المحمية مرعى لأكثـر من 13 ألف رأس من الماشية

تستفيد منها 1300 أسرة من أحفاد بلال يعملون في مجال الثروة الحيوانية:محمية الحذة بمديرية ذيبين- عمران تستغيث لحمايتها

 

 

الثورة/ يحيى الربيعي
أقدم نافذون على انتهاك حرمة أراضي الأوقاف في منطقة الحذة بمديرية ذيبين، وهي المنطقة التي عرفت (حسب افادة مواطنين في المنطقة) منذ مئات السنين بأنها موقوفة “فيش لرعي المواشي”، وهي المهنة التي تعيش عليها مئات الأسر في المنطقة، أغلبهم من فئة أحفاد بلال.
“الثورة”، وأثناء استطلاع أجرته في المنطقة، ألتقت هناك بالعديد من مربي المواشي الذين بدت في وجوه الكثير منهم ملامح حزن مؤلمة تكاد من جورها الأعين أن تفيض بالدمع، خاصة عند النساء وكبار السن منهم، واستمعت إلى شكواهم التي اختصر مضمونها في أن المنطقة عُرفت على مدار مئات السنين بأنها مرعى ثروة حيوانية يتجاوز تعدادها 13 ألف رأس من الماشية موزعة ما بين أغنام وضآن وبقر وجمال، يمتلك هذه الثروة أكثر من 1300 أسرة أغلبها تنتمي إلى فئة أحفاد بلاد من سكان قرى العقب وقاهر والذراع الاسفل والذراع الاعلى والجفجف والحزم والجذرة.
إلى ذلك أكد مدير مكتب الزراعة والري بمديرية ذيبين محافظة عمران، في رده على سؤال الصحيفة حول إمكانية إعطاء صورة عن وضع الثروة الحيوانية في محمية الحذة؟ أن منطقة الحذة تعتبر محمية لمراعي الثروة الحيوانية، ومن خلال زيارتنا لها في المرة السابقة وجدنا أن هناك من قام بحراثة بعضا من أراضيها مدعيا ملكيته لها، ولا يحق له ذلك، فهي (فيش رعي) من مئات السنين ولم يعتد عليها أحد.. إنها موقوفة من زمان على مراعي للثروة الحيوانية بشكل عام، وبخاصة للأسر الأشد فقرا، والمعتمدين على الثروة الحيوانية بشكل كامل في تدبير أمور حياتهم، وقد قام بعض المتانفذين بحرق الأشجار وحرث الأرض.
ويضيف “ومن جهتنا فقد قمنا برفع مذكرات إلى مدير مكتب الزراعة والري والجهات المختصة بالمحافظة، وقد تم التوجيه بإيقافهم عن زراعة الأراضي المحمية، وكذلك عرضنا القضية على المشرف الاجتماعي بالمنطقة لمتابعة الموضوع، كما رفعنا للمحافظ مقترحاً لتسويرها بغرض منع الاعتداء عليها، وعمل مراقيم قبلية يوقع عليها مشايخ وأعيان المنطقة حسب العادات والتقاليد القبلية المتعارف عليها في هذه القضايا، بالإضافة إلى كونها أرض أوقاف عامة أوقفت لرعي المواشي وهي محمية طبيعية الواجب على الجميع الحفاظ عليها”.
شيخ عزلة شوابة محمد ناصر المذعوري بدوره استعرض القضية أمام وفد مؤسسة بينان التنموية المشارك في فعالية تدشين زراعة القمح في المنطقة، وبصورة غير مباشرة أوضح أن المنطقة تعاني من إشكالية عدم الفصل في قضايا الأراضي أهمها قضية فصل أراضي الأوقاف عن رهق الدولة عن الأملاك الخاصة، منوها بأن هذه الإشكالية طال أمدها واستفحلت خطورتها حتى أن حروبا نشبت بين قرى وقرى بسبب هذه الإشكالية، مناشدا السلطات العليا في الدولة العمل على ايجاد حلول عاجلة لهذه الاشكاليات.
أما عضو اللجنة الزراعية بالمديرية ناجي أبو ريحانة، فقد أكد أن الحذة، وهي منطقة الآبار الفوارة، عرفت بأنها مراعي للماشية “فيش عام” محمية طبيعية، لكن بعد أن خفت المياه نشفت الأرض وأصبح بعضها صالحا للزراعة ، فأغرت البعض، فسولت لهم أنفسهم السطو عليها وتحويلها إلى مزارع، وهي كانت من قبل تعتبر مصاب مساقي الأراضي الزراعية الواقعة إلى الأسفل منها، والمعروف أن أكثر من 1300 أسرة من أحفاد بلال تعيش على مهنة الرعي في هذه المنطقة، والحل أن تبقى كما عرفناها منطقة محمية وفيش مراعي، لا يحق لأحد أن يدعي ملكيتها أو الاعتداء عليها.
من جهته أكد المربي (هادي محمد هادي- من أحفاد بلال) أن منطقة العقب من حين أوقاف، واكثرها مراعي للمواشي للأبقار والاغنام لجميع أهالي المنطقة، والآن يحاول البعض القيام بحراثتها لغرض زراعتها، وبهذا يكون هؤلاء قد قصدوا محاصرتنا – والكلام للمواطن هادي محمد- في لقمة عيشنا والمصدر الوحيد لأرزاقنا، وإذا لم يردعوا ويتم توقيفهم عند حدهم، فإن ذلك سيضطرنا إلى بيع المواشي.
وعندما سألناه: لماذا؟ أجاب: أين المتنفذون من أهل المنطقة بعد أن خفت مياه الآبار في الحذة التي كانت عبارة عن آبار فوارة بالمياه الجوفية، وكانت المياه تغطي أراضيها كاملة وغير صالحة للزراعة مهيئة فقط للرعي لكثافة ما بها من الأشجار والحشائش، طمع هؤلاء المتنفذون في هذه الأراضي جعلهم يتجهون إلى الادعاء بأنها حق لآبائهم، و”إحنا ما بش” معنا سند يردعهم، ولا معنا شيء بديل عنها نسرح إليه.. “ايش نسبر”؟
سألناه: كم رأس من الماشية تمتلك الأسرة الواحدة؟ أجاب: أقل أسرة تمتلك 50 رأسا، وبعضها 80 رأسا وبعضها يصل إلى 130 رأسا.. و”ما بش” معنا غير هذه الماشية نعيش منها، وطول أعمارنا وإحنا نعرف هذه الأراضي “فيش” أو وقف، وذلحين جاء هؤلاء النافذين، وقاموا بحرق الأشجار واقتلاع الحشائش وحرث وزراعة الأرض طماطم، وتحدوا بفعلهم كل من “يحجرهم”، و”طنشوا” أوامر السلطات المحلية بالمديرية والمحافظة، وإذا لم يمنع هؤلاء، نحن سنضطر نبيع ما نملك من ماشية، وما ندري من أين سنعيش نحن وأسرنا.
وناشد المربي هادي -نيابة عن نفسه وعن احفاد بلال في المنطقة- قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله التوجيه بضبط هؤلاء النافذين وإيقافهم عند حدهم.
الصحيفة من واقع ما شاهدت واستقصت من حقائق ترى أن يتم تشكيل لجنة استقصاء حقائق لفحص المنطقة وجمع الاستدلالات حول القضية لبيان حقيقة ما يجري فيها من اشكاليات، وبناء على ذلك يتم اتخاذ الاجراءات الشريعة والقانونية الكفيلة بإحقاق الحق وابطال الادعاءات غير المستندة إلى حقائق إثبات، مع مراعاة ضرورة أن تكون الأولوية في حلول الإنصاف للمستضعفين من احفاد بلال.
*تصوير زيد البكري

قد يعجبك ايضا