تقرير / ماهر الخولاني
بلا منافس استطاع الشعب اليمني بحضوره المهيب في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وغيرها من ساحات الاحتفال، أن يتصدر الشعوب في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، مجسدا بذلك مقولة النبي الكريم “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
تتجسد الهوية الإيمانية للشعب اليمني، من خلال حضوره الجماهيري الذي أذهل العالم، ابتهاجا واحتفاء بمولد سيّد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
جاء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالعاصمة صنعاء، على ذلك القدر والمستوى وبتلك الحشود الجماهيرية، ليعيد صياغة الواقع ويحدد ملامح مستقبل الأمة اليمنية من جديد، ويدفع الأعداء لإعادة حساباتهم وفق معطيات ومتغيرات المرحلة.
كما رسم الاحتفال، لوحة إيمانية عكست روحانية أبناء اليمن وارتباطهم الوثيق بالرسول الكريم ومعلمها الأول محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وما يتصفون به من شجاعة ونصرة للحق وانحياز لقيم العدل والسلام.
ومن خلال المشاهد والصور التي التقطتها عدسات الكاميرات من زوايا مختلفة للحشود البشرية في العاصمة صنعاء، يتضح جليا أنها عجزت عن الإلمام بكافة تفاصيل المشهد الاحتفالي ومفرداته، وهي تقدم قراءة عميقة تحمل الكثير من الدلالات والرسائل القوية للعالم، أهمها أن الاحتفاء بالمولد النبوي في اليمن، أضحى مناسبة لميلاد أمة قوية، قادرة على استعادة مكانتها الرفيعة بين الأمم.
فعلى مدى عقود خلت، لم تستطع أي أمة من الأمم، أن تنازع أبناء اليمن مشاعر الحب والارتباط برسول الإنسانية، الذين ظلوا عبر التاريخ شعب المدد، كما وصفهم النبي، وها هم اليوم يجددون العهد بالسير على نفس الدرب في الانتصار لقيم العدل والحرية والسلام، والتصدي لقوى الشر والاستكبار، كما هو العهد بهم، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لم يكن الحضور المهيب هو ما يميز الفعالية الكبرى بالعاصمة صنعاء وحسب، وإنما مظاهر الابتهاج والفرح التي ارتسمت على وجوه المحتفلين بذكرى مولد الرسول الأعظم وحفاوة استقبال المناسبة على نطاق واسع.
فيما صبغت الأعلام والشعارات، ساحة الاحتفال باللون الأخضر، لتضفي عليه مظهرا جماليا وروحانيا، جسّد الكثير من الدلالات حول معنى الارتباط الحقيقي بخاتم المرسلين -صلى الله عليه وآله وسلم.
لم تقتصر مظاهر الزينة على ساحة الفعالية الكبرى، وإنما ازدانت شوارع وأحياء العاصمة صنعاء بالأنوار واللافتات والشعارات واللوحات المضيئة، واعتلت عبارات الترحيب بمولد الرسول الخاتم قمم الجبال المطلة على عاصمة الصمود، لتشكل في مجملها حلة خضراء وحلة جمالية تشع روحانية.
تنوعت مظاهر الفرح والاحتفاء، وملأت شعارات الترحيب بذكرى مولد المصطفى أرجاء المكان والزمان، وأضفت أجواء روحانية على الاحتفال الكبير.
الأطفال كان لهم طريقتهم الخاصة للاحتفال بهذه المناسبة، عبروا عن ذلك بأجمل الأساليب المحببة إليهم من خلال الرسم على الوجوه، فكان اسم النبي “محمد” و”لبيك يا رسول الله” أجمل الكلمات التي ارتسمت على وجوههم، وصدحت بها حناجرهم.
أما حرائر العاصمة صنعاء، فكان لهن السبق في الحضور الحاشد للاحتفاء بمولد الرسول الأعظم، في ساحة مدينة الثورة الرياضية والذي لم يسبق أن شهدته العاصمة من قبل.
وفي هذا السياق أكد أمين العاصمة حمود عباد، أن الفعاليات الجماهيرية للمولد النبوي مثلت عنواناً لوحدة اليمنيين تحت راية النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي بعثه الله لجمع كلمة الأمة وتعزيز قوتها وتماسكها وثباتها.
واعتبر الاحتفال بالمولد النبوي بذلك الحضور المهيب والمشرف في العاصمة صنعاء, دليلاً على قوة ارتباط وتمسك أبناء الشعب اليمني بالنبي الكريم وحبهم له واتباع نهجه كما هو معروف عنهم على مدى الأزمان.
وأشار عباد إلى أن ذلك الحضور اللافت يأتي وأبناء الشعب اليمني يتعرضون منذ سبع سنوات لعدوان وحصار وحروب متعددة الأشكال أثرت كثيراً على أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية.
وثمن أمين العاصمة الجهود المبذولة من لجان الحشد والقيادات الرسمية والمجتمعية وتفاعل ومشاركة أبناء مديريات الأمانة في إنجاح الفعالية المليونية بميدان السبعين والتي عكست المكانة التي يحتلها رسول الإنسانية في قلوب اليمنيين.
بدوره أشار وكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني، إلى أن فعاليات المولد النبوي الشريف خلال الأسابيع الماضية, مثلت لقاءات روحانية محمدية، توجت بالاحتفالية الكبرى في ميدان السبعين.
ولفت إلى أن اليمنيين أكدوا من خلال الفعالية الكبرى، عظمة ومكانة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم – من بعثه الله رحمة للعالمين.. مُثمّناً حضور أبناء العاصمة صنعاء ومشاركتهم في إحياء هذه الذكرى وإنجاحها.
وفي حين بات الاحتفال بذكرى المولد النبوي بدعة في نظر بعض الأنظمة العملية، خرج الشعب اليمني رجالا ونساء لإحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة بحشود غير مسبوقة، جعلت منها عيد الأعياد والمناسبة الأهم والأغلى على قلوبهم.