نبيل المهدي
أخي اليمني: لا تعجب مما يحدث بين أبناء شعبك اليمني من تفاعل ومن فرح ومن احتفاء ومظاهر احتفال بمولد سيد الخلق وأفضلهم وأزكاهم محمد صلوات الله عليه وآله، لا تتعجب لكثرة الزينة والإضاءة والفعاليات والأنشطة، لا تتعجب أخي اليمني فالوقت ليس وقت التعجب والاستغراب، بل انخرط مع القوم وكن واحداً ممن يصنع الغرابة ويصنع علامات التعجب لدى الآخرين؛ فأنت واحد من اليمنيين، أنت واحد ممن خصهم النبي بأقوال لم يقلها عن غيرهم، أنت واحد ممن قال النبي عنهم (الإيمان يمان والحكمة يمانية) (إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن) (إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن)، لا تستغويك فتاوى من يقتل شعبك ويقتلك ويحاصرك منذ سبع سنوات أن ما يفعله أبناء شعبك بدعة، تساءل لماذا لم يفتوا بأن قتل أطفال اليمن ونسائه بدعة، لماذا لم يفتوا بأن تدمير المدارس والمستشفيات والمصانع والجسور بطائرات سلمانهم بدعة، وأن حصار شعب بأكمله بدعة، لماذا لم يفتوا بأن عيد تأسيس المملكة وزيارة سروال المؤسس وعيد الحب بدعة، لماذا لم يفتوا بأن استقبال ترامب في الرياض باحتفال كلَّف 268 مليون سعودي بدعة، ومنحه ما يقارب نصف تريليون دولار بدعة، لماذا لم يفتوا بأن استقبال المغنيات والفاسقات والاحتفاء بهن بدعة، وأن فتح المسارح والسينما للاختلاط وإغلاق الحرم أمام حجاج بيت الله بدعة، لماذا لم يفتوا بأن التطبيع مع إسرائيل بدعة، وأن صفقة القرن بدعة، كلما يريدونه منك أيها اليمني الأصيل أن تنسلخ عن هويتك ويمنيتك وأن لا تؤدِ جزءاً من الدين الذي في عنقك لرسول الله، لا يريدون منك أن تُزعج إسرائيل وأمريكا، لا يريدون منك أن تعود لتتذكر أن أجدادك هم من استقبلوا رسول الله يوم كان أجداد الأعراب يجهزون أربعين شاباً لقتله، لا يريدون منك أن تتذكر ياسر بن عامر اليمني أول شهيد في الإسلام، لا يريدون منك أن تتذكر عمار الذي قال عنه النبي صلوات الله عليه وآله: (لقد ملئ عمار إيمانا من رأسه إلى أخمص قدميه) لا يريدون أن تتذكر أن أجدادك الأوس والخزرج هم من نصروا رسول الله صلوات الله عليه وآله في بدر وأحد والأحزاب ضد الأعراب الذين يتآمر على شعبك من يسيرون في مسارهم، لا يريدون أن تتذكر أن أجدادك هم من كانوا جيش النبي وهو يحارب اليهود في بني قريظة وقينقاع والنضير وخيبر، لا يريدون أن تتخلص من الثقافات المغلوطة التي بقي التيار الوهابي يبثها كسموم في المجتمع اليمني على مدى سنوات، لا يريدون أن تخرج من واقع الهزيمة النفسية التي أصبحت تنظر فيها إلى أمريكا باعتبارها كل شيء وغيرها لا يساوي شيئاً، لا يريدون منك أن تعرف أنك تستطيع أن تكون رقماً صعباً في هذه الحياة، وتستطيع مع علم هدى زمانك أن تقضي على الجاهلية الثانية كما قضى أجدادك مع النبي على الجاهلية الأولى، لا يريدون أن تصبح عظيماً بعودتك إلى سيد العظماء وتعظيمك لأعظم العظماء محمد صلوات الله عليه وآله؛ وهاهم على مدى سنوات يقتلونك بكل ما أوتوا من قوة، فكن ممن قال الله عنهم: {وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} واخرج وكن رقماً بين الملايين التي ستخرج لتزعج أعداء الله وأعداء رسوله والمؤمنين وأعداءك أنت.