شكل الدولة يجب أن لا يمس وحدة الجيش ليبقى مؤسسة سيادية

مخرجات الحوار طموحة تتطلب التفاف الجميع حولها وإبعاد المؤسسة العسكرية عن الصراعات

التداخل بين المناطق العسكرية والأقاليم ضمان للوحدة الوطنية

يجب اتخاذ إجراءات لاحقة وصارمة لحماية مؤسستي الدفاع والأمن

قال الأستاذ الدكتور أمين الحذيفي أستاذ القانون والخبير الاستراتيجي: إن مخرجات الحوار الوطني مهما كانت ملبية للطموح ومنسجمة ولم يلتف حولها كل أبناء الوطن وفئاته وأحزابه لن تنجح وقد تصطدم ببعض المعوقات التي تعرقل التنمية والاستقرار.
وأكد الدكتور الحذيفي أن الأقليم وشكل الدولة الجديدة لايمكن أن يمس وحدة الجيش لا من قريب ولا من بعيد لأنه في ظل الأشكال المطروحة والأقاليم المتعددة تبقى مؤسسة الجيش سيادية لاتتأثر ولا تنفك عن المركزية المطلقة مؤكداٍ أن ميزة التداخل بين المناطق العسكرية والاقاليم ضمان للوحدة الوطنية.
وتطرق الدكتور الحذيفي إلى العديد من القضايا المتصلة بالحوار الوطني ومخرجات فريق بناء الجيش والأمن بمؤتمر الحوار الوطني الشامل..فإلى التفاصيل :

> حدثنا عن مخرجات فريق الدفاع والأمن هل هي ملبية للطموح¿.
– بمفردها ليست ملبية للطموح وإنما يجب أن تكون منسجمة معها مفردات الفريق الثمان الأخرى بمعنى حتى لو كانت مخرجات فريق الدفاع والأمن جيدة وتوافق عليها الجميع وبصورة شبه مبكرة فإن مخرجات القضية الجنوبية وبروز الحراك المسلح ومشكلة الطائفية التي بدأت وللأسف تلوح في الأفق تمثل عوائق امام عمل المؤسسة الدفاعية والمؤسسة الأمنية.
> هل ستعمل بنود وقرارات وتوصيات الفريق على عدم انقسام الجيش في المستقبل ¿.
– انقسام الجيش له أسباب عديدة منها ما يعود للمؤسسة العسكرية نفسها ومنها ما يعود لعوامل خارجها.
فإذا قلنا بأن هذه البنود والقرارات والتوصيات كفيلة بتحصين الجيش من الداخل في حين ظلت القبلية والمناطقية والمكايدات السياسية وانقسام الأحزاب المتصارعة على السلطة وكذلك المذهبية .. إضافة إلى التدخلات الخارجية وهو ما يعني أن عوامل الهدم أكثر من عوامل البناء.. فالمحصلة النهائية هي أن هذا الجندي إنسان ينتمي لليمن بكل مكوناته وشرائحه يتأثر ويؤثر فيتأثر بالوضع الاقتصادي الذي يزداد سوءاٍ ويتأثر بالظلم كونه يحتاح إلى العدل وأن يتمتع بحقوق لأنه يراقب ويلحظ أن بعض الأطراف وبعض مخرجات الفريق الأخرى في مؤتمر الحوار تنادي بإلغاء الحقوق وتجرده من أبسط حقوق المواطنة كما أنه يرى أنه هدر فعندما يقتل قبيلي أو حزبي تقوم الدنيا ولا تقعد بينما الجندي تقعد الدنيا ولا تقوم عليه وبالتالي فإن هذه المخرجات بمفردها بنجاح ليست كفيلة ما لم تعضدها مخرجات الفرق الأخرى لتحل المشكلات الاقتصادية والسياسية والمناطقية والطائفية ما لم فإن الجندي نفسه منهم من ينتمي لهذا الحزب أو ذاك ومنهم القبيلي ومنهم المناطقي ومنهم السلالي وفيهم الفقير وفيهم المظلوم ما لم يتم حل هذه العوامل كلها حينئذ نحكم بنجاح هذه البنود والقرارات والتوصيات.
> وضع المناطق العسكرية والمحاور في إطار شكل الدولة الجديدة أو الأقاليم والتداخل الجغرافي مع الأقاليم كيف سيكون وضعها¿
– يجب على الجميع أن يثق بأنه مهما أختلف شكل الدولةومهما زاد عدد الأقاليم أو نقص فهذا لا يمس وحدة الجيش لا من قريب ولا من بعيد لأنه في ظل الأشكال المطروحة والأقاليم المتعددة فالجيش مؤسسة سيادية لا تتأثر ولا تنفك عن المركزية مطلقاٍ ربما في مجال الشرطة وهي هيئة مدنية نظامية ومواكبة للتطور في المجال الأمني سنجد أن شركات خاصة تقوم ببعض هذه المهام ولم يعد هناك داع للمركزية المطلقة في المجال الشرطوي في حين أن مركزية الجيش يتصل بالسيادة المطلقة ولم نجد بوادر التفريط في ذلك لما فيه الحفاظ على سيادة الوطن.
وميزة التداخل بين المناطق العسكرية والأقاليم ضمان على الوحدة الوطنية وعدم تأثر هذه المؤسسة بالشكل الجديد وتعدد الأقاليم.
كما أن الهيكلة في مجال الجيش تعني علمياٍ التوصيف الوظيفي وإسناد المهام والتركيز على البعد الوطني والبعد المهني فلا نكتفي بالإجراءات السلبية مجرد نقل أو ترقيات أو تعيينات على أسس بعيدة عن هذين البعدين «الوطني والمهني» أو التقاسم الحزبي أو المناطقي فهذه المعايير يجب تجنب المؤسسة العسكرية إياها البتة فالتوصيات والبنود ستكون غير ذات جدوى تعتقد أن مؤتمر الحوار ووثائقه ومخرجاته قد اعتمد عقيدة واحدة للجيش¿
– يستحيل جميع الناس 100% على عقيدة واحدة وإنما تكون هناك دولة قوية «ولا أعني بالقوة هنا الظلم والقمع والجبروت» وبسط هيبتها على جميع أجزاء الوطن دون استثناء وتحقق العدل والمساواة وفي هذه الحالة ستوجد ضوابط ومعايير عامة تنطبق على الجميع بدون استثناء أو تفضيل وهنا سيطبق الفرد ما يعتقد وما لا يعتقد..
لا حظ الجندي الأميركي مسلماٍ كان أو مسيحياٍ أو يهودياٍ عربياٍ كان أن أفريقياٍ أو أميركياٍ الكل يعمل تحت لواء أمريكا فقط ولا يخونها مطلقاٍ فما بالك بالجندي اليمني كلنا مسلمين ولكن المناطقية والقبلية والمذهبية والحزبية وكلها في إطار دين واحد وعرق واحد ولغة واحدة تفعل بنا مالم تفعله تعدد الديانات والعرقيات والطوائف وما ذلك إلا لأن العوامل الخارجية عن المؤسسة العسكرية أقوى بكثير من العوامل الداخلية.
> تعقد أن لا يكون للقبائل والمشائخ مستقبلاٍ أي دور أو تدخل في تكوين الجيش وولاءاته¿
– تعرضت القبيلة للتشويه والانحراف عن مسارها الإيجابي وإلا فهي حلقة من حلقات السلطة.
وما تشهده القبيلة اليوم من إنحراف وتشويه انعكس على رموزها فلا يجد له مكاناٍ إلا بالمظاهر المسلحة والاستيلاء على أراضي وإيواء القتلة وقطاع الطرق وإخراج المساجين بالقوة و… الخ.
فإذا مابدأت مؤشرات قيام الدولة المدنية الحديثة وفرض سلطان القانون وأن هذا سيطالهم يبدأون في التخطيط لاشاعة الفوضى ولو أدى ذلك إلى دمار البلاد فلا يرون لهم مكانة إلا في ظل الفوضى ومهما ظلت هذه الثقافات سائدة. والدولة غائبة فإن نفوذ القبائل والمشايخ سيستمر وسيظل الجيش وولاء أنه له نصيب من ذلك التدخل.
> ما هي الإجراءات اللاحقة التي يجب اتخاذها من الرئيس والحكومة في تنفيذ الهيكلة¿
أولاٍ: حماية الجندي بشكل عام ودون تمايز حمايته من الإستهداف دون أتخاذ إجراءات صارمة وحمايته من الفقر وحمايته من المناطقية التي من الظلم وحمايته من المكايدات الحزبية وحمايته من الوساطة التي ترفع الفاسدين والفاشلين وتقضي على أصحاب الخبرات والأقدمية في الميدان وحمايته من الحزبيين فيتم تعيين الحزبيين بعيداٍ عن معيار المهنية الوطنية والكفاءة الذين ذكرناهما سابقاٍ .
– ثانياٍ: عدم الزج بالمجندين حديثي الانتساب وللأسف معظم من صغار السن ومنهم المنتمون لأحزاب وهم من حصص هذه الأحزاب تم توظيفهم في الجيش والأمن محاصصة وهو ما أدى إلى شيوع الفوضى واللامبالاة والإخفاق في تحقيق المهام العسكرية والأمنية.
ثالثاٍ:إعادة روح الأقدمية والانضباط العسكرية التام وهذا لن يتم إلا إذا تم ما سبق.
> الأيام القادمة.. هل سنشهد تعاملاٍ حازماٍ مع الإرهاب خصوصاٍ انتهاء الحوار¿
– مايجري الآن هو استثناء فالأصل الاستقرار والتنمية والتطور والإبداع ولذلك خلق الإنسان عموماٍ كبيرهم وصغيرهم مسلمهم وكافرهم فالإنسان خليفة الله في الأرض وسخر الله له ما في الكون وهذه السنن والنواميس ليقوم بعمارة الأرض وحراثتها وتشييد الحضارات والمخترعات والإبداعات وهذا لن يتم إلا في ظل الأمن والاستقرار والتعايش السلمي بين جميع بنى الإنسان بمختلف أجناسهم ودياناتهم وهو مايميزه عن البهائم وجميع المخلوقات غير المكلفة بخلاقه الله في الأرض وأهدف من هذا أن التعامل الحازم وبسط سلطة الدولة على جميع أجزاء الوطن وعلى جميع الناس هو أمر قادم لامحالة ومن يفكر بقيام ذلك فسوف يستبدله الله بخير منه.

قد يعجبك ايضا