
> الإرادة السياسية والشعبية واجب مقدس تجاه الوطن
> على التيارات السياسية أن تدرك إرادة الشعب في تنفيذ وتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني
*قال المحلل السياسي الدكتور سامي السياغي مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بجامعة صنعاء :إن مخرجات الحوار لبت متطلبات معالجة قضايا حقوق الإنسان والصراعات السياسية كما أنها أغلقت الباب أمام من يريد العودة للوراء.
وأكد في حديث لـ(الثورة) على ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف في تطبيق مخرجات الحوار والتغلب على التحديات… وفيما يلي نص اللقاء:
اشتملت وثيقة مؤتمر الحوار الوطني على تقرير فريق قضايا ذات بعد وطني والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية .. ما تقييمك لهذا التقرير¿
– تقرير فريق العدالة الانتقالية كان من أصعب العقبات التي واجهت مؤتمر الحوار الوطني ولا ريب بأن مخرجات التقرير وفق ما ظهر من المداولات والنقاش الطويل قد تكللت في آخر الأمر بالتوافق من جميع الأطراف وإجمالاٍ نلاحظ أن هذا التقرير استوعب كل ملاحظات المكونات كما أنه يلبي متطلبات ما نحتاج إليه في هذه المرحلة وتحديداٍ في ما يخص معالجة مشاكلنا المعاصرة في ما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان وقضايا الصراعات السياسية وفي نفس الوقت أرى أنه يغلق الباب أمام كل من يريد أن يرجع بنا إلى الوراء وتعميق جراح الماضي وبهذا التقرير أعتقد أننا وصلنا إلى حل يتفق مع الروح التي تنطبق مع قضية التسوية السياسية وفقاٍ للمبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن رقم 2014 و2051 لذا أقول بأن مخرجات هذا الفريق عبرت عن قدر كبير من حالة الوفاق التي وصلت إليه المكونات السياسية.
* في رأيك .. هل ستتفق القوى السياسية على آلية تطبيق وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني فيما يخص فريق العدالة الانتقالية¿
– الموافقة على مخرجات هذا التقرير موافقة جماعية وبالتالي ليس أمام كل المكونات إلا الالتزام ولا شك بأن مسألة التطبيق لمخرجات مؤتمر الحوار ومنها مخرجات فريق العدالة الانتقالية ستعزز في إنهاء كل الاختلافات التي لم تكن تجد حلولاٍ في الماضي بسبب عدم تطبيقنا للوثائق فأهم خلاصة لهذا التوافق هو تطبيق وثيقة الحوار الوطني وأنا مؤمن بأن كل المكونات تعي ضرورة تنفيذ كل مخرجات الحوار لكونهم يطبقون إرادة الشعب بكل اطيافه وتياراته ولكون هذه المخرجات طوق نجاه لهذا الوطن.
* ماذا تقول عن وثيقة ضمانات تطبيق مخرجات الحوار الوطني والتي اتفقت عليها جميع المكونات¿
– بعد أن تم الاتفاق على هذه الوثيقة كجزء رئيسي من مخرجات الحوار الوطني لا نخفي بأن العامل الرئيسي في توقيع هذه الوثيقة هو تدخل فخامة رئيس الجمهورية في لحظة حاسمة كما أن حضوره بذلك الشكل المفاجىء مثل دفعة قوية وإعادة تأكيد في وقت قصير جداٍ ووضع حداٍ لكل الاشكاليات حول تلك الوثيقة مع العلم أنها أفضل ما يمكن تحقيقه للحفاظ على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وهي أيضاٍ استوعبت كل ملاحظات المكونات وهذا شيء يسعدنا خاصة فيما يتعلق بالتأكيد على مرجعيات التسوية السياسية.
* تحدث فخامة رئيس الجمهورية بأن وثيقة الحوار الوطني مثلت الخطوة الأولى في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وبأن هناك تحديات يجب التغلب عليها .. في اعتقادك كيف سنتغلب على هذه التحديات¿
– ما قصده فخامة رئيس الجمهورية هو ضرورة وأهمية الإيمان من قبل كل الأطراف بتنفيذ ماتم الاتفاق عليه وستسعى الأطراف إلى التطبيق لكن التطبيق في حد ذاته يحتاج إلى إيمان حقيقي إلى أن أن كل ما تم التوصل إليه يعبر عن مصالح الوطن العليا فمسألة الإيمان في تقديري تتعدى مسألة الموافقة ولا بد أن نؤمن جميعاٍ بأن ما تم الاتفاق عليه هو المخرج الوحيد لنا وعلينا أن نتخذ موقفاٍ شجاعاٍ كالذي اتخذه رئيس الجمهورية حيث جمع جميع التناقضات كما أشار بذلك في خطابه بأن هناك تناقضات على جميع المستويات والشجاعة هي أن نواجه هذه التناقضات والتغلب على الخطر الحقيقي المتمثل في عدم الإيمان بهذه المخرجات كحل استراتيجي.
* هل تؤمن بوجود الإرادة التي تستطيع أن تحول هذه المخرجات إلى إنجاز عظيم¿
– نعم .. هناك إرادة سياسية قوية وشجاعة ممثلة في فخامة رئيس الجمهورية فالكثير من التناقضات التي مرت بنا خلال مؤتمر الحوار الوطني وكان البعض يوافق على بعض الأشياء ويعترض على أشياء أخرى ولكننا وجدنا قراراٍ شجاعاٍ في المضي إلى الأمام وتحقيق المستحيل لأجل هذا البلد فنحن على ثقة كاملة بأن هذه الإرادة السياسية تنبع في الأساس من الحاجة الماسة للخروج بالوطن من هذا المأزق والإرادة السياسية ليست ترفاٍ والإرادة الشعبية هي الأخرى ليست ترفاٍ وإنما هي واجب مقدس تجاه الوطن للخروج به من أزماته الخانقة.
* ما الذي يتطلب من القيادة السياسية في هذه المرحلة¿
– الناس الآن يتحدثون عن اليمن الجديد وأعتقد أنه قد حان الوقت لكي نعالج بعض مظاهر الاختلال وبالطبع ندرك أن المهمة صعبة جداٍ لكن يجب أن نعمل على تحسين أوضاعنا وتجديد الأمل لدى أبناء الشعب في كافة المستويات وعليه يجب على الأحزاب أن تغادر المناكفات والصراعات والاقصاءات وعليها أن تتعاون لما فيه مصلحة الجميع وتقف مع القيادة السياسية وقفة صادقة فالبلد لا يحتمل المزيد من الفوضى والصراعات.
* ما هو تفسيرك لعمليات الاغتيالات التي طالت بعض الشخصيات خلال انعقاد جلسات مؤتمر الحوار الوطني¿
– هناك تفسيران .. الأول يقول : إن هناك جهة لا تميز بين الشخصيات الحزبية ولا العسكرية فهي تستهدف كل ما من شأنه إلحاق الضرر بأمن اليمن وإبطال مشروعه الوطني المتمثل في مؤتمر الحوار.
الثاني : إن عمليات الاغتيالات التي طالت أفراداٍ من تيارات معينة هي بالأساس محاولة لدفع هذه التيارات إلى الوقوف ضد انجازات مؤتمر الحوار الوطني ونقلها من مربع المشارك إلى مربع المعارض والمخالف وفي كل الأحوال هذه هجمات شرسة على مخرجات الحوار الوطني ونتمنى من الأطراف كافة أن تعي ذلك وتعمل على تحقيق الأمن والاستقرار وتتجاوز هذه المآسي التي ندينها جميعاٍ.
* لنعود إلى مخرجات فريق قضايا ذات بعد وطني والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية .. ما مدى نجاح هذه المخرجات في معالجة وإغلاق ملفات الصراعات السياسية في الفترات الماضية¿
– أولاٍ : علينا أن نتفق بأن معالجة مثل هذه المسائل لا تحمل بعداٍ سياسياٍ فقط فلها عدة أبعاد ونتمنى أن تكون التسوية السياسية والوفاق الوطني قد أدى دوره في تسوية هذه المسألة من الناحية السياسية وهناك بعد يتعلق بالبعد الاقتصادي وبعد اجتماعي وبعد أمني وكلها أبعاد معقدة تحتاج إلى مدى زمني ونفس طويل لمعالجتها.
ثانياٍ : ما خرجنا به في مؤتمر الحوار الوطني يمثل قاعدة أساسية لحل هذه المشكلات التي قد تكون أبعد عما التوافق حوله إلا أننا أوجدنا المراهم التي سنعالج بها جراحات الوطن الكبيرة ونحن بحاجة إلى مصالحة وطنية تعالج كل قضايانا بدون تمييز وأعتقد أن مخرجات فريق العدالة الانتقالية ستسهم في تعزيز هذه المصالحة التي ستنهي وتعالج جراح الماضي.
* سؤال أخير .. ما هي رسالتك إلى الأحزاب السياسية¿
– مخرجات مؤتمر الحوار الوطني هي خير معلم للجميع ومن سياق خطاب فخامة رئيس الجمهورية أثناء التوقيع على وثيقة الحوار الوطني فإنه ابدى حرصه الشديد على اليمن أرضاٍ وانساناٍ وعلى أهمية مشاركة جميع أبناء الوطن في بناء مستقبلهم وفق أسس ثرية جداٍ تتعلق بمبادىء الحكم الرشيد.