إحياء المولد النبوي إحياء للإنسانية وعوامل التمكين والنصر

اليمن من أكثر الشعوب عالميا احتفاءً بالنبيّ وتعظيماً لمولده واقتداءً بسنّته

 

 

عميد الأكاديمية العليا للقرآن الكريم: الوهابية استهدفت أصالة اليمنيين وارتباطهم بالنبي
عضو مجلس الشورى أحمد الأشول: انتهت وصاية الستارات وكل مولد أكثر بهاءً من سابقه
مجاهد راجح: هناك أهداف وغايات متعددة لإحياء المولد بهذا الزخم

أكد عدد من الناشطين والمثقفين والإعلاميين في أحاديثهم لـ«ٹ» انه في اليمن لم يكن قبل سبع سنوات يُحتفي بالمولد النبوي الشريف بالشكل الذي عليه الحال اليوم. حيث صار هناك وعي ثقافي وديني كبير في أوساط الشعب وتحللّ من الثقافات الدخيلة والمغلوطة التي لطالما سعت لإدخالها وإقناع الشعوب بها ليعود الشعب للطريق الصحيح.

الثورة / أسماء البزاز

عميد الأكاديمية العليا للقرآن الكريم شوقي أبوطالب يقول: لقد ارتبط الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في اليمن بهويتنا اليمنية منذ مئات السنين حيث أن ذكرى المولد النبوي كانت مناسبة لها استعداداتها وتجهيزاتها وتدخل حتى ضمن العادات والتقاليد التي يتمسك بها أبناء الشعب اليمني، ولها مكانة خاصة في قلوبهم كأنها عرسٌ أو عيد تقام فيه الموالد الدينية وتوزع فيه الهدايا ويجتمع فيه الناس حبا وتعظيما لصاحب الرسالة ونبي الأمة وتعم البهجة والسرور قلوب الجميع فيها.
وأضاف: استمر ارتباط اليمنيين بهويتهم اليمنية التي كان المولد النبوي جزءاً لا يتجزأ منها، حتى دخلت الوهابية إلى اليمن في الثمانينيات وعملت حملة واسعة استهدفت بها أصالة الشعب اليمني وارتباطه برسوله ودينه وهويته وأكثرت الإشاعات والأحاديث الباطلة حولها وقالت بأنها بدعة لا يجوز القيام بها، كي تصرف المسلمين عن ذلك النور المحمدي الذي يربطهم بدينهم ويوصلهم إلى طريق النجاة.
موضحا انه وبالرغم من كل الدعايات الباطلة والمغرضة حول المولد النبوي إلا أن اليمنيين استمروا بالاحتفاء بهذه الذكرى التي توارثوا تعظيمها وأحيائها جيلا بعد جيل ولو بشكل قليل في المساجد وبعض الأماكن و في بعض المحافظات بشكل أكبر مثل محافظة صعدة.
مبينا انه ومنذ ثورة التصحيح ثورة المسيرة القرآنية التي قام بها الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي سلام الله عليه وأكمل مسيرتها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي سلام الله عليه، أعادت هذه الثورة الارتباط الوثيق بهذه المناسبة، وأعادت أيضا ربطها بالهوية اليمنية التي لم تنسلخ عنها رغم كل المحاولات كما وضحت دلالات هذه المناسبة وأهميتها في توحيد المسلمين من كل الطوائف ومن جميع أنحاء العالم الإسلامي.
وتابع -أنه وبالرغم من الحرب الظالمة والحصار والعدوان الغاشم على الشعب اليمني إلا أن ذلك كله لم يمنعه من مواصلة إحيائه لذكرى المولد النبوي على صاحبة افضل الصلاة والسلام، بل جعلها أكبر وأعظم مناسبة تعبر عن هويته وانتمائه لهذا الدين المحمدي والأمة الإسلامية جمعاء. ومع استمرار سنوات الحرب الكونية والحصار والدمار الذي فرضته قوى الهيمنة العالمية نجد تنامي تمسك اليمنيين بإحياء هذه المناسبة عاما بعد عام ليثبتوا بذلك عميق ارتباطهم وولائهم وتمسكهم بالنهج المحمدي نهج العزة والكرامة الذي كان له بالغ الأثر في قلب معادلات الحرب وموازين المعارك لصالحهم وكان أحد أسباب صمودهم خلال سنوات الحرب والحصار.
وقال أبو طالب إنه من يرى وينظر في واقع اليمنيين اليوم من مظاهر تعبر عن الفرح والسرور بقدوم هذه المناسبة العظيمة سيعرف مدى ارتباط اليمنيين وحبهم وولائهم للنبي الأعظم فالزينة التي ملأت الشوارع، وأصواتُ الموالد النبوية التي تقام في كل حي وبيت ومسجد وذلك اللون الأخضر الذي اكتست بها صنعاء العاصمة لاستقبال ذكرى المولد النبوي الشريف تعكس صورة واضحة عن مدى اهتمام اليمنيين بها وارتباطها بهويتهم اليمنية الأصيلة، وستظل ذكرى المولد النبوي مصدراً يبعث العزم والصمود في نفوس اليمنيين ومناسبة يستبشر بها اليمنيون بزوغ فجر النصر والفرج القريب بإذن الله.
باعثا خالص الدعوات الإسلامية لشعبنا العظيم أن يكون بألف خير كل عام وقيادتنا الحكيمة وعلى رأسها سماحة القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي وكل الأحرار والمجاهدين الأبطال في ساحات العزة والكرامة بألف خير وعزة وتمكين ونصر يعز الله به أولياءه ويذل به أعداءنا وأعداءه.
فرحة غير مسبوقة:
عضو مجلس الشورى أحمد الأشول قال من ناحيته إن الاستعدادات الجارية في الجمهورية اليمنية ، للاحتفاء بمولد سيد الخلق نبينا محمد صلى الله وسلم عليه وآله هي في تصاعد مضطرد منذ قيام ثورة 21 سبتمبر التي انتهت وصاية السفارات على بلادنا وكل مولد نقول عن الاستعدادات التي تسبقه : لا نظير لها ولا سابق لمثلها لا في بلادنا ولا في أي بلد . ونحن محقون بالفعل ؛ فما يجري في هذه الأيام من تجهيزات وفعاليات في مختلف عواصم المحافظات والمديريات والعزل والقرى والحارات ، لهو بحق مثار الإعزاز والارتباط ، بما يدل على أن اليمنيين هم الأرفع بين شعوب أمتهم وهم خير من ينصر ويعزر ويوقر هذا النبي العظيم صلى الله عليه وآله وسلم ؛ كونهم يرتبطون به ومعه بأوثق الصلات التي أضحوا يجسدونها على أرض الواقع سلوكًا وممارسةً وجهادًا .
وأضاف الأشول متسائلا: كيف لا ، وقد خَلَع عليهم أثمن الأنواط ونَحَلهم أرفع الأوسمة من الدرجات العُلَا ، التي لا تليق بأحد سواهم ويا لروعة تدشين فعاليات هذا العام المولدية بذلك الخطاب والبيان النبوي الهام المعبر عن عظم المناسبة ، الذي ألقاه قائد الثورة المجيدة والمسيرة القرآنية العالمية المباركة وكان ما فيه سيد الكَلِم وفصل الخطاب ، كما عود القائد شعبه فى مثل هذه المناسبة وسواها من تأصيل للنهج والسلوك القدوة ، بما هو كفيل بتحقيق النصر الموعود من الله ، والمبارك من نبيه محمد عليه وآله أفضل صلاة وأتم تسليم .
وقال: يكفينا فخرًا ، أن السيد القائد وفر علينا الاجتهادات والبحث والتنقيب ، لنخرج بمحصلة هامة لم نكن لنستخلصها من أي مصدر سواه ؛ مؤدّاها إجمالًا : أننا بما نفعله لا نُحْيي مولد نبينا الكريم ؛ وإنما نحن مَنْ نحيَا بمولده .
خير البشرية
من جانبها أوضحت الناشطة الثقافية -بشرى زبارة- أنه وبالرغم من العدوان والحصار والغلاء يثبت اليمنيون حبهم وولاءهم للرسول صلى الله عليه وآله وسلم فها هي صنعاء مزينة شوارعها خضراء مبانيها و طرقها من اجل استقبال ذكرى مولد خير البشر المساجد والمدارس بدأت فعالياتها المؤسسات الحكومية بدأت للتحضير والتدشين للمولد.
وأضافت: كل محبي رسول الله يقيمون مجالس المولد في منازلهم حبا واحتفاءً بذكرى مولده ز هل لدى اليمنيين ما يهتمون به ويحتفلون به أهمّ من نبيهم محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله.
المحبة والولاء
الإعلامي محمد الضاوي بين أن الاستعدادات جارية على قدم وساق وهذا يدل على حب اليمنيين لرسول الله من أخرجنا من الظلمات إلى النور رغم العدوان الغاشم وحصارنا إلا أننا نحتفل برسول الله ونفديه أرواحنا صلوات ربي عليه وعلى آله.
جادة الصواب
عبد الرحمن حسين أحمد الموشكي – مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة يقول من جانبه: تقترب ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها افضل الصلوات وازكى التسليم وعلى آله وقبل أن يحل ربيع الخير لاحظنا الابتهاج الشديد في طيات المجتمع اليمني الذي لطالما احتفل وابتهج بذكرى المولد النبوي الشريف.
ولكن ما لفت انتباهنا وانتباه العالم أن الشعب اليمني بعد مرور سبع سنوات من العدوان والحصار عليه نجده يعلن الابتهاج والاحتفاء من قبل شهر ربيع فقد بدأ الشعب اليمني يحتفل بمناسبة المولد النبوي الشريف من منتصف شهر صفر وهذه لأول مرة في تاريخه العريق يعني قبل المناسبة بما يقارب الشهر ولعل ذلك يدل على استعجالهم بالفتوحات والانتصارات التي تحدث لهم مع كل ذكرى للمولد النبوي الشريف.
وأضاف الموشكي: نجده يتسابق في العطاء في الابتهاج من خلال الزينة والأضواء التي اعتلت اسطح المنازل ومداخل الطرقات وفي الشوارع العامة الرئيسية منها والفرعية وغير ذلك التزيين نجد حملات النظافة والتي لم تقتصر على الشوارع والطرقات والحارات بل كان قبل ذلك نظافة القلوب وسلامة الصدور والسعي الحثيث بإن تمتلئ نفوسهم وقلوبهم بالحب وبالرحمة لبعضهم الآخر.. موضحا أن كل هذه الأعمال تترجم صدق التولي لله ولرسوله الكريم صلوات الله عليه وعلى آله .
وفي كل عام يمضي نلاحظ التفاعل الواسع بشكل ملموس وواضح فالجميع مجتمع ودوائر حكومية يتسابقون لإحياء هذه الذكرى العظيمة والقريبة من جميع قلوب اليمنيين لأنها اعظم مناسبه تتصل اتصال مباشر بهويتهم الإيمانية فالقوة الإيمانية التي تكمن في قلوبهم وفي مشاعرهم كفيلة بكسر العدوان مع حصاره وكفيلة بإن توصل رسالتهم للعالم كله بأنهم شعب يصعب على أي قوة بشرية النيل منه أو الانتصار عليه.
وتابع: لم يكن اليمن قبل سبع سنوات يحتفي ويحتفل بالمولد النبوي الشريف كما هو عليه الحال اليوم فهناك وعي كبير في أوساط الشعب وتحلل من الثقافات الدخيلة والمغلوطة التي لطالما سعت الحركة الوهابية الصهيونية إدخالها وإقناع الشعوب بها فاليوم نجد الشعب يعودإلى جادة الصواب .
حكمة إلهية
مجاهد أحمد راجح – التوجيه والإرشاد قال: إن شعبنا اليمني يستبشر ويتزين فرحًا بقدوم ذكرى مولد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله كما فرح من قبل أجدادنا الأنصار بقدوم رسول الله إلى المدينة. وهنا لا بد أن نشكر الله سبحانه وتعالى على توفيقه لنا كيمنيين، وإكرامه لنا بأن جَعَلَنا أعظم شعبٍ في الدنيا يهتم بإحياء هذه المناسبة، ويحرص على المشاركة الفاعلة في رفع ذكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من خلال الكثير من الأعمال، وأهمها: إقامة المحاضرات والندوات والفعاليات التي تتحدث عن سيرة رسول الله، بالإضافة إلى تزيين البيوت والشوارع والمحلات والمؤسسات العامة والخاصة، وكذلك من خلال حملات الإحسان التي تقام بشرف هذه المناسبة، وغير ذلك.
وأضاف: نحن ننظر بكل إكبارٍ وافتخارٍ وإعجاب إلى إحياء شعبنا اليمني لهذه المناسبة وهناك الكثير من المنطلقات والأهداف والغايات لإحياء مناسبة المولد النبوي الشريف، من أهمها:
انطلاقاً من هويتنا الإيمانية، ووعينا بأهمية الاستفادة من هذه المناسبة المباركة كمحطةٍ تربويةٍ وتوعويةٍ وتعبويةٍ إيمانية، ومناسبةٍ لترسيخ الولاء لرسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله”، وكمناسبةٍ للاعتراف بعظيم نعمة الله وفضله، نحتفل بهذه المناسبة المباركة على نحوٍ متميز، بدءاً بالفعاليات الكثيرة التي تتضمن المحاضرات والأنشطة التثقيفية والتوعوية المتنوعة؛ إضافةً إلى الأنشطة الخيرية، وأيضاً بالإظهار لمظاهر الابتهاج والفرح، استناداً إلى قول الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، وأي فضلٍ ورحمةٍ أعظم من رحمة الله ومن فضله العظيم الذي منَّ به على عباده من خلال رسوله الهادي، وكتابه الكريم، هذه النعمة التي يترتب عليها الخير كله في الدنيا والآخرة.
معتبرا المولد فرصةً للحديثِ عن الرسولِ ومبعثِه ومنهجِه ورسالتِه، والتعرف على مسيرته المباركة في حركته بالرسالة الإلهية، وما حمله من قيم، وما جسّده من أخلاق، وعن واقعِ الأمة وتقييمِه؛ ولذلك يعمل أعداء هذه الأمة على محاربة هذه المناسبة. فمحمد رسول الله عظيمٌ بعظمة الرسالة الإلهية، ومتمسكٌ بها، ومنطلقٌ على أساسها، وملتزمٌ بها، {جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ}، {يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ}، على خُلُقٍ عظيم، {شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا . وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}.
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ}، في موقع الهداية والقيادة والقدوة والأسوة، حجةً لله على عباده.

قد يعجبك ايضا