ثمة أسباب لانسحاب قوات المرتزق طارق عفاش من الساحل الغربي .
من المحتمل أن عملية الانسحاب ليست بقرار من المرتزق طارق، بل في اعتقادي أن مهندسة القرار هي دول الرباعية + إسرائيل وبتنسيق مسبق مع سماسرة الأمم المتحدة ولهذا تزامن الانسحاب مع المناورات المشتركة لأمريكا وإسرائيل + البحرين والإمارات في البحر الأحمر لخدمة الناتو وتل أبيب مع أن معنويات طارق ومرتزقته منهارة نتيجة تصدع قوى العدوان في مارب وغيرها ونتيجة لذلك توج الانسحاب بارتكاب جريمة قتل الأسرى، والإيضاح كالتالي:
أولا : كافة المعطيات توحي بأن التنسيق بين طارق عفاش ووكلاء الاستخبارات الغربية + إسرائيل إضافة للإمارات وبتعاون من سماسرة الهيئة الأممية قد بدأت منذ الفترة الماضية أي منذ أن بدأ يضع قدمه على الساحل الغربي لكونه منفذاً فقط وعملية الانسحاب هي بقرار من نفس هذا الكوكتيل، وإلا لماذا تم الانسحاب بالتزامن مع مناورات الأمريكان وإسرائيل في البحر الأحمر وزيارة المبعوث الأممي لهذا المرتزق.
ثانيا . الانسحاب جاء بعد الهزائم التي تجرعها تحالف العدوان في مارب الذي لم يستطع إيقاف صنعاء عن استكمال تحرير هذه المحافظة رغم حجم القوة العسكرية لقوى العدوان الأمر الذي ترتب عليه تصدع لتلك القوى وتحقيق انتصارات لصالح صنعاء، فترتب على ذلك فراغ للتحالف في الجانب العسكري في محافظة مارب وليس أمامه سوى نقل جزء من قوات طارق إلى محافظة مارب لسد ذلك الفراغ بحيث يتيح للناتو وإسرائيل استخدام سلاح البحرية لتمشيط المواقع التي كانت تتواجد فيها قوات طارق وتحت عناوين قوات حفظ السلام رغم أن اتفاق استكهولم قد تبخر ولهذا السبب زار المبعوث الأممي طارق في الساحل الغربي .
ثالثا : يدرك الغرب والتحالف العدواني أن ما بعد استكمال حسم محافظة مارب سيكون الساحل الغربي ومحافظة تعز وتخشى قوى العدوان الهجوم على المخا من قبل مجاهدي الجيش واللجان الشعبية من غرب محافظة تعز وتحديدا منطقة البرح الأمر الذي سوف يجعل قوات طارق مفصولة عن الحديدة وقواعدهم في الجنوب ولن يكون أمامهم سوى الانسحاب أو الاستسلام .
رابعا : بعد أن أخفق التحالف في تحقيق أهدافه وتجرع الهزائم مثَّل ذلك نكسة للناتو وإسرائيل، وليس أمام الغرب سوى نقل أساطيله العسكرية إلى البحر الأحمر وربما استخدام أسلحة محرمة تمكنهم من السيطرة على الأرض، وتجنيب أجنداتهم التابعة لطارق من خلال الانسحاب سيكون تحت غطاء أممي وبعنوان قوات حفظ السلام ولهذا السبب زار المبعوث الأممي طارق عفاش .
خامسا : لا ننسى أن طارق قد درب جزءاً من مرتزقته في القاعدة الإسرائيلية بإرتيريا، ومن المحتمل أن يتم نقل مجاميع من مرتزقة طارق إلى تلك القاعدة وإعادة تدويرهم ومن ثم إعادتهم إلى الساحل الغربي تحت اسم قوات حفظ السلام، ولا نستبعد ذلك خصوصا بعد زيارة المبعوث الأممي لطارق قبل الانسحاب .
سادسا : الهزائم التي تتجرعها قوى العدوان خصوصا في محافظة مارب جعلت كل طرف من الأطراف المساندة للعدوان يبرز فشله ويندب حظه، لكن ذلك جعل معنويات المرتزقة منهارة ومنهم مرتزقة طارق في الساحل الغربي الأمر الذي ولَّد لديه هستيريا ودفعه لارتكاب جريمة محرمة دوليا وهي إعدام الأسرى.
إذاً انسحاب ألوية طارق كان بقرار الرباعية + إسرائيل، ولنفس الأسباب المشار إليها سلفا، وانهيار معنويات المرتزقة كان دافعا لارتكابهم جريمة قتل الأسرى .
*نائب وزير الإعلام