الثورة /
ولد إبراهيم محمد صالح الحمدي عام 1943م في مدينة قعطبة، وفي الكتاب الصادر عن وزارة الإعلام والثقافة 1977م قبل اغتياله بأشهر، والذي يضم خطب ولقاءات الرئيس الحمدي من 13يونيو 1974م إلى مايو 1977م –يذكر الكتاب أنه ولد عام 1942م.
تشير رسالة بحثية إلى أن أم إبراهيم هي ميمونة الخطيب من بيت الخطيب الذين عرفوا بالخطابة في المساجد من مدينة فعطبة، وأبوه صالح محمد الحمدي من ذيبين التي تتبع عمران، وهم في الأصل من قرية (حَمِدة) في ريدة، وهي قرية القضاة.
عمل أبوه قاضيا في الحديدة وآنس وماوية وقعطبة وذمار، حين كان محمد صالح الحمدي قاضيا في الحديدة بداية ثلاثينيات القرن العشرين اشتكى تجار الحديدة بالأمير البدر محمد بن يحيى، الذي مات غريقا في بحر الحديدة أثناء محاولته إنقاذ أحد مرافقيه من الغرق – وقد حكم محمد صالح الحمدي بخصوص شكوى التجار ضد الإمام يحيى، وفرض عليه تسليم سبعين ألف ريال للتجار، وقد استجاب الإمام يحيى ونفذ الحكم.
حين رافق محمد صالح الحمدي وولده إبراهيم –الإمام أحمد برحلته العلاجية إلى إيطاليا عام 1958م تنبأ له الإمام بمستقبل مهم فقد لمس فطنة وذكاء عند إبراهيم وأجوبته على أسئلة الإمام أحمد، الذي اعتاد أن يسأل التلاميذ ويتفرس في ذكائهم، كما يشير إلى ذلك حسين الحبيشي في مذكراته -حين التقاه الإمام ووجه له بعض الأسئلة عند زيارته لمدرسته في عدن.
كان الشهيد إبراهيم الحمدي قد التحق بكلية الطيران في صنعاء عام 1961م، إلاَّ أنه بحسب ما أورده اللواء يحيى المتوكل -زميله في الكلية – ترك الدراسة فيها بعد أشهر بحجة أنه يريد أن يساعد أباه في أمور القضاء بلواء ذمار، والباحثة أروى محمد ثابت تورد في بحثها أنه ترك الدراسة لأن مدير الكلية عبد الله السلال طالبه بتسليم رسوم الدراسة وهي مائة وعشرون ريالا، إلاَّ أن الحمدي رفض دفعها، وحين علم ولي العهد محمد البدر بذلك تحمل تكاليف الدراسة بدلا عنه، لكن إبراهيم الحمدي فضل العودة إلى ذمار ومساعدة أبيه حاكم ذمار، ولأن موقفه من السلال وموقف السلال منه كان سلبيا. وباعتقادي أن موقف عبد الله السلال من أبناء القضاة والسادة محكوم بحقد طبقي، انعكس في إصداره لأوامر الإعدامات التي نفذت داخل الكلية الحربية في الأيام الأولى لثورة 26سبتمبر، وقد نفذت الإعدامات بالقرب من الساحة، وكان علي عبد المغني يجلس في مدرعة متابعا ما تبثه الإذاعات من أخبار وتحليلات عما يحدث في اليمن، غير مبال بما يجري من إعدامات بالقرب منه.
كان الشهيد الحمدي بالفعل يبني ذاك المستقبل المهم الذي تبأ به الإمام احمد، ولم يكن الأمر يعني الشهيد فقط، وإنما أيضا الوطن الذي رسما له خطا كان السير فيه كفيلاً بأن يرتقي بالوطن كثيراً وفي مختلف المجالات.. يقول الباحث محمد ناجي أحمد: قراءة خطب وكلمات الشهيد الحمدي خلال الثلاث السنوات والأربعة أشهر التي حكم بها تعطي تصورا واضحا لطبيعة المشروع الوطني الذي أراده الحمدي، وتنبه لخطورته الأعداء محليا وإقليميا ودوليا، فلم يعطوه الفرصة لإنجازه، واتخذوا قرارهم بتصفيته، وتصفية التجربة قبل أن يقوى عودها.
شدة عشقه الصوفي للشعب ينعكس باستخدامه لعبارات حميمية تجاه الشعب، إضافة إلى استخدامه لمفردة (الإخوة، الأخ، إخواني).
لم يكن الحمدي محتاطاً وحذراً من تدبير عملية اغتيال له، لهذا كان يتجول في مرات عديدة لوحده في سيارته الشخصية. يسأله صحفي عن صحة وجود محاولة لاغتياله فينفي ويقول: ليس هناك محاولة للاغتيال فأنا أتحرك بدون حراسة.
في سؤال أخبار اليوم القاهرية في العيد الأول للحركة التصحيحية، عن حقيقة الإشاعات التي تتردد من أن هناك محاولة لاغتياله، أجاب ”هذه الإشاعات سمعتها أنا أيضا، ولكنها ليست صحيحة.. ويمكن اغتيالي بسهولة إذا أراد أي شخص لأنني أسير بلا حراسة”.
قد يعجبك ايضا