الثورة / سبأ
نظّمت حكومة الإنقاذ الوطني، أمس، فعالية احتفالية بالعيد الـ59 لثورة 26 سبتمبر الخالدة، بحضور رسمي وحزبي وشعبي.
وفي الاحتفال، نقل عضو المجلس السياسي الأعلى، جابر عبدالله الوهباني، تحيات وتهاني قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط، وزملائه، للحاضرين، ومن خلالهم لجماهير الشعب اليمني بهذه المناسبة الوطنية.
ولفت إلى أن سبتمبر يتجدد، ولا يشيخ بحراكه الثوري لدى الإنسان اليمني، الذي بطبيعته ثائر ضد الظلم .. موضحا أن سبتمبر اليوم كما في الماضي يحمل للجميع بشائر النصر في الجبهات ضد العدوان الباغي وأدواته.
وأكد أن احتفال الشعب اليمني اليوم ليس مناسبة عابرة، لأن سبتمبر في قلبه على الدوام .. وقال: “اليوم نقف لتقييم مسار ثورة سبتمبر وأكتوبر، ونقيم أنفسنا، لأننا ما وجدنا في مناصبنا وأعمالنا إلا لخدمة الشعب اليمني الذي قدم ويقدم التضحيات وقوافل الشهداء في مختلف المحطات الثورية”.
وبيّن الوهباني أن الشعب اليمني بإمكانياته المحدودة استطاع أن يمرّغ أُنوف العدوان وأعوانه في كل الجبهات في ظل تلاحم أبناء اليمن .. وأضاف: “نشعر بالفخر والاعتزاز كما نقدّر عاليا التضحيات العظيمة بالدماء والأرواح التي قُدمت في الدفاع عن اليمن، وعازمون على تحرير كل الأراضي اليمنية، لأن إرادة شعبنا هي القاعدة الصلبة التي ننطلق منها”.
وأضاف: “نتابع في المجلس السياسي الأعلى، لحظة بلحظة، الجبهات التي نسمع منها الانتصارات، ونحيي الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الحرة، لما يقومون به من دفاع عن الوطن وكرامة أبنائه”.
وبيّن عضو السياسي الأعلى الوهباني أنهم رأس المال الحقيقي الذي يظل هو العطاء المتدفق بصورة مستمرة.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية يؤكد أن صنعاء هي موطن الحرية والثورة، وكذا موطن ثوار الثورات لمواصلة بناء اليمن الجديد.
وقال: “صنع اليمانيون هذا اليوم للحاق بركب الحضارة، حيث أرست هذه الثورة المدامك الأولى لثورة 14 أكتوبر، وكانت السند الأكبر لـ 30 نوفمبر، من خلال مدن مثلت مواقع إمداد لها تعز وإب وذمار وحجة وصنعاء ومارب وغيرها، كما أنها أساس لقيام الوحدة المباركة”.
وأضاف: “يوم أمس الأول احتفلنا بثورة 21 سبتمبر، وهي ثورة فتية يقودها شاب ملهم، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الثورة التي تعد امتداداً للنضالات الطويلة التي خاضها أبناء اليمن، فالأيام تشابهت كما أن الأعداء تشابهوا، فمن خاض معارك ضد ثورة 26 سبتمبر بالأمس هو من يقود المعارك اليوم ضد ثورة 21 سبتمبر، وهي ما تسمى بالرجعية التي يمثلها النظام السعودي”.
وتابع: “إن ثورة 21 سبتمبر لو أنها جاءت ضد الثورات السابقة، كما يدّعي الحاقدون عليها، لكنا نرى المقاصل والإعدامات في كل شارع، بل إن شرعيتها هي امتداد لشرعية ثورة 26 سبتمبر، وتواصل هذه الثورة اليوم العطاء الثوري السابق من أجل أن يتحرر القرار السياسي، وألا نظل كشعب تابعين للمشروع الإمبريالي الأمريكي الصهيوني”.
وبيّن رئيس الوزراء أن الثورة قبل 59 إن لم تكن ثورة لما سمع الجميع بالتنديد بها من قِبل بريطانيا والدول الاستعمارية الأخرى .. لافتاً إلى أن الجميع معني بالحفاظ على الجبهة الداخلية، وتوطيد أركانها، ومواجهة الأصوات التي تسعى للنيل منها بأي شكل من الأشكال أو استجرار آلام الماضي.
وذكر أن كل من صمد، وثبت أثناء هذه الفترة، يتوق للحرية واستقلال القرار الوطني .. وقال: “نستذكر اليوم، وشعبنا يحتفي بهذه المناسبة، الأبطال من كل أرجاء الوطن، وشرائحه الاجتماعية، الذين قاموا بالثورة، وأولئك الذين وقفوا معها، أكانوا شخصيات عسكرية أو ثقافية أو اجتماعية أو قبلية”.
وتطرّق الدكتور بن حبتور إلى محاولة جر الشعب العراقي الشقيق للتطبيع مع العدو الصهيوني عبر ما سمي مؤتمر أربيل .. محيياً كل القوى الوطنية من سنة وشيعة وبعث وغيرها، ممن وقفت ضد هذه المؤامرة، ولم تقبل أن تكون ضمن المسار الخاطئ والمسيء لنضالات الشعب العراقي، والقضية الفلسطينية.
كما أكد رئيس الوزراء أن حُكام الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، الذين طبعوا مع الصهاينة، هم جزء من المشروع الصهيوني، في الوقت الذي رفضته الشعوب اليوم وسترفضه غداً.
وعبّر رئيس الوزراء عن شكره للأمانة العامة لمجلس الوزراء، ووزير الثقافة، على تنظيم الحفل، وكل من حضره وشارك فيه.
وفي الحفل- الذي حضره نائبا رئيس الوزراء لشؤوني الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان والرؤية الوطنية محمود الجنيد ونائب رئيس مجلس الشورى عبده الجندي وعدد من أعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى ومسؤولون وقيادات عسكرية وأمنية- استعرض وزير الثقافة، عبدالله الكبسي، التحديات والإشكاليات التي واجهتها الثورة الأم، نتيجة التآمر عليها من قبل النظام ذاته الذي يتآمر اليوم على ثورة 21 سبتمبر، في إطار نهجه الحاقد لإخضاع الشعب اليمني لإرادته، والحيلولة دون تحقيق استقلال قراره الوطني.
وأشار إلى أن ثورة 21 سبتمبر أعادت لثورة 26 سبتمبر ألقها ومجدها، بكشف العملاء والمرتزقة وخونة الأوطان، وطردهم وإفشال مخططاتهم التآمرية.
واعتبر الوزير الكبسي الانتصارات المتلاحقة في كافة الجبهات تأكيداً على المضي في بناء جيش وطني لحماية البلاد، وحراسة الثورة ومكاسبها، والتوجه لتحقيق التطلعات الشعبية في البناء والتنمية والتطور والازدهار، ومواصلة احترام تعهداته والتزاماته الدولية.
وأُلقيت كلمتان بالمناسبة عن مناضلي الثورة اليمنية، ألقاها المناضل السبتمبري حسين خيران، وكلمة المرأة ألقتها عضوة مجلس الشورى فاطمة محمد بن محمد، أشارتا إلى المكانة الوطنية لهذه المناسبة في حياة الشعب اليمني، والتضحيات الجماهيرية في الدفاع عنها، والانتصار لها.
ونوّهت بالرمزية العامة لإيقاد شعلة الثورة الأم في صنعاء .. وعبرتا عن الشكر للقادة الذين صانوا للشعب كرامته وعزته.
وتطرّقت الكلمتان إلى أن صمود الشعب اليمني أسقط كل مخلفات العدوان ومشاريعه التخريبية والتدميرية بحق الوطن اليمني الكبير.
وحيتا المناضلين من الرعيل الأول، وكافة الأبطال الذين يخوضون حالياً معركة البطولة والفداء من رجال الجيش واللجان الشعبية .. وترحمتا على شهداء الوطن السابقين والحاليين الذين استشهدوا دفاعاً عن تراب الوطن الغالي، وعن استقلاله وسيادته الكاملة على أراضيه.
ونوّهت عضوة مجلس الشورى، بصمود الأمهات وتضحياتهن، والمرأة اليمنية عموماً، خلال هذه الفترة، لا سيما اللائي دفعن بأولادهن للالتحاق بركب الدفاع عن اليمن وعزته وشرفه واستقلاله.
وطالبت بالعناية بالأمهات والمرأة، وتكريمهن بصورة دائمة، بما ينسجم وصمودهن في وجه العدوان والحصار.
تخلل الاحتفال، قصيدة شعرية لعضو مجلس الشورى الشاعر المناضل صالح صائل، عبّرت عن المناسبة وتجلياتها الوطنية، ومعزوفات وطنية للفرقة النحاسية، وفقرة فنية شعبية لفرقة الأصالة والمعاصرة.