النظام البحريني وجريمة التطبيع

محمد أحمد المؤيد

 

 

تعتبر البحرين دولة عربية شقيقة شأنها شأن بقية الدول العربية الشقيقة الأخرى، كونها تقبع ضمن النسيج الجغرافي للجزيرة العربية، ولذا فرغم صغر مساحتها وتقزمها في الخريطة العالمية التي لا تظهر إلا بالمجهر حين التحديق إليها، لكنها كانت – فعل ماض – مع ذلك كبيرة في أعيننا، بل وتحتل مكانة لابأس بها في قلب كل عربي ومسلم بحكم صلة القرابة بيننا في العروبة والإسلام والقواسم المشتركة من أرض وعرض ودين ودم ولغة وحمية وغيرها، فما لبثت – للأسف ويا آسفاه – أن قزمت نفسها بنفسها – ليس في الخريطة وحسب – بل في داخل قلوبنا ووجداننا، حين هتكت القاسم المشترك بينها وبين العرب والمسلمين وسلمت نفسها رخيصة بأرضها ومبادئها وعروبتها ودينها وأصلها العربي المسلم إلى ابغض خلق الله اليهود الصهاينة الغاصبين لأرض فلسطين العربية المسلمة، ليس تطبيعاً وحسب بل وإعلان التسليم المطلق بالمسارعة والتلهف لتوثيق التاريخ الأسود الذي بدأ ولن ينتهي إلا بانتهاء نظام البحرين المطبع، كيف لا وتاريخ البحرين اليوم غير الأمس، فكان عربياً يحمل الأصالة واليوم عربي يحمل العمالة والخزي والعار والخسران المبين في الدارين “#مع احترامنا الشديد لشعب البحرين كبيرهم وصغيرهم بلا استثناء، ذلك الشعب العربي المسلم والثائر الحر”.
دعونا نتذكر دلائل تدل على أن نظام البحرين الملكي المطبع إنما هو مسير وليس مخيراً، حتى ولو كان مخيراً واختار التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب بهذا الشكل إلا أنه سواءً مسير أو مخير، فهو من جانب قد ظلم نفسه وشعبه ووطنه وأمته حين طبع مع الكيان ورضي بالانبطاح والذل وباع كرامته ومبادئه بثمن بخس، ومن جانب آخر فقد ظلم نفسه وشعبه حين كان يؤدي رسالة التطبيع ولكن بشكل مسير كقربان وعربون محبة من نظام السعودية الذي ما كان للبحرين أن تتجرأ بهذا الشكل من الانبطاح للصهاينة الغاصبين لولا الضوء الأخضر منهم لها كل ذلك والضوء الأحمر في حالة الرفض، كيف هذا ؟! نتذكر أنه في زمن ما سمي بالربيع العربي الذي سقطت تحت وطأته عدة أنظمة عربية آنذاك، وذلك من خلال خروج بعض الشعوب العربية للاعتصام وترديد عبارات من شأنها ترحيل وإسقاط النظام في ذلك البلد العربي أو ذاك، فأصبحت كموضة كل شعب يريد أن يجربها إلا بعض الدول الخليجية ولكن البحرين مستثنى وحيد من تلك الدول الخليجية والتي دخلت الموضة حدودها وكاد أن يسقط عاهل البحرين لولا تدخل السعودية بقوات ووحدات من الجيش والأمن السعودي والتي عملت تحت تعتيم إعلامي على فض تلك الاعتصامات واستمر بذلك نظام البحرين على ما هو عليه، فسئل المتحدث السعودي عن السبب في التدخل فصرح بأن أمن البحرين من أمن السعودية، وبالتالي يفهم من هذا أن البحرين محافظة سعودية وأنها مسيرة بالتبعية لنظام سعود، وبالتالي فإن السعودية تخشى أن تظهر تطبيعها خاصة وأنها تدعي أنها بلاد الحرمين وخدامهما، ولذا فإن تحركات البحرين بهذا الشكل المتسارع الذي فاق حتى الإمارات كأول المطبعين، يدل على أن البحرين كبش فداء للسعودية حتى لا يغضب عليها الصهاينة، فبالبحرين يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة.
قد لا نستغرب من افتداء البحرين للسعودية كون هذه لعبة مكشوفة يقوم بها النظام السعودي في عدة بلدان وخاصة اليمن، فهي تقدم اليماني عميل التحالف في الصورة بجانب الصهيوني اللعين وكأنه يمثل كل يمني خاصة وقد تحذلقوا باستغلال الاسم اليماني، وهذا مضحك ومفهوم، بل وشأن البحرين شأن أدوات القاعدة الذين تم دحرهم مؤخراً من مديرتين في البيضاء والذي أظهرت المشاهد التي بثت للعملية النوعية أن هناك شعارات داعش والقاعدة في جدران المديرية والمبنى والبيوت والغرف والمكاتب وهناك أسلحتهم الثقيلة والخفيفة ولازالت مصندقة وعليها ختم السعودية هذا وهي تدعي أنها تحارب الإرهاب، لذا فنظام البحرين شأنه شأن المسخ اليماني والقاعدة وداعش بالنسبة للسعودية وكيفية توظيفها للصديق والعدو والصالح والطالح والغث والسمين في كل ما من شأنه أن يصب في مصلحتها التي هي مصلحة أسيادها من أمريكان وصهاينة ومعتدين ومستكبرين، قال تعالى :” فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ” صدق الله العظيم.
ولله عاقبة الأمور،،.

قد يعجبك ايضا