إدارة بايدن بتقديم المزيد من الدعم الاستخباراتي والعسكري لمواجهة الضربات الصاروخية والجوية التي تتعرض لها السعوديّة، وهو أَيْـضاً ما توضّحه مجرياتُ الواقع.
وقالت الصحيفة: إن هناك مسؤولين في إدارة بايدن يدفعون باتّجاه تكثيف الدعم العسكري الأمريكي للنظام السعوديّ، ويحثون بايدن على التخلي عن «القيود» التي كان قد أعلنها.
وأشَارَت الصحيفة في هذا السياق إلى أن إدارة بايدن قد وافقت بالفعل على صفقات بأكثرَ من مليار دولار، لمبيعات عسكرية للنظام السعوديّ، تشمل دعمًا «هجوميًّا»، وهو ما يكشف مجدّدًا زيف إعلان بايدن عن «إيقاف الدعم الهجومي» للسعوديّة.
بالتوازي، جدد المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ في مقابلة مع صحيفة «ذا ناشيونال» اتّهاماتِه لصنعاء بعرقلة السلام، وهو الادِّعاءُ الذي تستخدمُه الولاياتُ المتحدة كمبرّر لاستمرار العدوان والحصار.
وكرر المبعوثُ الأمريكي التلويحَ بمقولاته «الإجماع الدولي» و”العقوبات” بقصد ابتزاز الجانب الوطني مِن أجلِ دفعها نحو الاستسلام، ووقف العمليات العسكرية في ماربَ والضربات الجوية الصاروخية على العمق السعوديّ.
وتؤكّـد تصريحات ليندركينغ، وما نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، التوجّـه الأمريكي نحو التصعيد عسكريًّا وسياسيًّا، وزيفَ كُـلّ دعايات ومزاعم «السلام».
مخاوف سعودية
من جهة ثانية وعلى صعيد تداعيات الهزائم التي يتلقاها تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، أكدت مجلة ايكونوميست Economist البريطانية الناطقة باللغة الإنجليزية أن السعودية في مأزق حقيقي ولا تستطيع إيجاد مخرج من اليمن، وإن انسحاب قواتها من الحديدة يبرز معاناتها العسكرية.
وأكدت أن هذا الانسحاب كان مفاجأة للجميع، حتى لمراقبي الأمم المتحدة الذين تم نشرهم 2018، وهذا يمثل تحولاً كبيراً في خطوط القتال الأمامية».
وأشارت إلى أن انسحاب السعودية لم يكن خياراً استراتيجياً، إنما جاء متأثراً بانسحاب الإمارات، حيث كانت الحديدة ذات يوم من أولويات السعودية، وقد يكون استعداداً للمعركة الأكبر التي تحدث في مارب حيث يتحرك السعوديون لتعزيز دفاعاتهم الحدودية مع تقدم القوات اليمنية السريع في مارب».
ورأت ايكونوميست وهي أكبر مجلة اقتصادية عالمية أن سيطرة القوات اليمنية في صنعاء على مأرب سيكون بلا شك انتصاراً استراتيجياً، ويبدو أنهم يتقدمون على الأرض بشكل واضح في المقابل يزداد السعوديون يأساً لإنهاء الحرب ولو لأسباب تتعلق بمصالحهم الشخصية فقط، وأصبحوا حريصين على تقليص خسائرهم، لكنهم لا يستطيعون إيجاد طريقة للقيام بذلك».
وأضافت: «كانت الحكومة السعودية تروّج لشعبها عام 2015 بأن حرب اليمن ستكون نزهة سريعة، لكن نزهتها تحوّلت إلى مستنقع، وكلفت المملكة مليارات لا حصر لها، وألحق الضرر بعلاقاتها الخارجية».
عواقب وخيمة
من جهة ثانية، سجلت سوق الأسهم السعودية أمس الأول الخميس أكبر خسارة أسبوعية لها منذ أكثر من عام في أعقاب عملية الردع الثامنة للقوات المسلحة اليمنية على عدة أهداف حيوية وعسكرية وحيوية في الرياض وجدة ومناطق مختلفة بالمملكة.
وذكرت وكالة رويترز Reuters أن البورصة السعودية شهدت أكبر خسارة أسبوعية لها منذ أكثر من عام، بعد أن تخلت عن مكاسبها المبكرة لتنهي منخفضة.
وأضافت أن الهبوط المفاجئ والخسائر التي تلقتها البورصة السعودية يأتي «في أعقاب هجمات القوات المسلحة اليمنية في 20 نوفمبر الجاري بطائرات مسيرة في عدة مناطق من المملكة، بما في ذلك منشآت أرامكو في جدة».
وأكدت إغلاق البورصة السعودية أمس الأول الخميس منخفضة مسجلة رابع خسارة أسبوعية وأكبر خسارة لها منذ أكتوبر 2020، في حين كان تداول بورصات خليجية أخرى متفاوتا.
وهي تداعيات جاءت على أثر تنفيذ القوات المسلحة عملية توازن الرداع الثامنة.
وكان متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أعلن السبت الماضي الموافق 20 نوفمبر عن تنفيذ القوات المسلحة اليمنية عملية الردع الثامنة بقصف عدد من الأهداف العسكرية والحيويةِ التابعة للعدو السعودي في الرياض وجدة وأبها وجيزان ونجران بأربع عشرة طائرة مسيرة.
فيما نبه العميد سريع في الـ18 من الشهر على أنّ «هذا التصعيد ستكون له عواقب وخيمة»، وأنّ «على قوى العدوان تحمُّل نتائجه».
التورط الأمريكي بلسان أهله
وسائل إعلامية أمريكية، أكدت في وقت سابق مشاركة أمريكا في العدوان على اليمن فأكد موقع “التورنت” الأمريكي، على أن السعودية ليست المسؤولة الوحيدة عن ارتكاب الجرائم في اليمن بل تشاركها أمريكا ودول أخرى.
وكشفت مجلة “ذا ويك” الأمريكية في تصعيد سابق شهده الساحل الغربي، عن دعم أمريكي للتصعيد العسكري الأخير في السواحل الغربية لليمن، والاستهداف المستمر لميناء الحديدة، وكشف موقع “جلوبال ريسيرش” الأمريكي إن العملية هي مخطط لتدمير الأمة العربية، وإغراقها في حروب أهلية، بأيدٍ عربية، تنفيذاً لخطط أمريكية صهيونية، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية خبر أكدت فيه مشاركة قوات خاصة أمريكية في مساعدة السعوديين على تدمير ما أسمتها مخابئ الصواريخ في اليمن، حيث قالت الصَّحيفة في تقرير “أن قُوات أطلقت عليها اسم “القُبَّعات الخضراء” انخرطت في مَعارِك في شمال اليمن ضِد قُوات “أنصار الله، شارك الطيران الأمريكي في استهداف اليمنيين تحت شماعة استهداف مخابئ الصواريخ.
ونشرت مجلة «بيز فيد» BuzzFeed News الأمريكية عام 2018 تقريراً بعنوان: هذا الأمريكي يعمل كجنرال لجيش أجنبي متهم بجرائم الحرب في اليمن.
كشف التقرير أن جيش الإمارات يدار بقيادة ضباط أمريكيين كبار، وأن قُـوَّة الطيران الإماراتية يقودها الجنرال الأمريكي ستيفن توماجان الذي يتواجد في اليمن، متهمة إياهم بالمشاركة في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين اليمنيين، وأوضحت أن ستيفن توماجان يتواجد في اليمن للإشراف على تنفيذ العمليات الجوية، مشيرة أنه يدير فرع المروحيات العسكرية الإماراتية التي تقوم بعمليات عسكرية في العدوان على اليمن والمتهمة بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين.
فيما نشر الموقع الأمريكي المستقل «تروث اوت» 6 أكتوبر 2019 تحليلا إخباريا أورد فيه القول: إن التحالف الذي تقوده السعودية مذنب بارتكاب جرائم حرب منهجية في اليمن، والولايات المتحدة تتحمل المسؤولية القانونية بسبب استخدام الأسلحة التي تم شراؤها من الولايات المتحدة في الحرب ضد اليمن.. كما ذكر التحليل أن منظمة العفو الدولية قامت بتوثيق انتهاكات السعودية لقوانين الحرب في اليمن وأعلنت صراحة استهداف متعمد للمدن والمدنيين في اليمن، ووثقت أيضا مسؤولية الولايات المتحدة في جرائم الحرب التي ارتكبت في الغارات الجوية على اليمن، حيث قامت أمريكا بتزويد السعودية بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً.