علماء ودعاة الوهابية ومحاولاتهم طمس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

 

لا يخفى على أحد أن هناك جماعة محسوبة على المسلمين تعمدت طمس ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) كمرحلة أولى لطمس معالم الدين الإسلامي وتشتيت المسلمين.. من هنا تأتي أهمية إحياء ذكرى مولد الرسول الأعظم من قبل صنعاء وتحديدا من قبل حكومة الإنقاذ الوطني، في محاولة معاكسة لما ذهب إليه النهج التكفيري الوهابي.
إذا نظرنا في أدلة الوهابية حول احتفال النبي والأئمة عليهم الصلاة والسلام تجد أنهم يحرمون الاحتفال ويقولون إنه بدعة وعامله كافر ومشرك والنبي (صلى الله عليه وآله) لم يفعل الاحتفال في مولده والصحابة لم يفعلوا والحال أن الوهابية عندهم أسبوع محمد بن عبد الوهاب وعيدهم الوطني ولم يقولوا إن ذلك بدعة وأنه عيد مبتدع لم يفعله الرسول ولا الصحابة أو ما شاكل ذلك.
انظر إلى فتاواهم حول العيد الوطني في السعودية ومرور كذا سنة على حكومة آل سعود ويقرّون بأن الاحتفال باليوم الوطني جائز شرعاً، وواجب وطني.. وهو يوم تنتشر فيه المفاسد والاختلاط والسفور والعلاقات اللا أخلاقية في الشوارع والحفلات الماجنة.
وأما في اليمن فيحتفل اليمنيون منذ مئات السنين في كل عام بمولد الرسول الأعظم وخاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله)، كحدث استثنائي في حياتهم، لما له من تأثير كبير في وجدانهم الروحي والديني من تجديد للقيم الدينية والأخلاقية والثورية التي جاء بها رسول الله.. وتختلف مراسم الاحتفالات الشعبية بالمولد النبوي في اليمن من محافظة إلى أخرى، إذ تبدأ من مطلع شهر ربيع الأول إلى نهايته، وذلك بإقامة مجالس تنشد فيها قصائد مدح الرسول، وتقرأ الدروس من سيرته وشمائله، ويقدم فيها الطعام والحلوى.. وبالرغم من تراجع الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في العقود الأخيرة، مع انتشار الوهابية في أوساط الشعب اليمني، إلا أنه ظل أحد أهم المراسم الدينية التي صنعت إرثا ثقافيا وفنيا وتاريخيا في اليمن.

قد يعجبك ايضا