
كغيرها من محافظات الجمهورية انتظرت محافظة حضرموت على مدى تسعة أشهر ما سيتمخض عنه مؤتمر الحوار من مخرجات تضع حداٍ لكل أشكال الفوضى والصراع والانفلات الأمني الذي عايشته كل المحافظات وفي مقدمتها حضرموت التي كانت مثالاٍ لرفض العنف والقتل وإقلاق الأمن والسكينة والطمأنينة حتى أضحت في معمعمة ذلك المصير الذي فرض قسراٍ من قبل بعض القوى التي لا تريد الوصول إلى مرافئ الأمن والأمان في دولة مدنية حديثة وترسم ملامحها في أروقة مؤتمر الحوار الذي لاشك أن مخرجاته تحظى بمباركة كافة الأطياف في محافظات الجمهورية ومنها محافظة حضرموت التي باركت الإعلان عن وثيقة ضمانات وحلول القضية الجنوبية التي وقعت عليها كافة الأحزاب والقوى المشاركة في مؤتمر الحوار بما يسهم في إخراج البلاد من شبح الصراع وعودة عجلة التنمية في اليمن للدوران من جديد بعد عدة سنوات عجاف أدخلت البلاد في أتون أزمات متعددة.
وفي هذا الإطار التقت «الثورة» عدداٍ من أبناء محافظة حضرموت رجالاٍ ونساءٍ وشباباٍ لمعرفة آرائهم في مخرجات الحوار الوطني الشامل وهل يرون أنه سيمهد لبناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها كل اليمنيين ..
التخلص من ويلات المركزية
* الشاب فادي سالم حقان من شباب محافظة حضرموت يرى أن الحوار الوطني ورغم التحديات الجمة التي واجهها إلا أن الحكمة اليمانية فرضت نفسها مرة أخرى بعد توقيع الفرقاء السياسيين في اليمن على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ويضيف: لكن رغم كل تلك التحديات أرى أن الناس في حضرموت تمتلك من التفاؤل الشيء الكثير خاصة وأن مخرجات الحوار ستمهد ليمن جديد قائم على الفيدرالية التي ستنصف المحافظات التي عانت ويلات المركزية بشكل خاص ولاشك أننا نثمن النوايا الصادقة لدى الكثير من أعضاء وعضوات مؤتمر الحوار لإخراج اليمن من الغرق في صراع جديد قد يؤدي بالبلاد إلى وضع صعب ومؤلم عسى ربنا أن يجنبنا إياه وبالمختصر المفيد يختتم فادي حديثه بالقول: إن أهم مكسب لليمنيين هو الخروج بالبلاد إلى شكل جديد.. شكل سيحفظ كل أبناء اليمن من المركزية المقيتة التي كانت عنصراٍ أساسياٍ في إقصائهم وتهميشهم في مراحل كثيرة فيما مضى.
ويرى فادي أن نجاح الحوار مرهون بتغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والشخصية وذلك هدف أسمى يجب أن يسعى له كل المتحاورين في المؤتمر ليكملوا به عقد الأمن والبناء والتنمية التي يتوق لها كل أبناء اليمن الذي يبحث عن سعادته المسلوبة منذ عقود.
صوت العقلاء
* الأخت هدباء اليزيدي -إعلامية من مدينة المكلا: ترى أن صوت العقلاء في حضرموت لايزال موجوداٍ لمباركة مخرجات الحوار التي يرى فيها من أسمتهم العقلاء في حضرموت الخير لليمن وهي على صفيح ساخن من الصراع الذي ستخمده بإذن الله مخرجات الحوار التي أطلت مبشراتها منذ التوقيع على وثيقة ضمانات وحلول القضية الجنوبية التي أنصفت الجنوبيين بشهادة كل الأطراف المحلية والإقليمية والدولية.
وتتابع اليزيدي حديثها في رسالة عاجلة للرئيس هادي تشير فيها إلى أن أبناء حضرموت يقدرون الضغط الواقع على الرئيس لكنها تؤكد أن مطالب حضرموت مطالب حقوقية وعادلة باعتراف فخامته في اتصال أجراه بأسرة الشهيد سعد بن حبريش قبل أكثر من شهر مبينة أن مخرجات الحوار ستضع حضرموت بلاشك في موقعها الحقيقي وستنصفها وما يؤكد ذلك لقاء الرئيس يوم الأحد بثلة من أكاديميي ومثقفي وقياديي وأعضاء مؤتمر الحوار من أبناء حضرموت وشبوة والمهرة وبشرهم ببشائر الخير المنتظرة لحضرموت الخير التي مافتئت تقدم خيراتها وثرواتها للوطن ليواصل مسيرته نحو البناء والتنمية.
شاطئ الأمان
* طلال أحمد باحيدرة -من سكان مدينة المكلا يرى أن الرعاية الدولية لمخرجات الحوار هي الضمان الرئيسي لوجود ثقة لدى الناس في حضرموت وفي غيرها من المحافظات كون الثقة سقطت في منعطفات مختلفة في حياة اليمنيين الذين لم يعودوا يركنون على وعود السياسيين لذلك يرى باحيدرة أن دعم المجتمع الإقليمي والدولي هو الرهان لوصول اليمن إلى شاطئ الأمان ولبناء دولته المنشودة القائمة على أسس العدالة والمساواة والمحبة والتسامح ونسيان آلام الماضي واستشراف المستقبل الذي بدت ملامحه واضحة في مخرجات الحوار اليمني الذي يصارع لإخراج البلاد من الأزمات المتلاحقة وأردف قائلاٍ: وأعتقد أن تقسيم البلاد إلى أقاليم واعتماد نظام الفيدرالية سيؤسس لدولة مدنية كون تعدد مستويات الحكم ووجود مستوى حكم منتخب قريب من الشعب سيضمن توفير الخدمات الأساسية للمواطنين بالإضافة إلى أن توزيع الموارد بشكل عادل سيخدم التنمية المستدامة في البلاد.
مخرجات منصفة
سمر سعيد سالم موظفة تقول: يجب علينا أن نجعل توقعاتنا متفائلة بما هو قادم فلا مجال أمامنا إلا التفاؤل والخير بلا شك سيأتي وسينصف مؤتمر الحوار كل اليمنيين لأني بصراحة أعتب على بعض الإخوة في بعض محافظات الجمهورية الذين يريدون تطبيق ما يريدون وإلا فهم رافضون للحوار في الوقت الذي لبى المؤتمر في وثيقته الأخيرة الكثير من مطالبهم بنسبة كبيرة جداٍ ستؤسس لمبدأ العدالة والأحقية والمساواة ومن يقرأ وثيقة حل ومعالجة القضية الجنوبية يرى بأم عينيه الخير الكثير فيها أما من يمر عليها مرور الكرام ولا يقرأ كل التفاصيل لشيء في نفسه فأمره إلى الله وهو يبحث عن إثارة مشكلات لا طاقة للشعب اليمني -الذي ينتظر الفرج- بها وكلمة حق تقال يجب أن نعترف بأن ما تحقق حتى الآن وما سيعلن عنه في الأيام القادمة يؤسس لدولة مدنية وعادلة وهنا أجد نفسي متفائلة بيمن جديد وقوي تقديراٍ لكل الجهود التي تبذل من المخلصين.
تحريك عجلة التنمية
* عبدالله عوض بكير مدرس في ثانوية بمدينة المكلا يتمنى على مؤتمر الحوار الوطني أن يتنبه لمطالب أبناء حضرموت الذين ضحوا لأكثر من عقدين في انتظار دولة مدنية حديثة مضيفاٍ أن الحضارمة هم الأنموذج الحقيقي لبناء الدولة المدنية المرتقبة لما يمتلكون من مزايا دون غيرهم عرفوا بها على وجه البسيطة منذ مئات السنين واستطرد بالقول: أطالب رئيس الجمهورية بسرعة تنفيذ أهم المطالب المشروعة والعادلة لأبناء حضرموت التي ستسهم في تهدئة النفوس ولا شك أن تعيين العميد خالد الكثيري في حماية الشركات النفطية بقطاع المسيلة يعتبر باكورة التنفيذ الفعلي لمطالب حضرموت في المقام الأول ومخرجات مؤتمر الحوار التي طالبت بإنصاف المحافظات ذات الثروة بمنحها جزءاٍ من تلك الثروة لتنفيذ مشاريع تنموية مهمة من شأنها تحريك عجلة التنمية من جديد خاصة وأن حضرموت تمتلك الكثير من الفرص والمزايا والمقومات لتنافس وتكون في الصدارة فهناك مطار وميناء وبنية تحتية بحاجة لإسناد وكذا مزايا استثمارية وسياحية وبيئية من شأنها أن تنطلق بها حضرموت إلى الأمام لتكون خير محافظة في اليمن الجديد المأمول بإذن الله.