ما يقارب السبع سنوات من القهر والقتل واستباحة الدماء والأعراض واغتصاب الأطفال، ونهب المساكن وسرقة الأراضي ومصادرة الممتلكات،والاختطافات والإخفاء القسري،وتحويل المدارس والكليات والمرافق العامة إلى سجون ومعتقلات وثكنات للمليشيات المنفلتة.
وأخيرا الجوع والتجويع والانهيار الاقتصادي؛ كل تلك الموبقات كانت كافية ليفيق أبناء تعز من غفلتهم،وأوهامهم.
وليعرفوا حقيقة هذه العصابات التي تكتم أنفاس المدينة وبعض المديريات في المحافظة، وتتسلط على رقاب الناس،وتصادر حرياتهم،وتستهين بحقوقهم وكرامتهم.
لقد دفعت تعز ثمنا باهظا لسكوتها على جرائم ومظالم هذه العصابات التي لا تمتلك أي قيمة أخلاقية، أو دينية، أو وطنية،أو ضمير يردعها عن ارتكاب الجريمة،والبطش بالمواطن.
عصابات منحطة لم يسلم من جرائمها لا صغير ولا كبير،ولا رجل أو امرأة.
وصلت الأمور إلى جرائم الإبادة والتنكيل الجماعي كما حدث لأسرة الحرق، والتمثيل بالقتلى،كما حدث لأصيل الجبزي.
وتحولت الحياة في المدينة إلى جحيم لا يطاق.
خرجت تعز لأكثر من مرة لتذكر هذه العصابات الإجرامية بوجودها؛ ومنددة بتلك الجرائم،لكن العصابات زادت تماديا بجرائمها وسلوكها المشين،وزادت فوق ذلك فرض الجبايات ومصادرة إيرادات المحافظة لصالح الفاسدين والمتنفذين؛ متحدية مشاعر المواطنين،وجاعلة من نفسها سلطة مطلقة فوق كل الإرادات والسلطات،بل وكانت تدس عملاءها بين التظاهرات الجماهيرية، لتشويه مطالبها بتخريب المظاهرات وحرفها عن مسارها،والاعتداء على الناشطين،كما حدث للناشطة أروى الشميري.
طفح الكيل فخرجت المدينة عن بكرة أبيها في ٢٧ سبتمبر ٢٠٢١م وما بعدها؛ رافضة لحكم عصابات الميري ومليشيات أحزاب الخردة،وتحالف العدوان.
هتفت الجماهير بأعلى صوتها : ( لا تحالف بعد اليوم.. لا شرعية بعد اليوم ..).
طالبت الجماهير برحيل التحالف العدواني وعصابات التجويع وشرعية العار والخيانة،لكن عصابات الميري المنفلتة واجهت الجماهير بالرصاص، فقتلت وجرحت،وشاهد الناس قائد العصابات يصدر أوامره للبلاطجة قائلا : ( اقتلوهم بلا رحمة..) مقتديا بسيده الهالك عفاش الذي أمر عصاباته في بداية ثورة فبراير قائلا : (اجنصوهم…)
وتتوالى التظاهرات يوما عن آخر، وتزداد الجماهير إصرارا لتنفيذ مطالبها؛ معلنة ثورة للجياع؛ ستقتلع القتلة والمجرمين وتحرر المدينة من العصابات الإجرامية.
إنها تعز بؤرة الثورات والتغيير، وحاضنة الثوار. وهذه المرة لن تتراجع ولن تهدأ، وستمضي في إنجاز المهمة الثورية، حتى الخلاص من عصابات القتل والسرقة والجريمة.
أحزاب الخردة تناقضت في بياناتها بين مؤيد للانتفاضة – على استحياء – وبين مهادن للفساد،بل وغضوا الطرف عن الاعتداء على الجماهير بالرصاص وقتل وجرح بعض المتظاهرين،بل إن أمن العصابة هدد وتوعد الجماهير،ونشر قانون المسيرات والتظاهرات الذي أصدره الهالك عفاش أثناء الثورة الشبابية السلمية لقمع الجماهير !!
ألم نقل لكم إنهم تلاميذ الهالك عفاش؟ يسيرون على خطاه،بل ويزدادون فسادا ووقاحة وقبحا.
إن ما جرى ويجري في تعز من جريمة وفساد يثبت بجلاء لكل ذي بصيرة أن العصابات لا تبني دولة، ولا تحترم قانوناً، ولا تحمي حقاً، بل هي ماهرة في قطع الطرق والسرقة والقتل،والسلب والنهب والعمالة،وقلة الحياء.
يا أهلنا في تعز احسبوها بالعقل؛ سنوات ضاعت، وأنفس أزهقت، وإمكانيات أهدرت. والنتيجة خسارة فادحة للمواطن، وأرباح متلتلة لتجار الحروب.
لتتصاعد الثورة وليرحل الاحتلال وعملاؤه،ولتبق اليمن حرة مستقلة كاملة السيادة.