هيكلة الجيش والأمن حققت نتائج متميزة .. والمخرجات تركز على تطويرها


> حظر العمل السياسي والحزبي على الجيش والأمن إيجابي وممارسة الحق الانتخابي سلبي

> توصيات الفريق تصب في توحيد الجيش ومصلحة الوطن وإزالة الانقسام والتبعية

> تطبيق المخرجات أصبح ضرورة.. وليس هناك ما يمنع ذلك

> على القوى السياسية البدء في تطبيق المخرجات والتجهيز للاستفتاء والانتخابات

أكد مقرر فريق الأمن والجيش الشيخ/ فهد دهشوش أن مخرجات الحوار تعد إنجازاٍ عظيماٍ للشعب اليمني مؤكداٍ أن توصيات فريق الجيش تصب في بناء جيش وطني قوي يحمي الشعب وممتلكاته ومنجزاته وحريته .. وهذا نص اللقاء:

* في البداية هل لك أن توضح لنا مدى رضاك من مخرجات الحوار¿
– في البداية أشكر صحيفة الثورة وكل الوسائل الإعلامية المختلفة بأنواعها وتوجهاتها على الجهود التي بذلتها في تغطية جلسات المؤتمر, والتي مثلت حلقة الوصل بيننا وبين المواطنين, ونقلت لنا ولهم المشاكل التي يعانون منها وكذا التي واجهتنا وأعاقتنا.
وبالنسبة لمخرجات الحوار فهي مرضية إلى حد كبير, كما أن ما تم التوصل إليه من مخرجات وقرارات وتوصيات تعتبر إيجابية ومنجزاٍ عظيماٍ وكبيراٍ ليس لأعضاء المؤتمر فحسب, وإنما لليمنيين جميعاٍ كونهم أثبتوا أنهم أهل الحكمة وقادرون على تجاوز كل الصعاب والمعوقات بالعقل والمنطق والحوار.. بالإضافة إلى حلة التوافق التي تشكل وتشير إلى أن الهدف سامي ووطني وأصيل وكبير.
مخرجات الفريق
* بصفتك مقرر فريق بناء الجيش والأمن, ماهي أبرز مرتكزات تقرير الفريق¿
ـ هناك نقاط وقرارات وتوصيات هادفة وجوهرية كثيرة في التقرير, ولا أستطيع ذكرها واستعراضها كلها, لأن المجال لا يسمح بذلك.. لكني سأذكر أهمها: ـ أن الجيش يحمي ويصون الشعب وممتلكاته وحقوقه وشرعيته وسيادته, ولا يجوز أو يحق له أن يحكم, وكذا ـ رفع مستوى الجيش والأمن تدريبياٍ وتأهيلاٍ, وتوفير الاحتياجات والأساسيات الضرورية لهم ولأسرهم سوى أثناء الخدمة أو التقاعد ورفع مرتباتهم, بالإضافة إلى ـ القيام بتنقلات دورية وتغييرات مستمرة وعدم بقاء أي قائد في أي منصب قيادي لأكثر من أربع سنوات, والتدوير الوظيفي والمستمر للقيادة العسكرية والأمنية.
وكذلك سحب الأمور المالية من تحت أمرة وتوجيهات القيادات واختصار مهام وواجبات القائد في الجانب التدريبي والعسكري, بينما الشؤون المالية ينظم لها آلية معينة تجنب وتضع حداٍ للعب بالأموال العامة من قبل القادة أو أي طرف أو فرد له سلطة على تلك المؤسسات وكذلك تحريم الحزبية والعمل السياسي وحظر الترشح أو الترشيح عليهم.
الهيكلة وتوحيد الجيش
* الهيكلة وبناء الجيش تحتاج إلى دراسات وإستراتيجيات.. أين أنتم من ذلك¿
– اطلعنا على إنجازات وقرارات ومقترحات اللجنة الحكومية المكلفة بإعادة هيكلة وزارتي الدفاع والداخلية, ووجدنا بأنها نتائج وثمار إيجابية ودقيقة وناجحة, واستفدنا كثيراْ من تقرير اللجنة الحكومية والذي تضمن عدداٍ من المواد والقرارات المتعلقة بالهيكلة التي أيدناها ووضعنا على أساسها أسساٍ مستقبلية لعمليات إعادة بناء تنظيم وهيكلة الجيش والأمن بشكل مستمر وغير متوقف وفقاٍ للحاجات والمتغيرات وبحسب الزمان والمكان.
وأعتقد أن الهيكلة لو أخذت بتوصيات القرارات سنحقق قفزة نوعية وإنجازاٍ كبيراٍ وغير مسبوق وإضافة نوعية تدفع بالجيش والأمن إلى الأمام, خاصة إذا حظرت وغابت والاعتبارات السياسية لبعض قوى الضغط التي ترى في وجود جيش قوي ضرراٍ عليها وعلى مصالحها ومشاريعها الهدامة للوطن.. كما أن عمل الهيكلة اقتصر على الاحتياج الفعلي والتغيير الإيجابي, والأخذ بمقترحات فريق الجيش والأمن سيشكل ويساهم في تحقيق قفزة نوعية للأفضل.
تطبيق على الواقع
* هل سيطبق ذلك على أرض الواقع¿
– لا يوجد ما يمنع ذلك, وإذا وجدت الإرادة الحقيقية والعزيمة الصادقة في تنفيذ وتطبيق تلك الهيكلة ومخرجات الفريق من قبل فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي, وبمساندة كافة القوى السياسية الحية فإن ذلك سيتحقق بكل سهولة ويسر وفي أقل وقت وجهد.
وبالتأكيد أن جميع القوى مهتمة وتسعى لإصلاح المؤسستين العسكرية والأمنية, باعتبار ذلك أكبر خدمة ستقدمها للشعب الذي يتطلع ويأمل بأن يكون جيشه قوي وعظيم, كون أفراد الجيش يعتبرون الصخرة الصماء في وجه أعداء الوطن والذين قد حققوا في ما سبق نقلات نوعية وإيجابية كبيرة في أداء مهامهم على أكمل وجه منها: حماية الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والحفاظ على حدود البلد وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار.
إلا أننا ورغم ما قدمته تلك المؤسسات لا زلنا نتطلع ونترقب ونريد ونطالب بتطويرها ورفع مستواها بما يساوي ويوازي المعايير الدولية, وكذا إزالة ما لحق بهما خلال الثلاث السنوات الماضية من انقسام وضعف كبير وتراجع في مستوى خدماتها, مما تسبب ذلك بإدخال البلاد في أزمة وما نراه ونعيشه أيضاٍ من انفلات أمني رهيب.. لذلك لا بد من إعادة النظر وإصلاح ما خلفته الأزمة وإعادة بنائه بشكل أفضل مما كان عليه سابقاٍ.
توحيد الجيش
* ما هي المحددات التي خرجتم بها لأجل توحيد الجيش ليكون جيشاٍ وطنياٍ خالياٍ من الانقسامات والانتماءات¿
– المبادئ والأسس والمخرجات التي وضعت لأجل توحيد الجيش وإزالة الانقسامات والانتماءات كثيرة, أهمها ـ تجريم ممارسة العمل الحزبي والسياسي على منتسبي القوات المسلحة وتعيين القيادة والضباط على أسس الكفاءة والخبرة والولاء الوطني, وتحديد مهمة الجيش في حماية الشعب وممتلكاته ومنجزاته وحرياته وسيادته وديمقراطيته وعدم تدخله في الشأن السياسي إلا عبر ما يتخذ من المؤسسات التشريعية والدستورية.
وهناك العديد من المقترحات والقرارات والتوصيات خرج بها الفريق وتصب جميعها في توحيد الجيش وحذف مخلفات الانقسامات والانتماءات التي تضمن عدم تكرر وعودة تلك الصور إلى صفوف الجيش إن تم تحقيقها على أرض الواقع, وهذا ما يتمناه ويحلم به كل مواطن يحب أن يكون بلده آمناٍ ومستقراٍ وشامخاٍ ومعتزاٍ بين الشعوب.
ما بعد الحوار
* كيف تنظر إلى المستقبل بعد الانتهاء من مؤتمر الحوار والبدء في تنفيذ مخرجاته¿
ـ ننظر ونأمل في أن يكون نهاية مؤتمر الحوار البداية للمضي في الطريق الصحيح, للخروج من النفق المظلم الذي أدخل الوطن فيه, البداية لغد ومستقبل أفضل يعيش فيه المواطن بكرامة وعز.. ولن يكون القادم أفضل وأجمل إلا إذا طبقت مخرجات الحوار عامةٍ على أرض الواقع وعكسها في مواد دستورية وسن القوانين الكفيلة بتنفيذ تلك المخرجات.
وليس هناك ما يمنع تحقيق أو العمل بتلك المخرجات, رغم ما أرى فيها من مواد وألفاظ مطاطية, تحتمل أكثر من معنى وتفسير والتي قد يفسرها كل طرف حسب هواه, وهناك أيضاٍ مواد متناقضة مع بعضها البعض, لكن ثقتي في وجود جهة مفسرة ومراقبة ومشرفة على التنفيذ أمينة ووطنية, ستحول ذلك دون حدوث إرباكات وتناقضات في تنفيذ المخرجات.
أخيراٍ
* ما الكلمة التي تود قولها نهاية هذا اللقاء¿
– أولاٍ: أبارك للشعب اليمني العظيم ولرئيس الجمهورية وكل القوى الوطنية الصادقة والمحبة لأمن واستقرار وتقدم هذا الوطن, بانتهاء مؤتمر الحوار الوطني, والذي وضع اللبنات الأولى لمستقبل أفضل, وغد أجمل.
وأدعو جميع القوى السياسية الانتقال إلى المراحل والخطوات التي يجب الخوض فيها بعد اختتام مؤتمر الحوار الوطني, وبحسب ما ورد في المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة, وتنفيذ ما استخلصه وخرج به المؤتمر على أرض الواقع بشكل دقيق, وإرجاع الأمر والقرار لصاحب الشأن الأول والأخير وهو الشعب, من خلال التجهيز للاستفتاء والانتخابات.
وكذا أقول للشعب أن عليه مهمة ومسؤولية مراقبة تنفيذ وتطبيق المخرجات والحفاظ على وحدة الوطن وأمنه واستقراره, وعدم الانجرار نحو التيارات المتشددة التي تقود البلاد إلى الغلو والتطرف والهلاك والشحن السياسي والمذهبي المقيت.

قد يعجبك ايضا