الاحتفال غير المشهود هذا العام بذكرى مولد النبي الأكرم يمثل محطة تعبوية نحو مولد جديد لأمة قوية مهابة موقنة بالنصر مُتسلحة بالإيمان والصبر والصمود
الاحتفال بذكرى مولدالرسول الأعظم بات طقساً من الطقوس التهامية التي تتكرر كل عام ليس فقط بذكرى المولد بل في كل مناسبة دينية تهفو إليها قلوب المؤمنين
تأبى مدينة الحديدة- بالرغم من العدوان والحصار- إلا أن تسبق جميع أخواتها من المدن اليمنية معلنة بدء مظاهر الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ولترتدي ثوبها الزاهي ولتنشر عبر حاراتها وشوارعها مشاهد السعادة والفرح بحلول ذكرى مولد الهادي الحبيب صلى الله عليه وآله سلم.
وتسابقت المناطق والأحياء والقرى والمجموعات التطوعية وحتى المؤسسات الخدمية، في ما بينها بتزيين شوارع المدينة والأحياء بمظاهر الزينة الزاهية والإضاءات الملونة لتتحول أغلب شوارع المدينة وأسواقها- لا سيما الشعبية منها- إلى لوحة فنية تنم عن مدى التعلق بالمناسبات الدينية وحب إحيائها.
وفي هذا السياق، استطلعت ” الثورة ” آراء عدد من الشخصيات الاجتماعية والأكاديميين وأعضاء السلطة المحلية بالمحافظة حول معاني ودلالات الصمود من خلال مظاهر الاحتفاء بذكری المولد النبوي الشريف.. واليكم الحصيلة:
الثورة / أحمد كنفاني
بداية أكدت اللجنة المنظمة للاحتفائية أن المكاتب الحكومية والخاصة استكملت استعداداتها للاحتفال بمولد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله سلم من خلال فعاليات تم التحضير والإعداد لها بالتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة شملت تنظيم حملات نظافة وندوات ولقاءات وأمسيات في عموم المديريات إلى جانب تعليق الزينة بكافة أنواعها، وإعداد الموشحات الدينية استعدادًا للاحتفاء بالمناسبة الكريمة.
وأشارت إلى أن الحديدة في عيد المولد النبوي الشريف لهذا العام كغيرها من المدن اليمنية العريقة بأصلها ونبل كرم قاطنيها لا يُفوّت أبناؤها فرصة الاحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة، فلأجلها ينشد المنشدون، وتزُين الساحات، وتضاء الشوارع، وحلت الفرحة والسرور على محيا كل منهم، متحدين كل الصعاب وما أفرزه العدوان الامريكي السعودي الغاشم من تداعيات كبيرة على حياة المواطنين البسطاء إلا أن ذلك لم يمنعهم من إحياء هذه المناسبة الدينية.
واحدية الموقف والصمود
فيما أكد رئيس جامعة الحديدة الدكتور محمد أحمد الأهدل، أن احتفال أبناء الحديدة هذا العام عكس صورة مشرفة تجسد بحضورهم الجماهيري واحدية الموقف والصمود في ظل العدوان والحصار علی الشعب اليمني.
الشعب اليمني يرفض الوصاية
بدوره اعتبر عميد كلية التجارة الدكتور محمد الشرفي الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية رسالة مفادها رفض الشعب اليمني الوصاية والتبعية والهيمنة الخارجية والاعتزاز برسول الإنسانية محمد عليه الصلاة والسلام..لافتا إلى ما تمثله سيرة الحبيب المصطفى من حافز للصبر والصمود في مواجهة العدوان.
ترسيخ معاني العزة والكرامة
ووصف مدير عام مكتب الهيئة العامة للأوقاف فيصل أحمد الهطفي، الحديدة بالقول ” ارتدت الحديدة حلة خضراء، واعتلت القصاصات الخضراء والبيضاء مبانيها وأحياءها، مرفرفة في معظم الشوارع والأحياء، في حين زُينت أرصفة الشوارع بالطلاء، فضلا عن الأنوار الزاهية التي حولت مدينة الحديدة إلى لوحة إبداعية جميلة، أضفت على أحياء المدينة وشوارعها شكلا جذابا غاية في الجمال والروعة لا يمكن وصفها.
وأكد الهطفي أن الفعاليات والاحتفالات التي تقام بالمناسبة في مختلف أنحاء المحافظة تجسد لوحة صمود لترسيخ معاني العزة والبأس وإظهار البهجة والفرح والتوقير وتجديد الولاء له صلى الله عليه وآله سلم والتمسك بهديه القويم.. مشيرا إلى تزامن هذه المناسبة مع الانتصارات الكبيرة التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات.
قهر العدوان
فيما لفت مدير عام مكتب الصناعة والتجارة محمد عبدالواحد الحطامي، إلی أن زخم الاحتفال بذكری مولد الرسول الكريم يعكس الحب والوفاء له واقتفاء أثره في كل شؤون الحياة .. مبينا أنه وبالرغم من أن الشعب اليمني يعيش اليوم ظروفاً صعبة ويعاني من عدوان ظالم وحصار جائر إلا أنه يظل صامدا صابرا مستمدا قوته وإرادته الصلبة من روح دينه الإسلامي الحنيف الذي جاء به خاتم النبيين.
التزود بالمبادئ والقيم
ونوه أمناء المجالس المحلية في مديريات: الحوك علي باري والحالي صالح الحرازي والميناء حسن رسمي، بأن اليمنيين كانوا سباقين لمناصرة رسول الله ومؤازرته والمساهمة في نشر الدعوة والفتوحات الإسلامية.. موضحين أن أهمية هذه المناسبة تكمن في التزود بالقيم والمبادئ العظيمة بما فيها الصبر والثبات في مواجهة العدوان ومخططاته التي تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي.
وأشاروا إلى أن الحراك الكبير الذي تشهده محافظة الحديدة في ذكری مولد خير المرسلين يحمل معاني ودلالات عن مدى حب اليمنيين لرسول الأمة والسير على نهجه والاقتداء بأخلاقه خصوصا في هذا الظرف الاستثنائي، إضافة إلى إيصال رسائل بالمضي على نهجه القويم في مقارعة الظلم والطغيان والثبات على الحق.
رسول الله في قلوب اليمنيين
وأكد مدراء مديريات: الحالي مؤيد أحمد المنصور والحوك جماعي سالم كليب والميناء عبدالله الهادي، أن احتفال الشعب اليمني بهذه المناسبة يعكس مدى حبنا لرسول الله رغم العدوان والحصار..لافتين إلى أن الاحتفال بمولد الرسول فيه تبيان لأحبابه وتفريق واضح بين أعدائه ومحبيه ومن يعظمون الرسول ويقدرونه وينتصرون له.
زخم شعبي
مدير عام مكتب التعليم الفني والتدريب المهني حسن عبدالباري هديش، تطرق إلی ما تشهده الحديدة من زخم شعبي ورسمي للاحتفاء بالمولد وما يعكسه ذلك من توجه مجتمعي نحو الاقتداء بخُلق سيد الأنام والتعريف بسيرته في كافة مناحي الحياة.
وأوضح أن الاحتفال غير المشهود هذا العام بذكرى مولد النبي الأكرم يمثل محطة تعبوية نحو مولد جديد لأمة قوية مهابة تتيقن النصر وتتحصن بالإيمان والصبر والصمود.. مبينا أن الاحتفاء بهذه المناسبة يعكس ارتباط الشعب اليمني بالنبي الكريم، وهو شاهد على صموده وثباته رغم المآسي التي خلفها العدوان والحصار.
تحقيق النصر
من جانبه قال مدير الإعلام في مكتب الهيئة العامة للأوقاف إبراهيم تويمه “ابتهاج أبناء محافظة الحديدة بذكری مولده صلى الله عليه وآله وسلم كغيرهم من أبناء اليمن يعكس ارتباطهم الوثيق بنبيهم ونهجه العظيم وهو ما يمثل دافعا قويا لهم لتعزيز دورهم بالمشاركة في صناعة النصر ومواجهة العدوان وتحرير الوطن وتجاوز مختلف التحديات.
مولد النور
وأكد أحمد طالب خان – إدارة الإعلام بفرع شركة النفط في المحافظة- أن الشعب اليمني المجاهد الصامد منذ سبع سنوات في وجه العدوان الأمريكي السعودي الغاشم يحتفي بذكرى ميلاد خير البشريّة في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام، فتجتمع كل شرائح المجتمع ليُكثرون من الصّلاة على النبيّ وآله؛ كي ينالوا الثّواب الجزيل من ربّ العالمين.
ونوه بأن مولد النبي كان بمثابة طوق النّجاة الذي أخرج النّاس من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام.
وأكد أن الاحتفال بالمولد النبوي نعمةٌ من أجل النّعم التي يُسخّر الله لها من يستحقّها، وهو نعمةٌ لا توازيها نعمة، حيث تكثُر الأشعار التي تُقال في مديح خير الأنام الذي جسّد ما تدعو إليه الشريعة السّمحاء من جميل الأخلاق، وعظيم الطبائع، وأرقى أنواع الكرم والجود.