صنعاء في مقدمة العواصم الإسلامية التي تحيي هذه المناسبة

المولد النبوي الشريف.. احتفاء اليمنيين وهرولة المطبعين

 

 

يمن الإيمان وأحفاد الأنصار في مقدمة شعوب الأمة التي تهتم بالمولد النبوي الشريف والحديث عن رسول الله يأتي ضمن الاهتمامات الرئيسية على المستوى التعليمي والتربوي وفي ما يتعلق بالالتزام العمل
تأتي المناسبة هذا العام وقد أصبحت المغرب سادس دولة عربية تطبِّع مع إسرائيل، بعد الإمارات والبحرين والسودان وقبلها مصر والأردن، والأنظار تتجه للرياض
يتميز اليمنيون عن غيرهم في مظاهر الاحتفال عبر التحضير المبكر وتعليق الزينات الضوئية والرايات الخضراء وطلاء المركبات والمساجد وتعليق العبارات الترحيبية

يستعد أبناء الشعب اليمني لاستقبال المولد النبوي الشريف بالمحبة وتجديد الولاء والاحتشاد الكبير في الساحات بعد تزيين شوارعهم ومنازلهم ومساجدهم باللون الأخضر، مؤكدين مدى ارتباطهم الوثيق بنبي الرحمة والإنسانية وثابتين على هويتهم الإيمانية ومبادئ الإسلام الحنيف التي تربوا عليها منذ دخولهم الإسلام مؤمنين بالله ورسوله لا تغيرهم أهواء المنحرفين من أبناء هذه الأمة الذين سارعوا إلى استنكار الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، معتبرين أنه بدعة ولا يجوز في الوقت الذي يحتفلون به بأعياد اليهود والنصارى لكسب الود والارتهان لهم على حساب مبادئ العزة والكرامة والقوة في دين الإسلام التي جاء بها الرسول الكريم ليعلم البشرية كيف هو المسلم الحق والنهج الذي يسير عليه…

الثورة / احمد السعيدي

أتباع أمريكا المحسوبين على الإسلام لم يكتفوا بالاستهزاء بمن يحتفل بقدوم مولد خير البشرية بل سارعوا للارتماء في حضن أشد الناس عداوة للمسلمين فأعلنوا التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يحتل بلاداً إسلامية ويستبيح دماء أبنائها وأصبحت المغرب سادس دولة عربية تطبِّع علاقاتها مع إسرائيل، بعد إعلان ترامب الأمر وتأكيد الرباط ذلك، فبعد الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان، يشكل المغرب اليوم الدولة الرابعة التي توافق بوساطة ترامب على إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية، والدولة العربية السادسة حيث كانت مصر أول دولة عربية وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل (عام 1979)، تلاها الأردن (عام 1994) والأنظار تتجه نحو الرياض التي فتحت أجواؤها للكيان الصهيوني، وفتحت البلدان الإسلامية أبوابها للمسؤولين اليهود فبدأت تلك الزيارات في الإمارات عندما زارت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف العاصمة الإماراتية أبوظبي على رأس وفد رياضي، للمشاركة في بطولة عالمية للجودو، وتواصلت الزيارات حتى وصلت إلى حدث الأمس وهو زيارة وزيرة الخارجية الصهيونية قتلى الجيش الإماراتي في اليمن ووضع لهم التذكار في رسالة صهيونية أن عدوهم مشترك وهم اليمنيون الذين لا زالوا يتمسكون بالولاء لله ولرسوله وعدم تولي أعداء الأمة ، فلو كان رسول الله بيننا اليوم هل سيقف من يحتل بلاد المسلمين ويقتل أبناء الإسلام وهل سيهرول إلى التطبيع مع اليهود كما يفعل أعراب اليوم المحسوبون على الأمة الإسلامية.
موقف أهل الحكمة
حب اليمنيين وشغفهم بمقدم خير البشرية عبر عنه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الخميس الماضي بمناسبة تدشين فعاليات المولد النبوي حيث اعتبر الاستعداد المبكر لفعالية المولد الرئيسة في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من الأمور الإيجابية ويدل على ان شعبنا بحكم هويته الإيمانية يهتم بالمناسبات الدينية وهو في طليعة الشعوب الإسلامية التي تهتم بهذه المناسبات، ومن الطبيعي أن يكون شعبنا اليمني، يمن الإيمان وأحفاد الأنصار، في مقدمة شعوب الأمة التي تهتم بالمولد النبوي الشريف والحديث عن رسول الله يأتي ضمن الاهتمامات الرئيسية على المستوى التعليمي والتربوي وفيما يتعلق بالالتزام العملي.
وأضاف السيد عبد الملك: إن صنعاء عاصمة من عواصم الإسلام من عصر رسول الله، من يوم وصل إليها الإمام علي وقرأ رسالة رسول الله- صلى الله عليه وآله- وهي اليوم في مقدمة العواصم الإسلامية التي تحتفل بذكرى المولد واليمنيون هم الذين قال فيهم الرسول “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وأكد السيد القائد أنه طيلة السنوات الماضية كان احتفال شعبنا بذكرى المولد متميزاً وأكبر من أي بلد آخر، وهذا ليس غريباً عليه، فاحتفال شعبنا المتميز بذكرى المولد هو جزء من إيمانه ووعيه، وخطوة يقتفي بها أثر آبائه وأجداده من الأنصار، فعندما يحتفل شعبنا اليمني بذكرى المولد هو يستفيد في التصدي للعدوان الجائر الذي اجتمع فيه الكافرون والمنافقون كما اجتمعوا ضد النبي في معركة الأحزاب.
وراهن السيد عبد الملك في كلمته على الشعب اليمني بأنه سيتصدر إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف قبل كل الشعوب وأكثر من أي شعب آخر، فهذا الشعب الذي يحمل في قلبه المحبة لرسول الله لا يحتاج إلى التعب والعناء، بل للقلوب الممتلئة حباً له، وبمشاعر الآباء والأجداد والأنصار حين رحبوا بالرسول الأعظم.
مظاهر الاحتفال
تختلف مظاهر الاحتفال عند أبناء الشعب اليمني بالمولد النبوي الشريف بما يميزهم عن غيرهم من الشعوب حيث ازدانت العاصمة صنعاء بالأضواء، وأُطليت واجهات المنازل والمباني الحكومية والمركبات بالألوان والشعارات ابتهاجاً بالمولد النبوي الشريف.
وفي مشهد جمالي وروحاني مليء بالكثير من المظاهر والصور الاحتفالية، المعبرة عن حب الرسول الأعظم وخصوصية هذه المناسبة الدينية العظيمة؛ تحولت المدن وشوارعها إلى ساحة كبرى للاحتفال، فيما بدا ميدان السبعين أشبه بخلية نحل تسابق الزمن للتهيئة للاحتفال بمولد خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ومنذ بداية شهر ربيع الأول ومدينة صنعاء وشوارعها وأزقتها وأحياؤها تكتسي بالزينات الضوئية والرايات الخضراء والبيضاء التي ترفرف خفاقة في أرجاء المدينة، بما يبعث مشاعر البهجة والسرور في نفوس الزوار وسكان الأحياء ممن كان لشبابها نصيب الأسد في تزيينها وتحسينها في مشهد كرنفالي كان له أثره خاصة في نفوس الأطفال.
وإلى جانب الأضواء التي تزينت بها المنازل وواجهات المباني الحكومية والمحال التجارية والشوارع الرئيسية والفرعية بمدينة صنعاء، أقامت العديد من المؤسسات والدوائر الحكومية أنشطة ومهرجانات خطابية، أكدت أهمية الاحتفال بذكرى مولد رسول الإنسانية وتكريس قيمه النبيلة في نفوس الأجيال.
المساجد والمركبات
كما ازدانت المساجد بالألوان والعبارات الترحيبية بالمولد النبوي وحلقات الذكر والثناء وسرد سيرة الرسول الأعظم وصفاته ومناقبه، وصدحت عبر مآذنها الصلوات والتواشيح الدينية المعبرة عن روحانية هذه المناسبة وخصوصيتها.
وانتشرت في الشوارع ومفترقات الطرق سيارات تتولى طلاء المركبات والدراجات النارية والهوائية التي يقدم بعضها خدمات مجانية لقاصديها والبعض الآخر مقابل مبلغ متواضع في مشهد يعكس مدى الفرحة بمولد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلوات الله وسلامه عليه.
التحضير المبكر والعادات
اعتاد اليمنيون في هذه المناسبة التحضير منذ بداية شهر ربيع الأول حتى يوم ذكرى المولد النبوي الشريف ويقومون بالاحتفال عن طريق التجول في المدن وسماع الموشحات الدينية.
وبالإضافة إلى ذلك يتم توزيع الصدقات والطعام على الفقراء والمحتاجين تقرباً لله سبحانه وتعالى، وطمعاً في الفوز بشفاعة الرسول الكريم، وذلك في مشهد يجسد أسمى معاني التكافل الاجتماعي رغم الظروف الصعبة والوضع الإنساني الذي فرضه العدوان والحصار على اليمن منذ ما يقارب خمس سنوات.
كما يتم تزيين الأسواق والممرات والأزقة بالإضاءات واللافتات التي تحمل اسم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتتغنى بصفاته ومناقبه وتدلل على أهمية وعظمة مولد النبي الأعظم في قلوب أبناء اليمن ممن ناصروه وناصروا رسالته المحمدية وحملوا على عاتقهم مشاعل العلم والمعرفة ورايات النصر ونشر قيم المساواة والعدالة والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب إلى أصقاع الأرض.
واجب شرعي
وأما عن دلالات هذه المحبة وهذا الولاء الصادق للرسول الكريم من خلال الاحتفال بيوم مولده الشريف، فيؤكد العلامة/ شمس الدين شرف الدين- مفتي الديار اليمنية- على سمو وعظمة المناسبة وأن البدع هي التي يمارسها أولئك الذين يتهمون أهل اليمن بارتكاب بدعة باحتفالهم بالنبي محمد الأعظم لأن الاحتفال بالرسول الأعظم هو سُنَّة واجبة تعظيماً لشعائر الله التي هي من تقوى القلوب، مؤكداً أن اليوم يعظم المنافقون شعائر اليهود والنصارى في حين يقولون عن إحياء المولد النبوي الشريف بدعة.
دلالات المحبة
أما العلامة فؤاد ناجي- نائب وزير الأوقاف- عضو رابطة علماء اليمن، فقد تحدث لـ”الثورة” عن أبرز الدلالات لاحتفال اليمنيين بهذه المناسبة العظيمة، حيث قال:
إن التهيؤ والاستعداد الكبير للاحتفال الكبير بالمولد النبوي الشريف في يمن الإيمان والحكمة وهو في ظل العدوان العالمي عليه، يدل على أن هذا الشعب هو شعب الإيمان والحكمة فعلاً ويدل أيضاً على أنهم ألين قلوباً وأرق أفئدة كل هذا الاستعداد ونحن في ظل العدوان السعودي الأمريكي فكيف لو صادف هذا المولد الشريف ونحن في أمن واستقرار إذاً لأقام اليمنيون احتفالاً رسمياً مليونياً يذهل العالم ويشد أنظاره إليه، ومع ذلك فالاحتفال بهذه الصورة والمستوى في ظل العدوان دليل قوة ارتباط أبناء هذا الشعب بنبيهم وعلى صمودهم وثباتهم حيث لم يدعوا العدوان يحول بينهم وبين الفرح برسولهم الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ورغم الآلام والمآسي والجراح، إلا أن فرحتهم برسول الله أكبر من كل جراحهم، إضافة إلى ذلك فعندما تتزامن هذه الفعالية والمناسبة واليمنيون في جهادهم المقدس ضد أئمة الكفر والنفاق متأسين في ذلك برسولهم الكريم حين وقف في وجه الأحزاب ويهود المدينة ومنافقيها، فإن ذلك يدل على ما قاله النبي الكريم عن هذا الشعب (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وكأنه ينظر بلحظ الغيب الذي أراه الله إلى هذا اليوم الذي كان قد وجده قبل مجيئه حين قال: (إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن)، وحين قال عن نجد: (من هنا تظهر الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان) ثم قال: (إذا هاجت بكم الفتن فعليكم باليمن).

قد يعجبك ايضا