مـــولـــــد الـــــنـــــور

درهم المنتصر

أشرق الكون فجأةً وتبسم
مستنيراً في دربه كل مَعْلَم
وكذا الأرضُ قد غدت كعروسٍ
بانتظار لا زال بالشوق مُفعَم
صاحبيا!! ماذا جرى أخبراني؟
أيُّ أمرٍ في خافقي لستُ أعلم
لحظةٌ في خِضَمِّها معجزاتٌ
قد أبانت للدرب ما كان مُبهم
فلماذا نار المجوس تلاشت؟
ولماذا إيوانـُ كسرى تهدم؟
صاحبيا!! قفا هناك مليّاً
واتْرُكاني مالي بكما أي مغنم
إنْ سُئِلتُم ما بال قلبي يَهْفُو
. أخبروهم أنِّي به مُتَيَّم
حُـبُّـه صـار للفــؤاد دواءٌ
حب طه يزيح عن كاهلي الغم
قلت أهلاً ومرحباً بقدومٍ
. إبتهاجاً به، فيا خير مَقْدَم
خيرُ بشرى تُزَّفُ للأرض أن قد
. ولد المصطفى النبي المعظّم
جاء بالنور هاديًا وبشيراً
ونبيّاً من بعد عيسى بن مريم
سيدُ الخلق يا أمير البرايا
أنت نورٌ لنا إذا الليلُ أظلم
يا حبيبي وسيدي ونبيي
وشفيعي يوم الخلائق تُزحَم
يا حبيبي إن اليمانين أضحوا
في ربيعٍ كالزرع ينمو ويلتم
إن ذكرى ميلاد طه سيبقى
مهرجاناً فيه النفوسُ تُرَمَّم
رفع الله ذكر طه وأعلى
شأنه ها هُنَا وفينا يكرم
إن صنعاء وما بها من جروحٍ
تلبس اليوم حلةً تترنــم
إحتفالاً بيوم مولد طه
كعروسٍ تُزَفُ فيه وتنعم
أتـُزَفِّي صنعاء؟ والجرح ينزف
فأجابت ذكراكَ للجرح ِ بلسم
يا نبي الهدى أتينا لِنُحيِّي
ما أماتَ الأنجاسُ فينا وأعدم
قد أتينا في حضرةٍ أنتَ فيها
بدرُنا الساطعُ الذي نورَهُ تم
لو توارى الطلاءُ والحبرُ عنَّــا
لكتبنا لبيك لبيك بالدم
يا حبيبي نشكو إليك أناسٌ
حاصرونا وقتلوا الناس نُوَّوَم
أنت تدري ما أحدثوا قومُ هندٍ
ويزيدٍ وشمرهم وابنُ ملجم
يا حبيبي إنّ قريشاً تمادت
في بلادي وأحرقت كل معلم
سيدي!!هذه قريشٌ أتتــنا
تقتلُ الشعب بالسلاحِ المحرّم
أيقضتنا أحقادُهُم مِن سُباتٍ
فصنعنا من حقدِهم ألفُ منجم
سنُريهم آياتنا مُبْصِرَاةٌ
نقهر المعتدينَ والبادئ اظلم
سنُريهم آياتُ شعبٍ تجلَّت
نسجت للعدوِ موتاً محتَّم
سيُريهم زلزالُ ماذا صنعنا
وسيحكي ثاقب وصمادُ ينهم
سلّ بركانُ سيفَه حِمَماً من
بأسنا واللظى على الخصم دمدم
يا صواريخنا عليهم فهُبِّي
صوبَ نجدٍ وأحرمي مِن يلملم
إجعلي نجدَ يا منصاتَ قاهر
كرمادٍ أو قطعةًمن جهنم
واكسري قرنهم وقرن أبيهم
هل سيبقى!في يختِهِ يتنعم
كيف يبقى وقد أحل دماءاً؟
في بلادي بريئةً تتألم
كيف يُنسى ظلمُ ابن سلمان فينا
كيف نَنسى وفي الحشى نار تُضْرَم
يا حبيبي إن اللئام أستباحوا
وأباحوا في مكةَ العيبَ الاثْلَم
قد أباحوا البارات والسحت فيها
للنصارى ولليهود لتنغم
قدمُّوا الخمرَ سيدي للنصارى
بعد أن كاسروه من ماء زمزم
يا حبيبي مناسك الحج صارت
مرتعاً للئامِ واللهُ أعلــم
إنّ هذا من فعل آل سعودٍ
يا إلهي وما خُفِي كان أعظم
يا إلٰهي أنزل عليهم عذاباً
مثل عادٍ وقوم لوطٍ والاشرَم.