نيران فحمان تحرق الأزرق والأحمر

أحمد مظفر

 

 

أحرقت نيران فحمان الكبار في بطولة الكبار لكرة القدم, والتهمت بطولة الدوري بجد ومثابرة وبعزيمة وإصرار, وأهدت فحمان ونجومه لقب البطولة والميداليات الذهبية في عز النهار وخلفت على وجوه الكبار السواد!! ..
فحمان أفحم الوحدة في النهائي وأهلي صنعاء في مربع الذهب بضربات الحظ التي أفرحت جماهير أبين وأترحت العيون الحمراء والزرقاء في العاصمة صنعاء..
فحمان الحصان الأسود في الدوري, خالف التوقعات وكسب الرهان ولم يعترف بمسميات فرق الكبار أو أنها الوحيدة التي من حقها فقط الفوز بالدوري, عندما قال نجومه نحن هنا أمام لاعبي الأهلي والوحدة الصنعانيين منذ علو كعبه في مربع الذهب – دور نصف النهائي – المؤهل للفاينل..
ففي الفاينل حقق الفحمانيون مبتغاهم وهزموا فريق وحدة صنعاء بركلات الترجيح وانتزعوا منهم الدوري أغلى بطولة في اليمن مسجلين مفاجأة من العيار الثقيل..
مفاجأة مدوية ثانية أتت عقب مفاجأته الأولى الصريحة الفصيحة التي أطلقها في وجه أهلاوية صنعاء وفاز عليه في لقاء نصف النهائي وتأهل على حسابه إلى النهائي حارماً الإمبراطوريين الحمر من الفوز بالدوري بطولتهم المفضلة وأصحاب أعلى نصيب في الفوز بالألقاب المتوالية..
وهو ما جعل الفحمانيين يعتبرون الفوز على الأهلي بطولة في حد ذاتها فجاء الوحداويون يسلمون لهم اللقب وميداليات الذهب على طبق من ذهب وتركوا الفضة والبرونز لمن هم خلفهم..
وحينها صرخت الجماهير الرياضية: يا سيئون دوري دوري.. فحمان بطل الدوري.. جملة أعادت للأذهان تلك العبارة التي نشرت على صدر صفحات صحيفة الرياضة – صحيفة كل الرياضيين والشباب (يا صنعاء دوري دوري الأهلي بطل الدوري)- بعد فوزه ببطولة الدوري في أحد دوريات التسعينيات وظل بطلا للدوري بالتخصص وصاحب أعلى نسبة بالفوز به وامتلك الدرع للأبد ثلاث مرات..
وأعيد واكرر تلك العبارة اليوم احتفاء بفريق فحمان بطل الدوري العام لكرة القدم وتكريما لمدينة سيئون الطيبة التي استضافت منافسات الدوري بصدر رحب وجماهيرها الكرماء الذين شجعوا وآزروا الفرق بروح رياضية دون تعصب لألوانها..
فحمان البطل المتوَّج وعريس دوري هذا الزمن.. دوري آخر نسخة.. وآخر موديل تحقق بشق الأنفس وبأطول نفس وبأعلى المفاجآت التي عادة ما تتحقق مع المستديرة الدوارة..
فحماني الأبيني كسب الرهان وخالف رهان من لم يرشحوه بطلا للدوري منذ أول انطلاقه له, فاز بالبطولة في معركة النفس الطويل, متخطيا عوامل الزمان والمكان, ومستغلا عاملي الأرض والجمهور, ومتفوقا على بعيدي الديار الأهلي والوحدة, منتزعا منهما الدوري ولسان حالهما يقول: كسبنا الخيبة أيها اللدود الجار..
فتى الأندية اليمنية (فحمان) صال وجال بنجومه في محافظتي حضرموت وشبوة في المجموعة الأولى من الدوري موشحا أجواءهما باللون الأحمر القاني اجبر خصومه على الاعتراف بأحقية الابيني في التتويج بالدوري اليماني وفي ملعب سيؤن بعزف كروي منفرد وبالغناء زفوا له التهاني بعبارات الدان الحضرمي وحمينيات صنعاني..
فوز شياطين حمرأبين (بالدوري) الواعدين الوافدين من الدرجة الثانية انجاز يحسب للاعبي الفريق ومدربهم الكابتن محمد البعداني ولإدارة فحمان الذين عرفوا كيف يأكلون الكتف ويثبتون بأن كرة القدم لا تعترف بالكبار أو الصغار أو بالنص نص, وهي تعطي من يجد ويتعب معها ولها, وان السمعة والإمكانيات لا تمنحان بطولة..
إعلام وجماهير الوحدة والأهلي واغلب الأقلام رشحوا الإمبراطور والزعيم الصنعانيين للفوز بالدوري, ولا سواهما الأحق به, تبعا للإمكانيات والسمعة والشهرة التي يتمتعان بهما عن باقي الأندية..
لن أقيِّم الدوري إيجابا أو بالسلب ولن ابحث عما جرى في الكواليس أو ما تم في الغرف المغلقة, والمهم هو الاحتفال بفحمان البطل المتوج بالدرع, والأهم لدينا انه أقيم وتدحرجت كرة القدم على بساط الصدق, وبانطلاقته توارت التأجيلات وتلاشت الوعود العرقوبية..
كم تمنت الجماهير الغفيرة مشاركة فرق أندية عدن التلال, الوحدة, الشعلة في الدوري, لما لها من نكهة خاصة ومتابعة جماهيرية واسعة, وكم منينا النفس منها بعدم ممارستها لتعطيل انطلاق الدوري الذي اشتهرت به في المواسم الرياضية السابقة..
الدوري الممنوع من الصرف لم يقصِّر زملاء الحرف من نقل أحداثه من ميدان التنافس عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والتواصل الاجتماعي والتي من خلالها عرفنا كيف توج فحمان ببطولة الدوري وكيف حاز على لقب البطولة..

قد يعجبك ايضا