حضر المطبِّعون وغابت الدول المشاطئة
مناورات في البحر الأحمر بمشاركة الكيان الإسرائيلي والبحرين والإمارات والولايات المتحدة
الثورة / محمد شرف
أعلن الجيش الأمريكي عن إجراء تدريبات مشتركة في البحر الأحمر، تنفذها قوات بحرية من كل من دولة الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة والإمارات والبحرين، بدأت الأربعاء وتستمر لمدة خمسة أيام. فيما غابت عن المناورات الدول المشاطئة للبحر الأحمر .
تأتي التدريبات بعد أكثر من عام بقليل من تطبيع الإمارات والبحرين للعلاقات مع كيان العدو الإسرائيلي، وعلى الرغم من أن قوات العدو أجرت تدريبات ومناورات إلى جانب الإمارات في الماضي، إلا أن التدريبات الحالية تمثل أول تعاون عسكري علني على الإطلاق بين إسرائيل والبحرين.ـ بحسب صحيفة ” تايمز أوف إسرائيل .
ووفقًا للقيادة المركزية للجيش الأمريكي، فإن التدريبات التي تستغرق خمسة أيام تجري في البحر وستتضمن “تكتيكات الزيارة والصعود والتفتيش والاستيلاء». بمعنى أوضح ” تكتيكات القرصنة البحرية ” وتجري التدريبات بقيادة الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية ، والذي يعمل في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال نائب الأدميرال براد كوبر ، قائد الأسطول الخامس ، في بيان: “من المثير رؤية القوات الأمريكية تتدرب مع شركاء إقليميين لتعزيز قدراتنا الأمنية البحرية الجماعية».
الإعلان الأمريكي عن تدريبات عسكرية مشتركة في البحر الأحمر يأتي بعد ساعات من تهديدات وجهتها إيران إلى إسرائيل، حيث توعدت طهران بالقضاء على تل أبيب في حال بادرت الأخيرة بالحرب، حسب ما صرح به أمير علي حاجي زادة، قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني.
وكانت وكالة “تسنيم» الإيرانية، نقلت عن قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني قوله :
إن “من يفكر بالتهديدات الوجودية محكوم بالزوال، ولا يستطيع الحديث عن بلدان أخرى وتهديدها، لأن هذه التهديدات لها مصارف داخلية في إسرائيل».
بينما دعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوفاخي، إلى تسريع الخطط للتعامل مع إيران وتهديدها، مؤكداً استعداد القوات الإسرائيلية للتعامل مع أي تصعيد إيراني أو تهديد عسكري نووي.
إذ نقلت وسائل إعلام عبرية، عن أفيف، خلال اجتماع في الكنيست، قوله إن “إسرائيل تستعد لصراع محتمل مع طهران ووكلائها “، مشيراً إلى أن “الجيش يواصل العمل ضد الأعداء، وهناك عمليات ومهمات سرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط خلال العام الماضي».
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أطلقت طهران مناورة بحرية كبيرة في خليج عمان ، والتي قال نائب قائد الجيش الإيراني إنها تهدف إلى “[تحذير] الأعداء من أن أي عمل عدواني ضد إيران سيثير ردا ساحقا من الجيش».
يشار إلى أن التدريبات الحالية هي الثانية لبحرية العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر خلال أقل من ثلاثة أشهر .
حيث أجرت قوات العدو مناورة مشتركة مع البحرية الأمريكية في البحر الأحمر أواخر أغسطس الماضي .
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن المناورة أُجريت على خلفية المعركة البحرية التي تقودها إسرائيل ضد إيران .
وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي ” أواخر أغسطس الماضي”. “تُمثل المناورة “نقطة الانطلاق» للعمل المشترك بين البحرية مع الأسطول الخامس، ويهدف التعاون بين الأساطيل إلى تعزيز الأمن، بما في ذلك الحفاظ على طرق التجارة البحرية من أجل الاستقرار الإقليمي».
وقال العميد “دانيال هاجري»، قائد إحدى الوحدات الرئيسية بالبحرية الإسرائيلية الشراكة مع الأسطول الخامس هي شراكة استراتيجية لأمن المنطقة وأمن إسرائيل».
ويعتبر مراقبون أن هذه المناورات تأتي في إطار التصعيد الذي تمارسه الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي في المنطقة على أكثر من صعيد . ففي الشهر الماضي، أطلقت الولايات المتحدة قاذفات ثقيلة من طراز B-1 عبر المنطقة ، كما استضافت دولة الكيان تدريبات جوية ضخمة متعددة الجنسيات ، حملت اسم ” Blue Flaghالعلم الأزرق” . شاركت فيها دولة الإمارات وحضرها قائد القوات الجوية الإماراتية .
ومن المتوقع أن تتزايد عمليات التنسيق العسكري بين دولة الكيان الإسرائيلي والدول العربية التي انخرطت في عملية التطبيع خلال العامين الأخيرين ، وكان ذلك “التطبيع” حافزا لاتخاذ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الأسبوع الأخير لولايته ، قرارا بنقل دولة الكيان من منطقة القيادة الأوربية “يورو كوم ” إلى القيادة المركزية الأمريكية “سينت كوم” والتي تضم منطقة الشرق الأوسط .