أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، “مضي القوات المسلحة في إكمال التحول الديمقراطي، حتى تسليم قيادة الدولة لحكومة مدنية منتخبة”.
وأعلن عبد الفتاح البرهان خلال مؤتمر صحفي، عن حل مجلس السيادة الانتقالي ومجلس الوزراء وإعلان حالة الطوارئ في البلاد، وإقالة حكام الولايات، لافتا إلى أن مديري العموم في الوزارات والولايات سيتولون تسيير الأعمال.
وأكد البرهان أن “حكومة مستقلة ستحكم السودان حتى موعد الانتخابات”، موضحا أن “الانتخابات ستجري في يوليو 2023”.
وأشار البرهان إلى أن “الحكومة المتوازنة تحولت إلى صراع بين أطراف الانتقال”، مؤكدا أن “الصراع يهدد أمن وسلام السودان”.
وأضاف: “سنخلق بيئة مناسبة للأحزاب السياسية وصولا إلى الانتخابات”، مشيرا إلى “تعليق عمل لجنة لمكافحة الفساد”. وشدد رئيس مجلس السيادة السوداني على أنه “ملتزم باتفاق السلام المبرم مع الفصائل المتمردة في جوبا”.
وأوضح عبد الفتاح البرهان أنه “سيتم تشكيل برلمان ثوري من الشباب”، مضيفا: “لا حزب ولا كيان سيفرض إرادته على السودان”.
ولفت إلى أنه “ثمة حاجة للجيش لحماية أمن وسلامة البلاد وفقا لما ينص عليه الإعلان الدستوري”، مؤكدا أن “الخلافات بين الساسة والطموح والتحريض أجبرهم على التحرك”.
وقبل أسابيع قليلة بدأ العسكريون الحاكمون في السودان ، وفي إطار شكل سيناريو معد سلفا ، الاستعدادات لتخويف وترهيب الشعب بذريعة إحباط انقلاب في هذا البلد، بعد هذا السيناريو اعلن 16 حزبا وتيارا مواليا للعسكر انفصالهم عن الحراك المدني، تزامنا مع ذلك تم قمع الحركات الاحتجاجية في شرق السودان والتي كانت نابعة من دواعي اقتصادية ليتم تمهيد الأرضية للانقلاب الذي جرى تنفيذه أمس .
لا شك أن السعودية والإمارات، باعتبارهما المستفيدان الرئيسيان قد دعما الجيش السوداني خلال العامين ونيف الماضيين في مواجهة الحراك المدني والثوار السودانيين الذين نجحوا في الإطاحة بعمر البشير، الانقلاب الذي حدث اليوم في السودان يشبه إلى حد كبير الانقلاب الذي حدث في مصر عام 2014 ونفذه السيسي ضد الرئيس مرسي، من الواضح أن انقلاب السودان وفي حال نجاحه سيؤدي إلى ترسيخ سلطة العسكر وإلغاء دور الحراك الإصلاحي الشعبي في هذا البلد .
انقلاب اليوم يحدث في حين لم تمض سوى أيام قليلة على انتهاء مهلة العسكر لتسليم السلطة للمدنيين (كما هو متفق عليه)، وكذلك على أعتاب شرعنة تطبيع العلاقات بين السودان والكيان الصهيوني، تلك المسألة التي عارضها حمدوك ولم يرضخ لها وعلق مصيرها بمصادقة البرلمان المنتخب من قبل الشعب عليها. رغم تواجد الجماهير السودانية في الشوارع منذ الساعات الأولى للانقلاب ومحاولة إدارة الوضع، لكن يبدو أن استعدادات الجيش للسيطرة على الوضع كانت هادفة للغاية ومخطط لها جيدا مسبقا.
إن لم تؤت يقظة الشعب السوداني ثمارها، فإن إمكانية اختيار شخص كرئيس للوزراء من قبل الجيش ومن ثم نقل السلطة إلى برهان أو شخص معين من قبله، السعودية والإمارات ليس ببعيد تجربة حكم العسكر في السودان تكشف عن أنه ومن أجل تحقيق هدفه الأساسي لن يتورع عن اتخاذ أي إجراء حتى وإن كان دمويا ضد إرادة الجماهير.
البيان الذي أصدره البرهان وخطوته القاضية بحل جميع المؤسسات الحكومية وإعلان حالة الطوارئ في السودان هي مقدمة لما ينتظر السودانيين في الأيام المقبلة.