الثورة / حمدي دوبلة
صنعاء هي واحدة من اقدم المدن على وجه المعمورة وشهدت على مر التاريخ حضارات عظيمة وكان أهلها سباقون إلى اتباع الهدى المحمدي، وهاهي اليوم تتصدر المشهد الإسلامي في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وقد بدت في ابهى حللها وتزينت بأجمل أشكال الزينة والأضواء الخضراء والبيضاء استعدادا لإحياء هذه المناسبة العظيمة التي تحتل مكانة عظيمة في نفوس اليمنيين قاطبة .
ويؤكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، بأن الشعب اليمني سيكون متصدرا بحضوره المهيب والعظيم لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام كما كان خلال السنوات الماضية.
ويضيف السيد القائد في كلمته أمس الأول في تدشين فعاليات إحياء مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف بأن من الأمور الإيجابية أن يبدأ الاستعداد مبكرا لفعالية المولد الرئيسة في الثاني عشر من شهر ربيع الأول.. مضيفا: “شعبنا -بحكم هويته الإيمانية- يهتم بالمناسبات الدينية، وهو في طليعة الشعوب الإسلامية التي تهتم بهذه المناسبات”.
وأضاف سماحته بان “صنعاء اليوم عاصمة من عواصم الإسلام، من عصر رسول الله، من يوم وصل إليها الإمام علي وقرأ رسالة رسول الله -صلى الله عليه وآله”.. مؤكدا أن صنعاء اليوم في مقدمة العواصم الإسلامية التي تحتفل بذكرى المولد، واليمنيون هم الذين قال فيهم الرسول “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وأشار قائد الثورة إلى أن “أحرار صنعاء والشعب اليمني يتحركون في إطار مسيرة عملية قائمة على اتباع رسول الله والاقتداء به”.. مبينا أن احتفال الشعب اليمني بذكرى المولد طيلة السنوات الماضية كان متميزا وأكبر من أي بلد آخر، وهذا ليس غريبا عليه.
وأشار إلى أن” احتفال شعبنا المتميز بذكرى المولد هو جزء من إيمانه ووعيه، وخطوة يقتفي به أثر آبائه وأجداده من الأنصار”.. لافتا إلى أن “الشعب اليمني يستفيد من هذه المناسبة في التصدي لكل مساعي الأعداء المسيئة لرسول الله”.
وأضاف: “باحتفاله بذكرى المولد يستفيد شعبنا في التصدي للعدوان الجائر الذي اجتمع فيه الكافرون والمنافقون، كما اجتمعوا ضد النبي في معركة الأحزاب”.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الشعب اليمني يحيي المناسبات الدينية بحكم وعيه بأهميتها، وما يستفاد منها توعويا وتعبويا.. موضحا أنه “في ظل الظروف التي تعيشها أمتنا نلحظ الأهمية المتزايدة للاستفادة من المناسبات الدينية”.
وأضاف قائد الثورة: “بحكم التجربة لمسنا الأثر الطيب وبركة مناسبة إحياء المولد النبوي الشريف في الوعي والعمل والتعبئة الروحية والإيمانية”.. موضحا أنه “من الطبيعي أن يكون شعبنا اليمني، يمن الإيمان وأحفاد الأنصار، في مقدمة شعوب الأمة التي تهتم بالمولد النبوي الشريف”.
ولفت إلى أن “الحديث عن رسول الله يأتي ضمن الاهتمامات الرئيسية على المستوى التعليمي والتربوي، وفيما يتعلق بالالتزام العملي، وتزداد أهمية المناسبات الدينية في ظل ما يستجد في واقع الأمة من تحديات وأخطار”.
وقال: “تزداد أهمية إحياء المناسبات الدينية في ظل مساعي أعداء الإسلام لفصل الأمة عن أنبيائها من خلال الأنشطة التضليلية”.. مشيرا إلى أن “من أهم ما يركز عليه أعداء الإسلام هو العمل على فصل الأمة عن الاقتداء برسول الله والتمسك بالقرآن”.
انزعاج الأعداء
الزخم الجماهيري الكبير الذي صاحب احتفالات اليمنيين بذكرى المولد النبوي خلال السنوات الماضية وخاصة في العاصمة صنعاء ازعج أعداء الأمة كثيرا وفاقم من مخاوفهم وهواجسهم وذلك لإدراكهم العميق بأن عودة المسلمين إلى الهدي الرباني والى الطريق القويم وتمسكهم بنبيهم والتمسك بالقرآن الكريم هو أول الطرق لانتصارهم ورفع شأنهم وبالتالي انهزام الأعداء، وفي هذا الإطار يؤكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن “صدى الاحتفال في العام الماضي كان كبيرا، كونه كان خروجا غاضبا رفضا للإساءة الفرنسية لرسول الله – صلى الله عليه وآله”.
ولفت إلى أن إعلام العدو الإسرائيلي ركز على إحياء المولد في اليمن العام الماضي، وأبدى انزعاجه من ذلك.. وقال: “إذا كان احتفالنا بذكرى المولد يزعج اليهود وأعداء الإسلام، ويعزز علاقتنا برسول الله، فيجدر بنا أن نهتم أكثر فأكثر بهذا الإحياء”.
وأردف: “شعبنا الذي يحمل في قلوبه المحبة لرسول الله لا يحتاج إلى التعب والعناء، بل للقلوب الممتلئة حبا له، وبمشاعر الآباء والأجداد والأنصار حين رحبوا بالرسول الأعظم”.
وأضاف: “تأتي بعض التشكيكات من الأعداء حول الحضور الواسع في هذه المناسبة، ويقولون إنها نتيجة إغراءات وتهديدات، لأنهم أغبياء لا يعرفون شعب اليمن”.. لافتا إلى أن “أعداء الشعب اليمني لم يستوعبوا بعد ما يعنيه قول رسول الله الإيمان يمان والحكمة يمانية، ولم يعرفوا مستوى الانتماء الإيماني الراسخ لهذا الشعب المبارك العظيم”.
اليمن في الصدارة
ويؤكد السيد القائد بأن “الشعب اليمني سيتصدر إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف قبل كل الشعوب، وأكثر من أي شعب آخر”.. وقال: “أثق كثيرا بأنه كما في الأعوام الماضية، سيكون شعبنا متصدرا بحضوره المهيب والعظيم كل الساحات أكثر من أي شعب آخر”.
وقال سماحته : “شعبنا لن يلتفت إلى المشككين والمنافقين الذين يثبطون عن الحضور الحاشد في الفعاليات المتعلقة بهذه المناسبة”.. مضيفا: “من الطبيعي أن يتحرك التيار الوهابي التكفيري في التثبيط عن هذه المناسبة، فهو يرى تعظيم رسول الله شركا، وشعبنا لن يلتفت إليهم”.
وبيّن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الشعب اليمني على درجة عالية من الوعي، وموضوع العلاقة برسول الله خط أحمر بالنسبة إليه.
قبلة المحتفلين
كانت العاصمة صنعاء منذ انتصار ثورة الـ21من سبتمبر قبلة للمحتفلين برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنوانا للاحتفاء بمولد سيد الخلق أجمعين وحتما ستكون كذلك خلال الاحتفاء الرئيسي بذكرى المولد الشريف المقرر في الـ12من ربيع الأول الحالي.
وفي هذا الاطار يؤكد أمين العاصمة حمود عباد، أن العاصمة صنعاء ستشهد أكبر احتفال جماهيري بمناسبة المولد النبوي الشريف، بما يليق بعظمة المناسبة ومكانة الرسول الأعظم في قلوب اليمنيين.
وأوضح عُباد أن العاصمة تشهد حراكا وتفاعلاً رسمياً وشعبياً غير مسبوق لاستكمال الترتيبات للاحتفاء بهذه المناسبة بصورة تشرف كل اليمنيين.
ولفت إلى تواصل أعمال التزيين والإضاءة وكذا أعمال النظافة لتكون العاصمة في أبهى صورة جمالية للاحتفال بمولد سيد البشرية.
وقال” ستكون العاصمة صنعاء الوجهة الأولى للمحتفلين بهذه المناسبة على مستوى اليمن، كما ستمثل الواجهة على المستوى العربي والإسلامي، لما ستحتضنه من حشود جماهيرية وما اكتسته من حلة جمالية في جبالها ومبانيها وشوارعها ابتهاجا بهذه المناسبة الدينية”.
وأشار أمين العاصمة، إلى أن الاحتفاء بذكرى المولد النبوي، له دلالات ومعان تؤكد ارتباط شعب الإيمان والحكمة برسول الإنسانية والسير على نهجه رغم الصعوبات التي يواجهها جراء استمرار العدوان والحصار.
وأكد عباد، أن الاحتفاء المشرف بهذه المناسبة يمثل انتصاراً للقيم النبيلة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كما أنه انتصار على أعداء الإنسانية الذين يواصلون عدوانهم وحصارهم على الشعب اليمني.