تعيش بلادنا اليوم العيد السابع لثورة 21 سبتمبر المجيدة، الذي تجلى فيها أصالة التاريخ وعظمة الإنسان اليمني ليشهد الجميع بمجد وبسالة اليمنيين على مر العصور ولتعزز هذه الثورة وأهدافها المجيدة من مكانة وقيمة اليمن ارضاً وإنسانا على مختلف الأصعدة .
إن النهج القرآني الذي انتهجته الثورة وقيادتها المباركة، كان له الأثر الكبير والبالغ في قلوب اليمنيين الذي شهد لهم الرسول الأعظم في أكثر من موضع وأكثر من مكانة، وبدورهم اليوم يحييون المبادئ الإنسانية والأخلاقية الثابتة الذي حاول اليهود والصهاينة اجتثاثها من حياة الأمة واستبدالها بمناهج بديلة تفسد الأمة وتهدم أسسها الثابتة ما يجعلها أمة هشة لا تقوى على مواجهة أعدائها.
لقد عرف اليمنيون اليوم عظمة هذه الثورة ومكانتها الراسخة في وجدانهم بعد أن أدركوا حقيقة المؤامرة الغربية الأمريكية الصهيونية على الأمة وتكالب الأعداء على هذا الشعب المؤمن الصامد لمواقفه العظيمة والمشرفة في وقوفه ضد مؤامرة الأمريكان وصهاينة العرب ومن خلفهم، في معركة السيادة والاستقلال والذي تتفجر في ربوع الوطن لطرد الغزاة والمحتلين وكان آخرها ما حدث ويجري في عدن الحبيبة من انتفاضة شعبية كبيرة تواجه الغزاة والمحتلين وتطالب بالعيش بحرية واستقلال في كنف ثورة 21 سبتمبر .
نعم.. بإنجازات الثورة المجيدة وفي العيد السابع لشرارتها تعود بنا الذكريات إلى محافل التضحيات العظيمة لثورة نوفمبر المجيدة التي اجتثت الاحتلال البريطاني من جنوب الوطن والذي استمر قرناً وعقدين من الزمن لم يصل طوال تلك الفترة للمستوى المريب الذي وصل اليه المحتل الجديد في فترة وجيزة رغم المفارقات والاختلافات الشاسعة بين القوتين سواء من الناحية العسكرية أو الدينية، إلا أننا اليوم بعزيمتنا الفولاذية سنواجه المحتل الجديد وسنجتثه كما حصل لمن قبله، ويعيش اليمن من أقصاه إلى أقصاه في عزة وشموخ بإذن الله .
إن اليمنيين اليوم يخوضون معتركاً صعباً وحاسماً ليحددوا مسار المرحلة القادمة والوصول بوطنهم إلى بر الأمان بعد تخليصها من الغزاة والمعتدين واستعادة الحقوق والمكتسبات الوطنية المنهوبة وبناء دولة قوية تضمن العيش والحياة الكريمة للجميع بعيدا عن سياسة الفيد والنهب الذي كرسها النظام السابق الفاسد وقوى الاحتلال لصالح أشخاص معينين وجعلوا الشعب يقتات على فضلات المتربصين باليمن حتى أوصلوا اليمن إلى ما صارت اليه، فتوجيهات القيادة الحكيمة تشير إلى أن المرحلة القادمة ستكون مفصلية وحاسمة في تاريخ اليمن وما هذه التطورات السريعة التي تشهدها الجبهات والحراك الواسع على المستوى السياسي والعسكري يؤكدان حرص القيادة الثورية والسياسية على حسم المعركة في الجنوب والانتقال صوب العدو الغاصب، لتطهير الأراضي اليمنية من دنس الاحتلال، الذي بات قاب قوسين أو أدنى .
إننا اليوم معنيون بالوقوف بحزم أمام العدو المحتل ومواجهته بكل قوة وصلابة بعد أن جسد اليمنيون جميعا ملاحم العطاء والتضحية في سبيل الحرية والسيادة وطرد كافة أشكال الوصاية والارتهان من شمال الوطن بعد ثورة 21 سبتمبر المجيدة، ما يجعلنا اليوم أمام فرصة كبيرة لتحرير ما تبقى من أراضي الوطن المحتلة والالتحام خلف قيادة الثورة في مواجهة أعداء الأمة واستكمال أهداف الثورة المجيدة .