سألني أحدهم.. ماذا عملت ثورة ٢١سبتمبر، التي جاءت لإسقاط جرعة البترول، وتخفيض الأسعار؟!.
ماذا كسب من ورائها المواطن؟!. ومن استفاد من هذه الثورة؟!. قلت له :دعني أذكرك بما كانت قد آلت إليه الأوضاع قبل ٢١سبتمبر، كانت اليمن قد تحولت لما يشبه الإقطاعيات، ومؤسساتها تحولت إلى ملكية خاصة، وثرواتها مخصصة لشخصيات معدودة.. هذا ما قبل ٢١سبتمبر ٢٠١٤م.
قال: والآن ماذا تغير؟ فبدأت اشرح وأوضح له بطريقتي الخاصة : هناك توجهات جادة لبناء دولة نظام ومؤسسات وقانون، ومنها مشروع الشهيد الصماد (يدٌ تحمي ويدً تبني)، وكذلك الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، هكذا مشاريع لم تحصل في تاريخ اليمن، كذلك نسمع موجهات قائد الثورة التي يحث على ضرورة تنظيف مؤسسات الدولة من الفاسدين، وخطابات رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط الذي دائماً ما يقول يجب أن نعمل من أجل المواطن فنحن خدام له، كما يجب أن يعمل الوزراء والمحافظون وكافة المسؤولين على التخفيف من هموم المواطن، والعمل على راحة المواطن وتوفير الخدمات للمواطن الصابر والصامد الذي يواجه العدوان ويتحدى الصواريخ والطيران، فيجب أن يكافأ هذا المواطن الذي يقدم روحه وماله وفلذات كبده دفاعاً عن الوطن والشرف والعرض والكرامة، وإن المكافأة التي ينتظرها هذا المواطن، هي توفير أبسط مقومات الحياة، ضبط الأسعار، توفير الغاز المنزلي، والمشتقات النفطية، العدالة في توزيع التيار الكهربائي الحكومي، وإن كان السعر مرتفعا، عمل حلّ لأصحاب المولدات الخاصة الذين يتاجرون بمعاناة المواطن الذي يضطر للاشتراك في الكهرباء الخاصة، المواطن يريد خدمات طبية وضميرا إنسانياً عند التعامل مع المريض، يريد أن يسمع أنه تم محاكمة طبيب ارتكب خطأ طبيا، المواطن ينتظر من ثورة ٢١سبتمبر أن تحاكم الفاسدين الذين سمعنا عنهم وتم فصلهم من أعمالهم بسبب الفساد، رغم حساسية المرحلة، إلاّ إن هذا لا يمنع من تطبيق القانون، والضرب بيد من حديد ضد الفاسدين ، والناهبين للمال العام، يجب أن يلمس المواطن صدق التوجهات، وحقيقة الأوامر، لا نريد تكرار أخطاء الماضي، من خلال التعيينات والاقصاءات، والإهمال والتهميش للشخصيات الوطنية، التي يجب أن تعمل بصمت بدون ضجيج ومنّة .
فترجمة أهداف ثورة ٢١سبتمبر على أرض الواقع لابد أن يلمس أثرها المواطن، لا نجعل من العدوان شماعة ومبرراً للفشل، وعدم محاسبة الفاسدين.
المواطن يشكو من الغلاء، ويشتكي من لجان التفتيش، وارتفاع الضرائب والجمارك، والأتاوات من هذه الجهة أو تلك، ولا تورد لخزينة الدولة، وثورة ٢١سبتمبر قامت ضد هؤلاء!.
فالسيد والرئيس من خلال خطاباتهما ومحاضراتهما وتوجيهاتهما عازمان على اجتثاث هذه البؤر، وقطع منابعها، وردم مفتعليها، فعلينا التفاعل معهم والتحرك إلى جنبهم ومساعدتهم في ذلك، وأن يكون المواطن عوناً في ذلك، ورفض دفع الرشوة أو الاتاوات أو غيرها من الأموال بدون سند رسمي، والإبلاغ عن أي شخص يبتز أو يستغل أي شخص، أو يستغل منصبه لتحقيق مكاسب مادية من وراء ذلك.
فتحقيق أهداف ثورة ٢١سبتمبر مسؤولية جماعية، وإن تحقيقها يبدأ من الآن، والأمل بعد الله سبحانه وتعالى في القيادة الثورية الحكيمة والقيادة السياسية التي دائماً ما تقف إلى صف المواطن، وتعمل على تحقيق أحلامه، فقيادة كهذه واجهت العالم وتحدت دول الاستكبار العالمي ولم تخضع ولم تستسلم لمخططاتهم وتنفيذ مشاريعهم الاستعمارية ، لن تعجز أن تبني دولة نظام ومؤسسات وقانون، لأنها مستمدة قوتها من الله، ومن الشعب.