سلام الله على “سريع”.. لعنة الله على الظالمين !!

خالد محسن دلاق

 

أعتقد أني لا أزال حاضراً (بذاكرتي) لذلك اللقاء الاستثنائي، قبل سنوات قليلة، والذي رتبته الأقدار، وتفاجأ به معي زميلي في مهنة الصحافة لسنوات طويلة وزير الإعلام السابق عبدالسلام جابر ( قبل فراره إلى السعودية بأسابيع قليلة) وهو لقاء جمعنا بالسيد عبدالكريم الحوثي، والكرار عبدالحكيم الخيواني، قبل توليهما منصبي الداخلية والمخابرات، وكان ذلك في وزارة الإعلام، كان لقاء سريعاً، استمع فيه الأخ وزير الداخلية ومدير المخابرات لكاتب هذا المقال، في ربع ساعة لعرض موجز عن حجم الظلم والطغيان الذي كان في مواجهة غير المتكافئة مع طاغية بحجم (الشاطر) وشريك له في النفوذ والطغيان، (بورجي)، شريكين (كهامان وفرعون) امتهنا لسنوات طويلة العبث بحقوق الآخرين وأذيتهم وظلمهم، لأربعة عقود من الزمان، وفي ختام حديثي، قال السيد عبدالكريم في مواجهتي إن الوقت قد حان كي تنال ما تستحقه من تكريم، ومنصب على جهودك في خدمة بلادك، ومواجهة الظالمين.
وكاد أن يصدر قراره بتعييني ومنحي كافة حقوقي وتعويضي عن سيارتي بمساندة ودعم الكرار الخيواني، لولا فضول وتدخل وزير الإعلام جابر، (قاتله الله) والتزامه بإصدار قرار من الوزارة بتعييني في المكان المناسب، وهو المكان (على ما يبدو) الذي اختاره لنفسه، كفارٍ من بلاده، إلى أحضان العدوان، قاطعاً الطريق عليّ في الحصول على نهاية سعيدة، قد تنهي كل ذلك الظلم الواقع عليّ.
أقول: ما زادني ذلك إحباطاً، بقدر ما وجدتني أطلب من السيد عبدالكريم دعم وصول الزميل العميد علي غالب الحرازي كمدير لدائرة التوجيه المعنوي.. ومساندته كضابط قاد ثورة بيضاء لاقتلاع جذور الظالمين، بمعيتنا..
عندها ابتسم لي الضيفان وقالا: لقد تم اختيار العميد يحيى سريع لهذه المسؤولية وهو شاب ستجدون معه كل الإنصاف والعدالة التي طال انتظاركم لها وسط كل ذلك الظلم والطغيان والعبث الذي فرضه عليكم نظام فاسد وبائد.
لقد كان حديث السيد عبدالكريم والكرار عن سريع، سريعاً وموجزاً، ولكنه كان مقنعاً حد اقتناعي بالتحلي بالصبر ومواجهة القادم.
وكان من الصعب على كاتب هذه السطور أن يؤمن بأن عدالة قد تنير كل ما حولنا من ظلام دامس من الطغيان والفساد والظلم والعبث بالآخرين، دون خصوصاً بعد امتياز خداعي من الوزير جابر بإنصاف كاذب حال دون وصولي إلى نهاية آمنة أستحقها بعد كل ما مررت به معاناة.
ووزير لم يكتف بأذية مواطن بسيط بوقوفه عائقاً لإنصاف أرادة الله بمؤمنين أرسلهما لذلك، ولكنه أمعن أيضاً في أذية وظلم نفسه واختار لنفسه خاتمة لم أرضها لنفسي، ولا له..
برغم طول معاناتي، وعدم وصولي -لحد الآن- لأي حق أستحقه، فإن ذلك لم يضعف قدرتي وصمودي في مواجهة الظالمين، حتى وجدتني اليوم في حضرة وعد صادق لمسؤولين مؤمنين اختارا إنصاف كل مظلوم وعدالة قادمة تجتث فساداً طال أمده، وفاسدون أمعنوا في طغيان آن أوان اقتلاع جذوره وعروقه من بقايا دولة عميقة في الظلم والعبث والطغيان.
واليوم وفي حضرة العميد المجاهد يحيى سريع أجدني مذهولا من قوة الله وجبروته بإذلال الظالمين وأشهد وعد الخالق بخزيهم في الدنيا، حتى أني لم أعد أعطي اهتماماً طالما حرصت من خلاله على استعادة حقوقي كاملة.
إننا اليوم في حضرة الخالق نرى وعده حقاً، ونشاهد الظالمين يغرقون بلا بحر يطبق عليهم ويكتم أنفاسهم، وينكّل بهم، ويرينا فيهم عجائب قدرته.
إن العدالة والإنصاف ورفع المظالم والسلام والحرية والمساواة والخوف من الله أمور لا تكون إلا بمؤمن قوي يخاف الله ويخافه الظالمون.
أقول إن بداية جديدة وعدالة تم تغييبها لسنوات أربعين عاث خلالها أربعون لصاً وفاسداً وظالماً لعيناً بالآخرين ظلماً وعدواناً، لم يكن من سبيل لها إلا بمؤمن صادق ومجاهد بحجم يحيى سريع وتواضعه وابتسامته البسيطة التي تشعر كل مظلوم بسيط بأمان يستحقه، وعدالة أصبحت تمثل له ما تبقى من حياته.
أقول أيضا إن عهداً جديداً قادماً، وسريع، ليمن نستحقه وما كان إلا في أحلامنا، نستحق أن نعيشه اليوم، لنبني من خلاله ما فاتنا من يمن مزقه الظالمون، ولا أعتقد أننا اليوم بحاجة لنهرب بأحلامنا بعدالة مضت في اغتيالها قوى وظلام العدوان، ودفناها باستسلام رخيص خاضعين بموت الحمدي.
مخطئ من لايزال بغيّه يعتقد أن القضاء على الظلم والطغيان لا يكون إلا “بمهدي” قد ننتظره سنوات في خيالنا وأوهامنا، حتى يبعث الله من في القبور،
أعتقد أننا بحاجة للعودة إلى أنفسنا وخالقنا وإيماننا، بأن الله لا يحب الفاسدين ولا الظالمين ، وعلينا أن لا نركن إلى الظالمين، وأن نؤمن بعدالة الله، وصدق وعده، وبإيمان الرجال المؤمنين الصادقين ممن أحبهم الله وأحبوه، وأعتقد أننا قد رأينا قدرة الله في مؤمن صادق ومجاهد كالصماد، -رحمة الله تغشاه-، ولم تتوقف رحمة الله بموته، بل تواصلت بعدالة وشجاعة وإنصاف مؤمن ومجاهد كالعميد يحيى سريع، نجده حقيقة حاضرة بيننا اليوم، كذلك هي رحمة من الله لا تنقطع، طالما أيقنا بقوة الله وعدله وإنصافه فسنراه حاضرا في كل مؤمن عادل يسخره الله للنيل من الظالمين وإنصاف المظلومين.. سلام الله عليك أخي المجاهد العميد يحيى سريع، سلام الله عليك يا حبيب الله..
وأقول ختاماً .. للظالم والطاغية اللعين: عليك اليوم أن تذوق مرارة الظلم وتشرب من كأس الطغيان الذي أسقيته غصبا آلاف المظلومين بجبروت كل شيطان لعين كان عوناً لفسادك وعبثك، وكن على ثقة بأنك لن تعود بفسادك إلا إلى غياهب جبك كظالم وشيطان لعين، وما من جنة قد تعيدك من قبرك اللعين، وكن على ثقة اليوم أن ما من سلام اليوم، إلا على سريع، وآخر قولنا أن لعنة الله على الظالمين.. وللحديث بقية.

قد يعجبك ايضا