في مشاهد تاريخية سيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته، ظهرت فرحة الكثير من مواطني وأهالي المديريات التي طهرها مؤخراً أبطال قواتنا المسلحة واللجان الشعبية بفضل الله من رجس الغزاة ومرتزقة العدوان بمحافظتي شبوة ومأرب بعملية ربيع النصر وهم يرحبون بحفاوة كبيرة وسعادة غامرة بإخوانهم من أبطال الجيش واللجان الشعبية لحظات دخولهم مراكز تلك المديريات.
ولعل المتأمل لأجواء تلك المشاهد يجد نفسه أمام العديد من الحقائق الأكيدة والأمور العظيمة التي تضمنتها ومن أهمها ما يلي:-
1ــ أن المشاهد أظهرت خلاف ما يفترض أن يكون عليه الحال في تلك المديريات وأولها احتشاد المواطنين في الشوارع في وقت يفترض أن تكون خالية منهم، كونها مسرح عمليات حربية .
2ــ كان المواطنون في تلك المديريات في الشوارع وكأنهم منتظرين لاستقبال ضيوف وليس قوات مسلحة
3ــ كان المواطنون في حالة استثنائية من الفرح والسعادة بعكس الحال الذي يفترض أن يكونوا عليه في خوف ورعب داخل بيوتهم.
4ــ ترحيبهم الحار بأبطال القوات المسلحة واحتفائهم بهم كما لو كانوا أبناءهم وإخوانهم العائدين من ساحات المعارك وليسوا فيها.
وهذه الحقائق الجلية التي تخالف المنطق فعلاً، إنما تعكس حقائق أكبر وأعظم منها ذاتها أهمها:
ــ أن احتشادهم يؤكد مستوى وعيهم العالي وإدراكهم العملي بأن القادمين هم جيشهم الوطني المدافع عنهم وعن وطنهم والذائد عن حرماتهم وأعراضهم وليس مليشيات حوثية إرهابية كما يصفها تحالف العدوان لهم طيلة سبع سنوات ما يعني فشل ترسانته الإعلامية في تضليلهم وخداعهم.
ــ ترحيب المواطنين واحتفاؤهم هو ترحيب بجيشهم الحقيقي وهو أيضا ترحيب واحتفاء بقيادته الشرعية والوطنية وإقرار بها أمام العالم، فالشعب هو صاحب الحق في تحديد السلطة الشرعية عليه وعلى وطنه وليس لأحد غيره كائناً من كان أن يضفي الشرعية على السلطة، لا قوى الاستكبار ولا مجلس الأمن ولا العالم بأسره، فهو يعي جيدا أن السلطة الشرعية هي الشرعية التي تتولى الدفاع عنه وعن أرضه لا تلك التي تستجلب الغزاة والمحتلين، وهي الشرعية التي تذود عن ماله وعرضه وثرواته، لا الشرعية التي سلبت ماله وانتهكت أعراضه واستحوذت على ثرواته ويعي أيضا أن الشرعية هي التي توفر له الأمن والأمان وتوجد السكينة والطمأنينة، لا تلك التي سلبته مليشياتها امنه وأمانه وحريته واستقراره، ويعلم جيداً أن الشرعية الحقيقية هي التي توفر الخدمات وترعى حقوقه الخاصة والعامة وتسعى لتخفيف معاناته وتبني الاقتصاد، وليست تلك التي حرمته من حقوقه وزادت من ألمه وعذابه وهدمت اقتصاده ودمرت عملته.
إن تلك المشاهد تمثل رسالة من كل إخواننا في المحافظات المحتلة لتحالف العدوان ولمجلس الأمن وللأمم المتحدة مفادها “هذا جيشنا لا مليشياتكم وقيادته سلطتنا الشرعية لا عملائكم الخونة القابعين في فنادق الأعداء”، وهو ما يجب على العدوان بدوله ومرتزقته أن يفهموه ويبنوا عليه مصيرهم المحتوم وخروجهم الإجباري من كل الأراضي اليمنية، فلا حاضنة للغزاة ولا لأدواتهم بين أوساط الشعب اليمني، ولا قبول بتواجدهم ولا لبقائهم، بين أوساط كل مواطني المحافظات المحتلة وستتكرر تلك المشاهد في كل المناطق بالمحافظات المحتلة.