رئيس مجلس النواب يوجه رسالة إلى رؤساء البرلمانات العربية والإسلامية بشأن آخر المستجدات المحلية والعربية
الثورة نت|
وجه رئيس مجلس النواب الأخ يحيى علي الراعي، رسالة إلى رؤساء البرلمانات العربية والإسلامية، بشأن مستجدات الأحداث الأخيرة على الصعيدين المحلي والعربي.
فيما يلي نص الرسالة:
نخاطبكم من العاصمة اليمنية صنعاء العروبة والتاريخ، بكل قيم وروابط العروبة والإسلام والمصير المشترك والأخوة التي تجمعنا في كيان وروح واحد.. ونود اطلاعكم على أخر مستجدات الأحداث وتطوراتها على الصعيدين المحلي والعربي، مستهلين رسالتنا إليكم بالإشارة إلى “انه قامت الدنيا ولم تقعد على رأي صدر عن جورج قرداحي قبل تعيينه وزيراً للإعلام في لبنان تم بثه لاحقا من قبل إحدى القنوات”، عبر فيه في إطار حرية الكلمة عن رأيه وقناعاته الشخصية “بأن الحرب على اليمن عبثية”، رغم أنها حرب عدوانية إجرامية ظالمة، تشن على شعبنا منذ سبع سنوات ويجب أن تتوقف.
وكما تعلمون تم تصعيد ذلك إلى أزمة سياسية حادة ومتعمدة ضد لبنان الشقيق، تكتلت فيها أربع دول خليجية، في تدخل سافر بالشأن اللبناني على خلفية حرية الرأي المعبرة عن قناعة صاحبها وصولاً لتداعيات سحب سفراء كل من السعودية والإمارات، والبحرين والكويت من لبنان ومطالبة سفراء لبنان مغادرة عواصم بلدانهم، ثم تطور الأمر إلى منع دخول البضائع اللبنانية إلى دول الخليج، وفرض حرب اقتصادية للضغط على لبنان.
إنه في الوقت الذي لم يحرك حكام تلك الدول الخليجية ساكناً تجاه ما يحدث ويعتمل بحق أبناء الشعب الفلسطيني من استمرار للأعمال الإجرامية التي يمارسها كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب الذي بالغ في صلفه وتماديه بعد إعطائه الضوء الأخضر عقب إعلانهم ما يسمى بصفقة القرن المشؤومة، وما تلاها من هرولة وانبطاح خليجي أمام الكيان الإسرائيلي المحتل الذي أمعن اليوم في قتل أبناء الشعب الفلسطيني وتدمير بنيته على مرأى ومسمع من العالم.
نذكركم انه منذ احتلال الكيان الإسرائيلي لأراضي الشعب الفلسطيني في 1917، ما كان هذا الكيان ليجرؤ على هدم منازل الفلسطينيين على رؤوس ساكنيها بالجرافات إلا بعد تطبيع العلاقات الخليجية معه من قبل الدول المسيطرة على النفط والمال.
والآن يهدمون ويقتلون ويهجرون أصحاب الأرض دون أن يحرك هؤلاء الحكام المتنمرين على جيرانهم في اليمن وأشقائهم في لبنان ساكناً تجاه كل الجرائم والمجازر التي ترتكب يوميا بحق أبناء الشعب الفلسطيني.. ليصل عدد من تم هدم مساكنهم إلى أكثر من 11900مسكن فلسطيني وتهجير أكثر من (73) ألف فلسطيني منذ 1967م، وحسب بعض التقارير الفلسطينية فإن هدم منازل الفلسطينيين زاد أكثر من 20% في العام 2021م بعد التطبيع الخليجي.
ونؤكد لكم أن هدم منازل الفلسطينيين هي “جرائم حرب” وعقاب جماعي يمهد لتوسيع الاستيطان والتهجير القسري.
إن الكيان الإسرائيلي يقوم بهدم مساكن الفلسطينيين بالجرافات بحجة أن البناء تم دون تصاريح ونحن نتساءل من منح هذا الكيان الحق في بناء عشرات المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ وأي شرعية لمحتل غاصب ملاحق في المحاكم الدولية بالجرائم والانتهاكات التعسفية التي يرتكبها منذ العام 1917م و”وعد بلفور المشؤوم”.
إنه لولا الصمت العربي والخذلان الخليجي لقضايا الأمة ما كان لهذا الكيان المحتل أن يمعن في تماديه لمصادرة حقوق أبناء الشعب الفلسطيني.. وهنا نذكر بسؤال طرح قبل 45 عاما .. أين الدم العربي؟ والذي كان الرد عليه في البنوك!! والذي يحكي واقع حال حكام الأمة العربية المرير اليوم، والمال الخليجي لا يغطي على الجرائم التي يرتكبها في اليمن وحسب بل ويغطي على الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي الغاصب.
نعرب لكم عن إدانتنا واستنكارنا الشديدين للممارسات الإجرامية للكيان الإسرائيلي المحتل واستهداف الشعب الفلسطيني وقتل أبنائه.
كما ندين خذلان بعض الحكام العرب لآمال وتطلعات أبناء الأمتين العربية والإسلامية أمام ما يجري في فلسطين المحتلة من قتل وتدمير للمنازل وتهجير قسري، في الوقت الذي يجوب فيه بعض المسؤولين الإسرائيليين عواصم دول الخليج التي تقوم في ذات الوقت باستخدام مقدراتها الاقتصادية والعسكرية في قتل الأبرياء والمدنيين وتدمير المدن اليمنية والتآمر على الأشقاء في سوريا ولبنان وإثارة الفتنة في العراق وليبيا والسودان وتونس ولم تسلم من شرهم معظم الدول العربية والإسلامية خدمة للأطماع والمصالح الصهيوأمريكية.
كما نستغرب من الصمت المريب إزاء ذلك، من خلال تفريط أنظمة السعودية والإمارات والبحرين ومن لف لفهم بقضايا الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين والأقصى الشريف، وما يتعرض له أطفال ونساء وشيوخ فلسطين من قتل من قبل طيران الكيان الإسرائيلي وتدمير للمدن والأحياء الآمنة وتجريف للأرض والمساكن والمدارس والمساجد والمقابر ومشاريع المياه وإهدار حق الشعب الفلسطيني وكذا الإجراءات التعسفية بحق الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
إننا ندعوكم كممثلين للشعوب العربية والإسلامية، وكل البرلمانات الإقليمية والدولية والأحرار في العالم إلى إدانة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ووضع حد للجرائم التي يرتكبها، والتحرك لوضع حد لإيقاف العدوان السعودي الإماراتي الغاشم على اليمن وإنهاء الحصار الظالم المفروض على بلادنا منذ سبع سنوات.
كما نذكر بأن اليمن يتعرض لآلاف الغارات الجوية التي يشنها التحالف السعودي الإماراتي ولم نسمع عن أي إدانة أو استنكار عربي للمجازر وجرائم الحرب التي ترتكب بحق أبناء الشعب اليمني في الوقت الذي تقوم فيه الدنيا ولا تقعد إذا دافع اليمن عن سيادته وأمنه واستقراره ضد جحافل الغزاة والمحتلين.