أكد محافظ محافظة حضرموت لقمان باراس أن الوضع في حضرموت سيتغير وأن ما تعيشه اليوم من انتفاضة شعبية ستنتهي في النهاية إلى ابتلاع العدوان الصهيوني والسعو -اماراتي وأعوانه.
ولفت المحافظ باراس في هذا الحوار الذي أجرته معه “الثورة” إلى أن من يحكم المحافظة اليوم ليسوا اليمنيين وإنما السعوديون والإماراتيون ومن ورائهم الأمريكان والبريطانيون، منوهاً بأن خلق الصراعات بين الجماعات التي عملوا على خلقها هو بهدف إضعاف الجميع لتحقيق مزيد من الولاء للمحتل.
وقال: إن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية في حضرموت والمحافظات المحتلة كان مخططا لها من قبل انطلاق العدوان.
وتطرق محافظ حضرموت إلى أساليب العدوان في محاربة ثورة 21 سبتمبر، والانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية في جبهات القتال
ودعا المغرر بهم ممن لا يزالون يقاتلون في صفوف العدوان إلى الاستفادة من قرار العفو العام وأن يكونوا في صف الوطن ضد أعداء الوطن.
وفي ما يتعلق بالتنظيمات الإرهابية والتكفيرية، أوضح بأنها صناعة أمريكية القصد منها ابتزاز الأنظمة التي ترفض أن تكون تحت الوصاية.
وكشف باراس عن وثائق هامة بحوزة بريطانيا تتعلق بمحافظة حضرموت.
حول هذه الوثائق والكثير من التفاصيل نتابع مجريات الحوار….الثورة / مجدي عقبة
* بحكم توليكم منصب محافظ حضرموت كيف تقيمون الأوضاع في حضرموت في ظل سيطرة الاحتلال ومرتزقته على المحافظة؟
– بداية.. أشكر صحيفة الثورة والقائمين عليها على اهتمامهم بمحافظة حضرموت كجزء من اليمن تاريخيا.. وأتوجه بالتهاني والتبريكات بمناسبة أعياد الثورة اليمنية والمولد النبوي للقيادة السياسية والحكومية والدينية ولكل أبناء الشعب اليمني والجيش واللجان متمنياً للجميع الصحة والعافية ومزيداً من الانتصارات على العدو حتى تحرير آخر شبر من الأراضي اليمنية.
أما فيما يتعلق بالسؤال، فقبل الإجابة أود أن أنوه إلى أن حضرموت واسعة المساحة الجغرافية حاضرا والأكثر مساحة في الماضي قد عانت من الصراعات والحروب والغزوات والاحتلال في الماضي ما لم تعانه أي محافظة أو منطقة يمنية أخرى، ولعل ذلك يعود ليس إلى اتساع مساحتها كما أسلفت فحسب بل للثروات التي تختزنها في باطن الأرض وظاهرها، وتاريخها العريق الذي يعود إلى ألفي سنة أو أكثر قبل الميلاد. فاهتمامات الغزاة والمحتلين بحضرموت من عرب وأجانب ليس حباً في حضرموت وأهلها بل لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وغيرها بهدف نهب ثرواتها وطمس تاريخها الممتد من عهد عاد الأولى والثانية إلى بداية الإسلام وحتى اليوم.
أما فيما يتعلق بالإجابة على سؤالكم حول تقييم الوضع في حضرموت في ظل سيطرة العدوان، من وجهة نظري أن الوضع في حضرموت هو امتداد للوضع العربي بصورة عامة والوضع اليمني بصورة خاصة، حيث خططت الدول الإمبريالية والرجعية العربية وعلى رأسها أمريكا ودول الغرب والرجعية العربية وعلى رأسها السعودية والإمارات لخلق الفوضى أو ما أسموها بالفوضى الخلاقة، وهي في الحقيقة الفوضى الهدامة لاستهداف البلدان العربية وتآكل أنظمتها من داخلها ومن ثم احتلالها لتحقيق أهداف سياسية في مقدمتها التطبيع مع الكيان الصهيوني واقتصاديا نهب الثروات واستغلالها لصالح دولهم وتجويع الشعوب أملاً في الانقياد لهم وطاعتهم. وثقافياً: مسخ قيم وتقاليد أبناء حضرموت والأخلاق العربية الأصيلة وتسييد الثقافة الغربية – الرجعية، ودينيا: اضمحلال الدين الإسلامي الحقيقي وتعميم الدين السياسي المزيف كبديل للدين الإسلامي الحنيف.والوضع في حضرموت لا يخرج عن هذا الإطار، وقد استخدم الإغراء بالمال للمرتزقة من أبناء جلدتنا للأسف لتنفيذ هذه السياسة في حضرموت أكثر من غيرها من المحافظات ومنذ أمد طويل. واعتقدت الرجعية السعودية- المطبِّعة الأولى مع الكيان الصهيوني- أن المال والمال وحده سيحقق أهدافهم، متناسين قدرة الله العلي العظيم جل شأنه أن المال لم ينفع قارون.
* على ضوء ما ذكرت كيف يمكن اخراج حضرموت من هذا الوضع؟
– أعتقد- بل أجزم- بأن الوضع في حضرموت سيخرجها مما تعانيه بسبب العدوان الأمريكي – الصهيوني والسعو -إماراتي من الظلمات إلى النور، من الاحتلال إلى الحرية والاستقلال، وذلك بفضل إيمان وعزيمة ووعي أبناء حضرموت بكل أطيافهم ومكوناتهم السياسية وتجمعاتهم القبلية، لأن السياسة الإمبريالية الرجعية قد تكشفت لهم وعانوا خلال السبع السنوات الأمرَّين من جراء المخطط الخارجي من جهة والمنفذين الداخليين من المرتزقة للمخطط من جهة أخرى. وبدأت ملامح تغيير الوضع في حضرموت تلوح في الأفق من خلال تزايد الغضب الجماهيري وكسر حاجز الخوف وخروج الجماهير في وقفات ومظاهرات احتجاجية ضد المستعمر وأعوانه، وهي بداية مبشرة بقيام ثورة وطنية عارمة بالتنسيق مع قيادات ونشطاء بقية المحافظات المحتلة وبترحيب ومساندة من المؤمنين والأحرار من قيادات وقواعد إخوانهم في المحافظات الشمالية بل يتعدى ذلك إلى تأييد محور المقاومة بنصرهم والدعاء لهم بالتوفيق في تحرير مناطقهم من الاحتلال.
* نعرف أن التحالف منقسم على نفسه، وكذلك الحال بالنسبة لمرتزقته – وإنه لا قرار موحد فيما يتعلق بحضرموت شأنها شأن بقية المناطق التي تحت سلطة الاحتلال.. من الذي يحكم حضرموت حاليا؟
– أنا لا أعرف أن التحالف منقسم على نفسه فيما يتعلق بالاحتلال ، وربما يكون الانقسام في إطار تقسيم الكعكة – الحضرمية – اليمنية أما المرتزقة فلا حول ولا قوة لهم، فهم مثل قطيع الأغنام التي تتبع الراعي أينما وجههم. والمعروف أن الأوامر والتعليمات التي تأتي لمن يسمون أنفسهم حكام حضرموت هي تأتي من الخارج، أي من السعودية والإمارات ومن وراءهم من قوى الاستكبار.. إذاً واضح أن من يحكم حضرموت هم السعوديون والإماراتيون ومن ورائهم الأمريكان والبريطانيون بدليل تواجدهم في مطاري الريان والغيضة وفي عدن الصغرى (معسكر رأس عباس) وفي جزيرة سقطرى وميون وإشاعة موضوع الانقسام بين قوات تحالف العدوان ما هو إلا لمزيد من تبعية المرتزقة لهم وإلا لما تحالفت 17 دولة بعدِّها وعتادها على حرب اليمن، إذن فإن خلق الصراعات البينية في إطار المرتزقة هو بهدف إضعافهم ودفعهم لتقديم مزيد من الولاء لأطراف العدوان التي تفتك بهذا الطرف أو ذاك من الأطراف المتصارعة من قوات ما تسمى الشرعية والانتقالي بمبررات واهية (نيران صديقة) كما حدث في أكثر من مرة.
* على ضوء ما ذكرت سيادة المحافظ ما هي رسالتكم للمرتزقة والمغرر بهم؟
– ندعو إخواننا المغرر بهم من لا يزالون في إطار العدوان يحاربون أهلهم وأوطانهم أن يتركوا العدو ويستفيدوا من قرار العفو العام ويعودوا إلى حضن الوطن مواطنين صالحين ولن يجدوا إلا الترحيب والتكريم والعناية التامة من قبل الأحرار من إخوانهم اليمنيين ومن القيادتين الثورية والسياسية الحكيمة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وفخامة الرئيس مهدي محمد المشاط.. وأن يروا من عادوا إلى أحضان الوطن وكيف تم استقبالهم والترحيب بهم ورفع معنوياتهم.
* في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها المحافظات المحتلة وانهيار سعر العملة الوطنية والارتفاع الجنوني للأسعار.. كيف يعيش المواطنون في حضرموت؟
– الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية في حضرموت والمحافظات المحتلة كان مخططا لها من قبل انطلاق العدوان، فالاستعمار يعمل دائما وفق مبادئ معينة مثل (فرق -تسد) و (جَوِّع كلبك يتبعك)، فهم لا يعتبرون المستعمرين- بفتح الميم- بشراً وإنما كلاب يتبعونهم، وآسف لهذا التوصيف ولكنه حدث في كثير من البلدان المستعمرة في قارتي آسيا وأفريقيا والأكثر من هذا مبدأ الهدم وإعادة البناء كل هذه المبادئ أثبتت عدم صحتها، وقد ثارت الشعوب المستعمرة الجائعة المظلومة الممنوعة من الحرية والمحرومة من أبسط الحقوق على المستعمرين وطردوهم من بلدانهم شر طردة وحققوا الاستقلال الكامل أو غير الكامل في بعض البلدان وخرجت قوى الاحتلال مذمومة مدحورة، غير أن القوى الاستعمارية الحاقدة التي لا يروق لها العيش الا على امتصاص دماء الشعوب ونهب ثرواتهم عادةً ما تخرج من الباب وتعود من النافذة لتحتوي الثورات وتتآمر عليها بشتى السبل والوسائل لتجهضها في مهدها أو لتعيق سيرها وتجعلها في (خطوة تنظيم أو مكانك سر) بمفهوم الحركة النظامية العسكرية وفي واقعنا اليمني حدث هذا مع ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر وتآمروا على ثورة 21 سبتمبر منذ البداية بنقل البنك المركزي إلى عدن وحرمان القطاع الوظيفي من المرتبات والأكثر من ذلك الحصار الاقتصادي المحكم والممنهج الهادف إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية متزامنا مع الغارات الجوية المكثفة التي لم تستمر حتى بالحروب العالمية لهذه المدة الزمنية وبهذه الوحشية لخلق الخوف والهلع في أوساط الشعب وانهيار العملة وحجز السفن المحملة بالوقود وما إلى ذلك من أشكال الحصار، وبرغم ذلك حُصِّن الشعب في المناطق المحررة من مآلات هذه الأساليب الخبيثة حيث عملت الحكومة على مواجهة هذه المؤامرة بالكثير من الإجراءات في إطار الرؤية الوطنية والواقع اليمني الملموس أما في المحافظات اليمنية المحتلة حيث المستعمر فأدواته يعبثون بالمواطن والجوع يفتك بالشعب والغلاء المستمر بالارتفاع وتردي الخدمات والهدم المستمر لكل شيء فإننا نرثى لحالة المواطن الذي وصل إليها ونشاطرهم الألم والمعاناة ولا حول ولا قوة إلا بالله أنه قادر على تغيير الأوضاع من حال إلى حال وقد قال جل في علاه في كتابه العزيز (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) صدق الله العظيم.. فالتغيير من حال إلى حال يحتاج إلى إرادة وقبل كل ذلك يحتاج إلى إيمان بالله وبالقضية العادلة للذين يعملون على تغيير الواقع الذي تسبب به المستعمر وأعوانه والمظاهرات التي تجتاح بعض المحافظات المحتلة ومنها حضرموت هل هي ردة فعل لما آلت إليه الأوضاع، وما نلاحظه اليوم من تحرك في المظاهرات والوقفات الاحتجاجية لشباب من مختلف التوجهات والانتماءات السياسية والمستقلين، ما هو إلا دليل عن ردة فعل عمّا آلت إليه الأوضاع من ترد ومن إجراءات تعسفية لأدوات العدوان بالضرب على المطالبين بالحقوق والزج بهم في السجون ولذلك فإن هذه الخطوات التي تمت في محافظة حضرموت وعدن وزنجبار وتعز وستلحق بها محافظات أخرى ستؤدي إلى تطور الانتفاضة لتصل إلى ثورة تجتث المستعمر وأعوانه، ولهم في التاريخ عبرة إن كانوا يعون ذلك وما النصر إلا من عند الله.
* لا يكاد يمر أسبوع إلا ونسمع عن وصول سفينة أجنبية لنقل النفط أو الغاز عبر موانئ حضرموت..ما هو موقف أبناء حضرموت من نهب الاحتلال لثروات الشعب في الوقت الذي يمارس فيه المحتل سياسة التجويع المتعمد ضد الشعب اليمني؟..وهل لديكم أرقام وإحصائيات عن حجم المنهوبات من النفط والغاز وغيرهما؟
– الاستعمار لا يحتل بلدا حبا في أهله الذي لا تربطه أي صلة بهم لا من قريب ولا من بعيد وفي كل المجالات القومية والدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية ولكن الاحتلال من أولويات أهدافه نهب الثروة ليس النفطية والغازية فحسب بل والثروات الأخرى وفي ما يتعلق بالثروة النفطية فإن حضرموت تصدر أكثر من 80 % من صادرات النفط اليمني بإنتاج يقدر بأكثر من 40 الف برميل يوميا ويتم توريد الحساب إلى البنك الأهلي في السعودية لصالح قوى العدوان ومرتزقته على الرغم من أن حضرموت غنية بثرواتها المتعددة ولكن الاستعمار جعلها فقيرة في كل الأحوال أما بالنسبة للثروة السمكية قد بلغ الأمر بالاستعمار أن يأتي بسفن اصطياد كبيرة وعلى سطحها مصانع تعليب الأسماك ويصطاد الثروة السمكية من حضرموت وشبوة والمهرة وأبين على مرأى ومسمع ليس المواطنين من تلك المحافظات أو الصيادين المحليين فحسب بل وبمعرفة الأمم المتحدة التي تصل إليها الشكاوى وترى بأقمارها الصناعية ولا تحرك ساكنا لا في مجال النفط والغاز ولا في مجال الاصطياد والعبث بالأحياء السمكية.. أما بالنسبة لموقف أبناء حضرموت فالمواطنون في حضرموت يكفي أنهم يخرجون في مظاهرات ووقفات للتنديد بمثل هكذا جرائم بحق أبناء البلد إلى أن تأتي مرحلة تتطور فيها أساليب وأشكال ووسائل النضال سواء السلمي أو مسلح كلا الاسلوبين قد كفلتهما الشرائع والقوانين لإخراج الطغاة المستعمرين من حضرموت ومن كل المناطق اليمنية المحتلة ونحن واثقون بأبناء حضرموت الذي كان لآبائهم وأجدادهم أدوار نضالية وكفاحية ليس على مستوى حضرموت واليمن فحسب بل على مستوى البلدان الذي هاجروا إليها كالهند واندونيسيا وغيرهما وأكثر من ذلك ما يحدث من نهب للذهب وغيرها من وادي دنه على بعد حوالي 110 كيلو شمال غرب المكلا الذي يحتوي على 678 ألف طن بدرجة 15 جراماً في كل طن حسب الصخور والدراسات الجيولوجية ويوجد في حضرموت 10 مناجم للذهب جميعها غرب المكلا وكذلك في المبنى الذي تم احتلاله من قبل القاعدة ويتم نهبه الان من قبل قوات الاحتلال، وللأسف فإن منظمة الأمم المتحدة والمنظمات التي تدعي الحياد وتعمل في الجوانب الإنسانية قد أصبحت منحازة إلى جانب العدو تماما.
* تواجد التنظيمات الإرهابية في حضرموت جنباً إلى جنب مع قوات الاحتلال السعودي الإماراتي.. ماذا يعني؟
– التنظيمات الإرهابية والتكفيرية وجدت ولا زالت ليس في اليمن فحسب إنما في العديد من البلدان المستهدفة من قبل أمريكا والصهيونية والرجعية العربية وتعتبر القاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات التكفيرية أداة من أدوات الغرب لاستخدامها في محاربة الأنظمة الوطنية التي ترفض الوصاية والاستغلال من قبل الدول الاستكبارية والرجعية وإلا لماذا لا توجد تلك التنظيمات في السعودية والإمارات والدول التي تسير في فلك أمريكا وإسرائيل.. هذه التنظيمات هي صناعة أمريكية بامتياز وتمولها وترعاها تلك الدول التي أشرنا إليها سابقا وتنفذ مهامها بالتعاون مع الأنظمة الخانعة لأمريكا لتصفية القوى الوطنية والكوادر المخلصة للوطن، وليس بغريب أن توجد مثل هذه التنظيمات في حضرموت الحضارة حضرموت الثروة إلى جانب القوات السعودية والإماراتية بل والأمريكية والبريطانية أيضا لتنفيذ أجندات المحتلين، وكما تم إخراجهم من قيفة والصومعة في البيضاء سيتم إخراجهم من حضرموت بإذن الله.
* كيف تنظرون إلى الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان في شبوة ومارب وانعكاس ذلك على الأوضاع في حضرموت وبقية المحافظات المحتلة؟
– الانتصارات التي تحققت من قبل الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الأحرار والشرفاء من أبناء شبوة ومارب هي انتصارات لكل الشعب اليمني جنوبه وشماله وننظر لها بأنها تمت بتخطيط وحنكة وخبرة عسكرية كبيرة وبجهود غير عادية من قبل المجاهدين المؤمنين بعدالة القضية وبالنصر المؤزر من عند الله سبحانه وتعالى للمستضعفين والمظلومين من أبناء الشعب اليمني الذي يرزح ويكتوي بسياسة الاستعمار الذي أوصل البلد إلى حالة من التدهور في كافة المجالات.. ولا شك أن هذه الانتصارات ستنعكس إيجابا على أبناء حضرموت وبقية المحافظات المحتلة الذين يتمنون ويرغبون في تحرير محافظاتهم من الاحتلال الذي عانوا منه الويلات لينعموا بالحرية والاستقلال وستكون هذه الانتصارات حافزا كبيرا لتنمية وعي الشباب وتقديمهم للتضحيات في سبيل التحرير ووقوفهم وتماسكهم صفا واحدا في وجه العدوان ومرتزقته حتى يتحقق النصر وتحرير الوطن كله من رجس الاستعمار ومرتزقته.
* كيف تنظرون للدور البريطاني في اليمن وفي حضرموت على وجه الخصوص؟
– بريطانيا كانت تسمى المملكة التي لا تغيب عنها الشمس وكان لها دور كبير في التخطيط والتنفيذ لاحتلال العديد من البلدان وإخضاع حكوماتها وشعوبها وإذلال السكان واستعباد البشر ونهب الثروة وعندما قامت الثورات وتحررت البلدان من الاستعمار البريطاني وشاخت المملكة التي لا تغيب عنها الشمس وأصبحت تسمى بريطانيا العجوز.. حاولت بل عملت بكل ما تستطيع من قوة على عرقلة سير الثورات بل وإعاقتها وتشويهها من خلال إعلامها وإعلام أتباعها من الرجعيين العرب ومحاربة أي ثورة تحررية علناً، واحتضنت بريطانيا كل العملاء المتضررين من الثورات ودعمتهم بالمال والسلاح، وفي الآونة الأخيرة حنَّت بريطانيا المغرورة إلى مستعمراتها السابقة التي خرجت منها من الباب لتعود من النافذة وذلك عبر أدواتها وبطرق وأساليب ووسائل مختلفة عن الماضي والشواهد كثيرة، منها على سبيل المثال: تقديم السعوديين والإماراتيين لاحتلال بعض المناطق الجنوبية، وجود طلائع لها في مطاري الريان والغيضة، احتلال الجزر اليمنية المهمة.
وحضرموت كجزء من اليمن فبريطانيا تحتفظ بخرائطها الاستكشافية السرية للثروات في أرشيفها وتطمح طبعا في استخراج ونهب بقية الثروات التي آثرت بقاءها ظناً منها أنها ستظل تستعمر جنوب اليمن إلى يوم القيامة والحقيقة أن الوضع قد تغير والتعليم قد اتسعت مساحته ووسائل الإعلام في متناول الجميع والوعي لدى الشباب ازداد نموا ولا مجال إطلاقا لعودة الاستعمار ولا يمكن أن يهدأ لهم بال فالمقاومة للاستعمار ماثلة أمام الجميع والنضال مستمر، وبقاء البريطانيين وأعوانهم في حضرموت والجنوب أو اليمن بكامله مستحيل.. والتحرير قرار لا رجعة عنه.
* ثورة الجياع التي تشهدها عدن وحضرموت وعدد من المحافظات المحتلة.. هل تستطيع تسميتها بداية صحوة وطنية لتحرير اليمن من الاحتلال الأجنبي وإفشال مخططاته؟
– اعتقد أن هذا السؤال لا يحتاج إلى إجابة فقد سبق وأن أجبت على هذا السؤال في سياق إجاباتي على الأسئلة السابقة ولكن للتأكيد أكثر فإنها بداية وهكذا تبدأ الثورات وتتطور الصحوة الوطنية أو الانتفاضة سترتقي إلى مستوى الثورة المنظمة التي تنبثق منها قيادة واعية وحكيمة ترسم لها خططاً منسجمة مع الواقع وقابلة للتنفيذ وأهدافاً تلبي مطالب الجماهير الثائرة وأداة قوة من المناضلين المؤمنين بالله وبتحقيق كامل الأهداف الوطنية وأولها طرد الاستعمار وتحقيق الاستقلال الكامل وإقامة الحرية وإنهاء الظلم.